حقيقة أحداث 20 أفريــل.. الربيـــع الأمازيغــــــي أو الربيــع الأســــود.

من طرف **zaara** الأحد 20 أبريل - 11:30:24

[rtl]لم يواجه المجتمع الجزائري مشكلة تسمى الأمازيغية في أعقاب انتزاع الاستقلال على يد جبهة التحرير، وسرعان ما بدأت محاولة من جانب الحكام الجدد، وكلهم من قادة جبهة التحرير الوطني لتهميش الأمازيغية من خلال طرح أن الشعب الجزائري عربي ولغته عربية لا غير.[/rtl]

[rtl]لكن القضية اتخذت أبعادا جديدة، عندما بدأت الحكومة وأجهزة الدولة تمارس أساليب شوفينية في التعامل مع الأمازيغية لصالح كل ما هو عربي، ولعبت القوات المسلحة التي كانت تحكم البلاد فعليا دورا بارزا في هذا الصدد.[/rtl]

[rtl]تدخل عامل آخر في هذا المشهد العام في بداية السبعينات وكان له تبعات مصيرية؛ إنه عامل القمع، حيث توترت الأوضاع بسرعة فائقة ما بين 1972/1973 ، وتكهرب المناخ مع ظهور تهديدات وإجراءات عملية؛ من بينها تقليص حصص الأمازيغية والزيادة المنتظمة في المواد باللغة العربية.. وصلت إلى حد التضييق على المحطة الإذاعية القبايلية.[/rtl]

[rtl]ومع انطلاق الموسم الجامعي 1973/1974، صدر قرار بحذف الدروس التي كان مولود معمري يلقيها بكلية الآداب بالعاصمة، وشرعت السلطة بحملة اعتقالات واسعة ما بين 1975/1976 أسفرت عن أحكام قاسية في يناير 1976 وصيف نفس السنة، وقد طالت أناسا في عنفوان شبابهم، بدعوى قيامهم باتصالات بسيطة مع الأكاديمية الامازيغية بفرنسا.[/rtl]

[rtl]يوم الانفجار والخروج إلى الشارع:[/rtl]

[rtl]وفي 03/03/1980 استدع طلبة جامعة تيزي وزو الكاتب الأمازيغي و الأب الروحي للغة الأمازيغية في الجزائر" مولود معمري" و هذا ليقدم محاضرات عن اللغة الأمازيغية و الشعر و الحضارة الأمازيغية بعنوان "الأدب الشعبي الأمازيغي" ولكن السلطات قابلت هذا العرض الثقافي بالمنع يوم 10/03/1980 مما دفع بطلبة جامعة تيزي وزو إلى إعلان إضراب عام و مفتوح استدعى تدخل وزير التعليم العالي آنذاك من أجل البحث الحثيث لوقف الإضراب الذي امتد إلى الثانويات و الإكماليات و حتى المؤسسات و الشركات الحكومية و أدى هذا إلى ارتفاع درجة التوتر بولاية تيزي وزو قلب القبائل الأمازيغ و في يوم 07 أفريل من نفس السنة تقرر اجراء مسيرة سلمية بالجزائر العاصمة غير أن هذه المسيرة اتخذت مجرى مأساوي بعد تدخل قوات الأمن و مكافحة الشغب التي تدخلت بهمجية هوجاء من أجل وقف المسيرة و انتهت باعتقال مجموعات من المدنيين قتلى و جرحى، ليبقى هذا الحدث وصمة عار على جبين النظام العسكري بالجزائر. و لم تتوقف نهضة الأمازيغ بل إنها استمرت و امتدت إلى مدن أمازيغية اخرى من الجزائر من تيزي وزو إلى العاصمة و بجاية و بومرداس والبويرة و وهران و هذا في تاريخ 20/04/1980 حيث شهدت هذه المظاهرات اعتقال العشرات من نشطاء النهضة الأمازيغية من بينهم" آيت واكلي رشيد، طاري عبد العزيز، زناتي جمال، لماري ادريس، سعيد سعدي، ابراهيمي علي...الخ. [/rtl]

[rtl]و لم تكن هذه أولى محاولة القمع السلطوي للنهضة الأمازيغية إذ سبقتها أحداث 1977/06/19 بمناسبة اللقاء النهائي لكأس الجمهورية لكرة القدم الذي جمع شبيبة القبائل و نصر حسين داي و الذي انتهى لصالح شبيبة القبائل بنتيجة 2-1 و تتويج الشبيبة لأول مرة بكأس الجمهورية الجزائرية.[/rtl]

[rtl]فخرج أنصار الشبيبة القبائل إلى الشوارع احتفالا بهذا النصر الرياضي مرددين شعارات أمازيغية وحاملين رايات أمازيغية تحمل عبارات مثل شبيبة القبائل أمازيغية تحيا اللغة الأمازيغية..الخ ليغرق المحتفلين في دخان القنابل المسيلة للدموع و اعتقل اثرها بعض الأنصار.[/rtl]

[rtl]وبما أن التاريخ يعيد نفسه ففي شهر أفريل من سنة 2001 تكرر نفس السيناريو من جديد ،وذلك عندما هب الأمازيغ لتخليد نفس الذكرى، و تدخل النظام العسكري بطريقة أقل ما يقال عنها أنها وحشية، في وجه شعب ذنبه الوحيد أنه ولد أمازيغياً، مما أدى إلى مقتل المناضل الأمازيغي "ماسينيسا قرماح 17 سنة" و 126 من أصدقائه إثر إصابتهم برصاص الشرطة الجزائرية بتيزي وزو ، لتتخلى هذه الذكرى عن لونها الأخضر وتكتسي لوناً أسوداً قاتماً ،وسميت بذكرى "تافسوث تباركانت" « tafsuth tavarkantأو الربيــع الأســـود.[/rtl]

[rtl]لهذا يبقى 20 أفريل قلب الربيع الديموقراطي الذي عرفته شمال إفريقيا راسخا في أذهان كل القبائل الأمازيغ بصفة خاصة و في أذهان كل الجزائريين بصفة عامة. وكما ساهم الأمازيغ في البلدان المغاربية في إخراج القضية الأمازيغية من المحلية إلى الدولية بل استطاع النضال الأمازيغي بالمغرب انتزاع مطلب دسترة الأمازيغية كلغة رسمية في الدستور المغربي الجديد ولكن المشوار النضالي ما يزال طويلا من أجل إخراج القوانين التنظيمية المفعلة للدستور إلى حيز الوجود.[/rtl]

[rtl]و تبقى مناشبة الربيع الأمازيغي موعد للترحم على كل أرواح شهداء النهضة الأمازيغية: قرماح ماسينيسا، بني والي، عيماش عمار، محند أمقران، سعود محمد، بوليفة، مولود معمري، أمزال كمال و معطوب الوناس و غيرهم...[/rtl]

[rtl]بعض الصور من انتفاضة الشباب:[/rtl]

[rtl]