ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  Empty الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف الزعيم الإثنين 16 مايو - 17:05:59

الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B2 وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ
وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ
جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B1
ثم نَدَبهم إلى المبادرة إلى فعْل الخيرات والمسارعة إلى نَيْل
القُرُبات، فقال: ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) أي: كما
أعدّت النار للكافرين. وقد قيل: إن معنى قوله: ( عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ
وَالأرْضُ ) تنبيها الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP على اتساع طولها، كما قال في صفة فرش الجنة: الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B2 بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B1
[الرحمن:54] أي: فما ظنك بالظهائر؟ وقيل: بل عرضها كطولها؛ لأنها قبة تحت
العرش، والشيء المُقَبَّب والمستدير عَرْضُه كطوله. وقد دل على ذلك ما ثبت
في الصحيح: "إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ الجنة فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ،
فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ
أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، وَسَقْفُهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ" الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وهذه الآية كقوله تعالى في سورة الحديد: الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B2 سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B1 الآية [رقم21].
وقد روينا في مسند الإمام أحمد: أنّ هِرَقْل كَتَبَ إلى النبي صلى الله
عليه وسلم: إنك دَعَوْتني إلى جنة عَرْضُها السماوات والأرض، فأين النار؟
فقال النبي الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP صلى الله عليه وسلم: "سُبْحَانَ اللهِ! فأين الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الليل إذَا جَاءَ النَّهَارُ؟" الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وقد رواه ابنُ جرير فقال: حدثني يونس، أنبأنا ابنُ وَهْب، أخبرني مسلم بن خالد، عن أبي خُثَيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى بن مُرَّة الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
قال: لَقِيت التَّنوخي رَسُولَ هِرَقْل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بحِمْص، شيخا كبيرا فَسَدَ، قال: قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بكتاب هِرَقْل، فنَاول الصحيفة رَجُلا عن يساره. قال: قلت: من صاحبكم الذي
يقرأ؟ قالوا: معاوية. فإذا كتاب صاحبي: "إنك كتبت تدعوني إلى جنة عرضها
السماوات والأرض أعدّت للمتقين، فأين النار؟ قال: فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "سُبْحَانَ الله! فأيْنَ اللَّيْلُ إذَا جَاءَ النَّهَارُ؟" الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقال الأعمش، وسفيان الثوري، وشُعْبَة، عن قيس بن مسلم الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عن طارق بن شهاب، أن ناسا من اليهود سألوا عُمَرَ بن الخطاب عن جنة عرضها السماوات والأرض، فأين النار؟ فقال عمر [رضي الله عنه] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أرأيتم إذا جاء الليل أين النهار؟ وإذا جاء النهار أين الليل؟ فقالوا: لقد نـزعت مثْلَها من التوراة.
رواه ابن جرير من الثلاثة الطرق الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
ثم قال: حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا أبو نعيم، حدثنا جعفر بن بُرْقَان،
أنبأنا يزيد بن الأصم: أن رجلا من أهل الكتاب قال: يقولون: ( جَنَّةٍ
عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ) فأين النار؟ فقال ابن عباس: أين يكون
الليل إذا جاء النهار، وأين يكون النهار إذا جاء الليل؟ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وقد رُوي هذا مرفوعا، فقال البَزّار: حدثنا محمد بن مَعْمَر، حدثنا
المغيرة بن سلمة أبو هشام، حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبيد الله بن عبد
الله بن الأصم، عن عَمّه يزيد بن الأصَم، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت قوله تعالى: ( جَنَّةٍ عَرْضُهَا
السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ ) فأين النار؟ قال: "أرَأيْتَ اللَّيْلَ إذا
جَاءَ لَبسَ كُلَّ شَيْءٍ، فَأيْنَ النَّهَار؟" قال: حيث شاء الله. قال:
"وَكَذِلَكَ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP النَّارُ تكون حيث شاء الله عز وجل" الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وهذا يحتمل معنيين:
أحدهما: أن يكون المعنى في ذلك: أنه لا يلزم من عدم مشاهدتنا الليل إذا
جاء النهار ألا يكون في مكان، وإن كنا لا نعلمه، وكذلك النار تكون حيث يشاء
الله عز وجل، وهذا الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أظهر كما تقدم في الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP حديث أبي هريرة، عن الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP البزار.
الثاني: أن يكون المعنى: أن النهار إذا تغشى وجه العالم من هذا الجانب،
فإن الليل يكون من الجانب الآخر، فكذلك الجنة في أعلى عليّين فوق السماوات
تحت العرش، وعرضها كما قال الله، عز وجل: الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B2 كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B1 [الحديد:21] والنار في أسفل سافلين. فلا تنافي بين كونها كعرض السماوات والأرض، وبين وجود النار، والله أعلم.

ثم ذكر تعالى صَفَة أهل الجنة، فقال: ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي
السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ) أي: في الشدة والرخاء، والمَنْشَط والمَكْرَه،
والصحة والمرض، وفي جميع الأحوال، كما قال: الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B2 الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B1
[البقرة:274]. والمعنى: أنهم لا يشغلهم أمْر عن طاعة الله تعالى والإنفاق
في مَرَاضِيه، والإحسان إلى خلقه من قراباتهم وغيرهم بأنواع البر.
وقوله: ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) أي: إذا ثار بهم الغيظ كظموه، بمعنى: كتموه فلم يعملوه، وعَفَوْا الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP مع ذلك عمن أساء إليهم الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP وقد ورد في بعض الآثار: "يقول الله تعالى: ابنَ آدَمَ، اذْكُرْنِي إذَا غَضِبْتَ، أَذْكُرُكَ إذَا غَضِبْتُ، فَلا أُهْلِكُكَ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP فيمن أهْلِكَ" رواه ابن أبي حاتم الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقد قال أبو يعلى في مسنده: حدثنا أبو موسى الزّمن، حدثنا عيسى بن شُعَيب الضَّرِير أبو الفضل، حدثنا الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الربيع بن سليمان الجيزي الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
عن أبي عمرو بن أنس بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم "مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ كَفَّ اللهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنْ خزَنَ
لِسَانَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إلَى اللهِ قَبِلَ
عُذْرَهُ" [و] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP هذا حديث غريب، وفي إسناده نظر الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، عن الزهري، عن سعيد بن
المسيَّب، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"لَيْسَ الشَّدِيدُ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP بِالصُّرُعة، وَلَكِنَّ الشَّدِيدَ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ". وقد رواه الشيخان من حديث مالك الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم
التَّيْميّ، عن الحارث بن سُوَيد، عن عبد الله، هو ابن مسعود، رضي الله
عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ
أحَبُّ إلَيْه مِنْ مَالِهِ؟" قال: قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا
مَالهُ أحب إليه من مال وارثه. قال: "اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ
أَحَدٌ إِلا مَالُ وَارِثِهِ أحَبُّ إلَيْه مِنْ مَالهِ مَا لَكَ مِنْ
مَالِكَ إلا مَا قَدَّمَتْ، ومَالُ وَارِثَكَ مَا أخَّرْتَ". قال: وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا تَعُدُّونَ فِيْكُمُ الصُّرعَة؟" قلنا:
الذي لا تَصْرَعه الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الرجال، قال: قال "لا ولكن الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ". قال: قال الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا تَعُدُّونَ فِيْكُمُ الرَّقُوبَ؟"
قال: قلنا: الذي لا ولد له. قال: "لا ولكن الرَّقُوبَ الَّذِي لم الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP يُقَدِّمْ مِنْ ولَدِهِ شَيْئًا".

أخرج البخاري الفصل الأول منه وأخرج مسلم أصل هذا الحديث من رواية الأعمش، به الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعْبة، سمعت
عُرْوة بن عبد الله الجَعْفِيّ يحدث عن أبي حصبة، أو ابن حصبة، عن رجل شهد
النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: "تَدْرُونَ مَا الرَّقُوبُ؟" قالوا الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
الذي لا ولد له. قال: "الرَّقُوبُ كُلُّ الرَّقُوبِ الَّذِي لَهُ وَلَدٌ
فَمَاتَ، وَلَمْ يُقَدِّمْ مِنْهُمْ شَيْئًا". قال: "تَدْرُونَ مَا
الصُّعْلُوكُ؟" قالوا: الذي ليس له مال. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الصُّعْلُوكُ كُلُّ الصُّعْلُوكِ الَّذِي لَهُ مَالٌ، فَمَاتَ وَلَمْ
يُقَدِّمْ مِنْهُ شَيْئًا". قال: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا
الصُّرَعَةُ؟" قالوا: الصريع. قال: فقال الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
صلى الله عليه وسلم الصُّرَعَةُ كُلُّ الصُّرَعَةِ الَّذِي يَغْضَبُ
فَيَشْتَدُّ غَضَبُهُ، وَيَحْمَرُّ وَجْهُهُ، وَيَقْشَعِرُّ شَعْرُهُ،
فَيَصْرَعُ غَضَبَهُ" الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا ابن نُمَيْر، حدثنا هشام -هو ابن
عروة-عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن عم له يقال له: جَارية بن قُدامة
السعدي؛ أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، قل لي
قولا ينفعني وأقْلِل عليّ، لعلي أعيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تَغْضَبْ". فأعاد عليه حتى أعاد عليه مرارا، كل ذلك يقول: "لا
تَغْضَبْ".
وكذا رواه عن أبي معاوية، عن هشام، به. ورواه [أيضا] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عن يحيى بن سعيد القطان، عن هشام، به؛ أن رجلا قال: يا رسول الله، قل لي قولا وأقْلِل علَيَّ لَعَلّي أعقِله. قال: "لا تَغْضَبْ".
الحديث انفرد به أحمد الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن الزهري، عن
حُمَيد بن عبد الرحمن، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال
رجل: يا رسول الله، أوصني. قال: "لا تَغْضَبْ". قال الرجل: ففكرت حين قال الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله.
انفرد به أحمد الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا داود بن أبي هِنْد
عن ابن أبي حَرْب بن أبي الأسود، عن أبي الأسود، عن أبي ذَرّ قال: كان يسقي
على حوض له، فجاء قوم قالوا الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه فقال رجل: أنا. فجاء الرجل
فأورد عليه الحوض فدقه، وكان أبو ذر قائما فجلس، ثم اضطجع، فقيل له: يا أبا
ذر، لم جلست ثم اضطجعت؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا:
"إذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فإن الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلا فَلْيَضْطَجِعْ".
ورواه أبو داود، عن أحمد بن حنبل بإسناده، إلا أنه وقع في روايته: عن أبي حرب، عن أبي ذر، والصحيح: ابن أبي حرب، عن أبيه، عن أبي ذر، كما رواه عبد الله بن أحمد، عن أبيه الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا إبراهيم بن خالد: حدثنا أبو وائل
الصَّنْعَاني قال: كنا جلوسا عند عرْوة بن محمد إذ دخل عليه رجل، فكلمه
بكلام أغضبه، فلما أن غضب قام، ثم عاد إلينا وقد توضأ فقال: حدثني أبي، عن
جدي عطية -هو ابن سعد السعدي، وقد كانت له صحبة-قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "إنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وإنَّ الشَّيْطَانَ
خُلِقَ مِنَ النَّارِ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP وإنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالماءِ، فَإذَا أُغْضِبَ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أحَدُكُمْ فَلْيَتَوضَّأْ".
وهكذا رواه أبو داود من حديث إبراهيم بن خالد الصنْعَاني، عن أبي وائل القاص الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP المُرَادي الصَّنْعَاني: قال أبو داود: أراه عبد الله بن بَحير الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا نوح بن
جَعْوَنة السُّلَمي، عن مقاتل بن حَيَّان، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ
وَقَاهُ اللهُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، ألا إنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ
بِرَبْوُةٍ -ثلاثا-ألا إنَّ عَمَلَ النَّار سَهْلٌ بسَهْوة. والسَّعِيدُ
مَنْ وقيَ الفِتَنَ، ومَا مِنْ جَرْعَةٍ أحَبُّ إلَى اللهِ [عز وجل] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا عَبْدٌ، مَا كَظَمَهَا عَبْدٌ للهِ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP إلا مَلأ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP جَوْفُه إيمَانًا".
انفرد به أحمد، إسناده حسن ليس فيه الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP مجروح، ومتنه حسن الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر في معناه: قال أبو داود: حدثنا عقبة بن مُكرَم، حدثنا عبد
الرحمن -يعني ابن مَهْدي-عن بشر -يعني ابن منصور-عن محمد بن عَجْلان، عن
سُوَيد بن وَهْب، عن رجل من أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ
قَادِرٌ عَلَى أنْ يُنْفِذَه مَلأهُ اللهُ أَمْنًا وَإيمانًا، وَمَنْ
تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَال وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْه -قال بِشر: أحسبه
قال: "تَوَاضُعًا"-كَسَاهُ اللهُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَمَنْ زَوَّجَ
للهِ كَسَاهُ اللهُ تَاجَ الْمُلْكِ" الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن يَزيد، حدثنا سعيد، حدثني
أبو مَرْحُوم، عن سَهْل بن مُعَاذ بن أنس، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: "مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ
يُنْفِذَه، دَعَاهُ اللهُ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلائِقِ، حَتَّى يُخيرَهُ مِنْ
أيِّ الْحُورِ شَاءَ".
ورواه أبو داود والترمذي، وابن ماجه، من حديث سعيد بن أبي أيُّوب، به. وقال الترمذي: حسن غريب الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .

حديث آخر: قال: عبد الرزاق: أخبرنا داود بن قَيْس، عن زيد بن أسلم، عن
رجل من أهل الشام -يقال له: عبد الجليل-عن عم له، عن أبي هريرة في قوله
تعالى: ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كظم غيظا، وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله أمنا وإيمانا". رواه ابن جرير
الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال ابن مَرْدُويَه: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، أخبرنا يحيى
بن أبي طالب، أخبرنا علي بن عاصم، أخبرني يونس بن عبيد عن الحسن، عن ابن
عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تَجَرَّعَ عبد من جُرْعَةٍ
أفضل أجرا من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله".
وكذا رواه ابن ماجه عن بشر بن عمر، عن حَمَّاد بن سلمة، عن يونس بن عُبَيد، به الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
فقوله: ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ) أي: لا يعملون الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP غضبهم في الناس، بل يكفون عنهم شرهم، ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل.
ثم قال [تعالى] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ( وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) أي: مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم، فلا يبقى الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP في أنفسهم الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP مَوجدة على أحد، وهذا أكمل الأحوال، ولهذا قال: ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) فهذا من مقامات الإحسان.
وفي الحديث: "ثلاث أُقْسِمُ عليهن: ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عِزا، ومن تواضع لله رفعه الله " الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وروى الحاكم في مستدركه من حديث موسى بن عُقبة، عن إسحاق بن يحيى بن
طلحة القُرشي، عن عُبَادة بن الصامت، عن أبي بن كعب؛ أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: "من سره أن يُشْرَف له البنيان، وترفع له الدرجات
فَلْيَعْفُ عمن ظلمه، ويعط من حرمه، ويَصِلْ من قطعه".
ثم قال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 وقد أورده ابن مردويه من حديث علي، وكعب بن عُجْرة، وأبي هريرة، وأم سلمة، بنحو ذلك. وروي عن الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
طريق الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا
كان يوم القيامة نادى مناد يقول: أين العافون عن الناس؟ هَلُمُّوا إلى
ربكم، وخذوا أجوركم، وحق على كل امرئ مسلم إذا عفا أن يدخل الجنة".
وقوله تعالى: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ) أي: إذا صدر منهم ذنب أتبعوه بالتوبة والاستغفار.
قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا هَمّام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد
الله بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي عَمْرة، عن أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: "إن رجلا أذنب ذَنْبًا، فقال: رب الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP إني أذنبت ذنبا فاغفره. فقال الله [عز وجل] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
عبدي عمل ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثم
عمل ذنبا آخر فقال: رب، إني عملت ذنبا فاغفره. فقال تبارك وتعالى: علم عبدي
أن له رَبا يغفر الذنب وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرَتْ لِعَبْدِي. ثُمَّ
عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ فَقَالَ: رَبِّ، إنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ
لي. فَقَالَ عَزَّ وجَلَّ: عَلِمَ عَبْدَي أنَّ لَهُ رَبا يَغْفِرُ
الذَّنْبَ وَيأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرَتُ لِعَبْدِي ثُمَّ عَمِلَ ذَنَبًا
آخَرَ فَقَالَ: رَبِّ، إنِّي عَمِلَتُ ذَنَبًا فَاغْفِرْهُ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP فَقَالَ عَزَّ وجَلَّ: عَبْدِي عَلِمَ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أنَّ لَهُ رَبا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، أُشْهِدُكُمْ أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ".
أخرجه الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP في الصحيح من حديث إسحاق الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP بن أبي طلحة، بنحوه الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر وأبو عامر قالا حدثنا زهير،
حدثنا سعد الطائي، حدثنا أبو الْمُدِلَّة -مولى أم المؤمنين-سمع أبا
هريرة، قلنا: يا رسول الله، إذا رأيناك رقَّت قلوبُنا، وكنا من أهل الآخرة،
وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشَمِمْنا النساء والأولاد، فقال الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ ، عَلَى الْحَالِ الَّتِي
أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي، لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ ،
وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ
بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يُغْفَرَ لَهُمْ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، حَدِّثْنَا عَنْ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ:"لَبِنَةُ
ذَهَبٍ ، وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ ، وَمِلاطُهَا الْمِسْكُ الأذْفَرُ ،
وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ ،
مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلا يَبْأَسُ ، وَيَخْلُدُ وَلا يَمُوتُ ، لا
تَبْلَى ثِيَابُهُ ، وَلا يَفْنَى شَبَابُهُ ، ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ
دَعْوَتُهُمْ: الإمَامُ الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ ،
وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَح الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ : وَعِزَّتِي لأنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ" .
ورواه الترمذي، وابن ماجه، من وجه آخر عن سعد، به الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
ويتأكد الوضوء وصلاة ركعتين عند التوبة، لما رواه الإمام أحمد بن حنبل:
حدثنا وَكِيع، حدثنا مِسْعَر، وسفيان -هو الثوري-عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الحكم الفزاري، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه [غيري استَحْلفْتُه، فإذا حلف لي صَدقته، وإن أبا بكر رضي الله عنه حَدثني] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
وصدَق أبو بكر -أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ
رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ -الوُضُوءَ -قال مِسْعر:
فَيُصَلّي. وقال سفيان: ثم يُصلِّي ركعتين -فَيَسْتَغْفِرُ اللهَ عز
وجَلَّ إلا غَفَرَ لَهُ".
كذا الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
رواه علي بن المَديني، والحُمَيْدي وأبو بكر بن أبي شيبة، وأهل السنن،
وابن حِبَّان في صحيحه والبزار والدارقُطْني، من طرق، عن عثمان بن المغيرة،
به. وقال الترمذي: هو حديث حسن الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 وقد ذكرنا طُرقه والكلام عليه مستقصى في مسند أبي بكر الصديق، [رضي الله عنه] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP وبالجملة فهو حديث حسن، وهو من رواية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب [رضي الله عنه] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP عن خليفة النبي [صلى الله عليه وسلم] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
ومما يشهد لصحة هذا الحديث ما رواه مسلم في صحيحه، عن أمير المؤمنين عمر
بن الخطاب، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْكُمْ
مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيَبْلُغَ -أو: فَيُسْبِغَ -الوُضُوءَ، ثُمَّ
يَقُولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ،
وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إلا فُتِحَتْ لَهُ
أبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أيّهَا شَاءَ" الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وفي الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أنه توضأ
لهم وُضُوء النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: "مَنْ تَوضَّأَ نَحْوَ وُضُوئي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى
رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيْهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ
مِنْ ذَنْبِهِ" الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
فقد ثبت هذا الحديث من رواية الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، عن سيد
الأولين والآخرين ورسول رب العالمين، كما دل عليه الكتاب المبين من أن
الاستغفار من الذنب ينفع العاصين.
وقد قال عبد الرزاق: أخبرنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس بن مالك
قال: بلغني أن إبليس حين نـزلت: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً
أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ ) الآية، بَكَى الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا مُحْرِز بن عَون، حدثنا عثمان بن مطر،
حدثنا عبد الغفور، عن أبي نُضَيْرة عن أبي رجاء، عن أبي بكر، رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عَلَيْكُمْ بِلا إلَهَ إلا اللهُ
والاسْتِغْفَار، فأكْثرُوا مِنْهُمَا، فإنَّ إبْليسَ قَالَ: أهْلَكْتُ
النَّاسَ بالذُّنُوبِ، وأهْلَكُونِي بِلا إلَهَ إلا اللهُ والاسْتِغْفَار،
فَلَمَّا رَأيْتُ ذَلِكَ أهْلَكْتُهُمْ بِالأهْوَاءِ، فَهُمْ يَحْسَبُونَ
أنَّهُم مُهْتَدُونَ".
عثمان بن مطر وشيخه ضعيفان الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .

وروى الإمام أحمد في مسنده، من طريق عَمْرو بن أبي عمرو وأبي الهيثم
العُتْوَارِيّ، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قَالَ
إبْلِيسُ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتكَ لا أزَالُ أغْوي [عِبَاَدكَ] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP ما دامت أرْوَاحُهُمْ فِي أجْسَادِهِمْ. فَقَالَ اللهُ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي ولا أزَالُ أغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي" الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عُمر بن أبي
خليفة، سمعت أبا بَدْر يحدث عن ثابت، عن أنس قال: جاء رجل فقال: يا رسول
الله الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
، أَذْنَبْتُ ذَنْبًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا
أَذْنَبْتَ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ". [قال: فإني أستغفر، ثم أعود فأُذْنِب.
قال الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP فَإذا الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP أَذْنَبْتَ فَعُدْ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP " فقالها في الرابعة فقال: "اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ المحسُورُ" الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وهذا حديث غريب من هذا الوجه الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP2 .
وقوله: ( وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ ) أي: لا يغفرها أحد سواه، كما قال الإمام أحمد:
حدثنا محمد بن مُصْعَب، حدثنا سلام بن مسكين، والمبارك، عن الحسن، عن
الأسود بن سَرِيع؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بأسير فقال: اللهمُ إني
أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عَرَفَ
الْحقَّ لأهْلِهِ" الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
وقوله: ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) أي:
تابوا من ذنوبهم، ورجعوا إلى الله عن قريب، ولم يستمروا على المعصية
ويصروا عليها غير مقْلِعِين عنها، ولو تكرر منهم الذنب تابوا عنه، كما قال
الحافظ أبو يعلى الموصلي، رحمه اللهُ، في مسنده:
حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل وغيره قالوا: حدثنا أبو يحيى عبد الحميد
الحِمَّانيّ، عن عثمان بن واقد عن أبي نُصَيْرَةَ، عن مولى لأبي بكر، عن
أبي بكر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا
أصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَإنْ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً".
ورواه أبو داود، والترمذي، والْبَزَّار في مسنده، من حديث عثمان بن واقد -وقد وثقه يحيى بن معين-به وشيخه أبو نصيرة الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
الواسطي واسمه مسلم بن عبيد، وثقه الإمام أحمد وابن حبان وقول علي بن
المديني والترمذي: ليس إسناد هذا الحديث بذاك، فالظاهر إنما [هو] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP لأجل جهالة مولى أبي بكر، ولكن جهالة مثله لا تضر؛ لأنه تابعي كبير، ويكفيه نسبته إلى [أبي بكر] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الصديق، فهو حديث حسن الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP والله أعلم.

وقوله: ( وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) قال مجاهد وعبد الله بن عبيد بن عُمَير: ( وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) أن من تاب تاب الله عليه.
وهذا كقوله تعالى: الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B2 أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B1 [التوبة:104] وكقوله الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B2 وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B1 [النساء:110] ونظائر هذا كثيرة جدا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد أخبرنا جرير، حدثنا حبان -هو ابن زيد
الشَّرْعَبيّ-عن عبد الله بن عَمْرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال-وهو على المنبر-: "ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، واغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ،
وَيْلٌ لأقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ للْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصرونَ عَلَى
مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ".
تفرد به أحمد، رحمه الله الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
ثم قال تعالى -بعد وصفهم بما وصفهم به-: ( أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ
مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ ) أي: جزاؤهم على هذه الصفات مغفرة
من الله الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
وجنات ( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) أي: من أنواع المشروبات (
خَالِدِينَ فِيهَا ) أي: ماكثين فيها ( وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )
يمدح تعالى الجنة.
الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B2 قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ
يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ
الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ (140) الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  B1
يقول تعالى مخاطبا عباده الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
المؤمنين الذين أُصِيبوا يومَ أُحُد، وقُتِل منهم سبعون: ( قَدْ خَلَتْ
مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ ) أي: قد جرى نحو هذا على الأمم الذين كانوا من
قبلكم من أتباع الأنبياء، ثم كانت العاقبة لهم والدائرة على الكافرين؛
ولهذا قال: ( فَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُكَذِّبِينَ ) .
ثم قال: ( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ ) يعني: القرآن فيه بيان للأمور على
جليتها، وكيف كان الأممُ الأقدمون مع أعدائهم ( وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ )
يعني: القرآن فيه خَبَرُ ما قبلكم و ( هُدًى ) لقلوبكم و ( مَوْعِظَةٌ )
أي: زاجر [عن المحارم والمآثم] الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP .
ثم قال مسليا للمؤمنين: ( وَلا تَهِنُوا ) أي: لا تَضعفوا بسبب ما جرى (
وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) أي: العاقبة والنّصرة لكم أيها المؤمنون.
( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ )
أي: إن كنتم قد أصابتكم جراحٌ وقُتل منكم طائفةٌ، فقد أصاب أعداءكم قريب من
ذلك من قتل وجراح ( وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ )
أي: نُديل عليكم الأعداء تارة، وإن كانت العاقبة لكم لما لنا في ذلك من
الحكم الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  MARGNTIP
؛ ولهذا قال تعالى: ( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) قال ابن
عباس: في مثل هذا لنَرَى، أي: من يَصبر على مناجزة الأعداء ( وَيَتَّخِذَ
مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ) يعني: يُقْتَلُون في سبيله، ويَبْذُلون مُهَجهم في
مرضاته. ( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) .




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف اعصار الإثنين 16 مايو - 18:38:23

الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  11111113

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف الزعيم الثلاثاء 17 مايو - 16:19:48

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد

هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف طريق النجاح الجمعة 3 يونيو - 11:15:00

شــــــــــــــــكرآآآآآآآآآآآآ لــــــــــــــــــــــــــــك




طريق النجاح
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 709
تاريخ الميلاد : 07/05/1997
العمر : 26

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف M.AYMAN السبت 4 يونيو - 14:48:47

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا





M.AYMAN
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 1898
تاريخ الميلاد : 13/10/1985
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:15:38


أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 27

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران  Empty رد: الجزء الثامن عشر من تفسير سورة آل عمران

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 20:48:02

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 40

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى