ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

م11 احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة الخميس 16 أبريل - 17:24:10

إفحام "المحذرين من الإحتـفال بمولد النبي الأمين".‎

بسم الله الرحمن الرحيم

في زمن تجرأ فيه الأقزام على العلماء وكثر فيه المتطاولون على أهل العلم كان لا بد من الرد على أولئك المتـنطعين و المتـشدقين الذين حرصوا على تـنـفير الناس من الإحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم واستماتوا في تحذير الناس من إحياء ذكرى مولد خير الخلق وأفضل الأنبياء وكأن الحرام والمعصية والكفر إنحصر في نظرهم فقط في أمر الإحتفال بذكرى مولد النبي ! ! وكأنه لم يبق نهي عن المنكر في نظرهم إلا في التحذير من إحياء ذكرى مولد النبي ! ! وتدافعوا على صفحات الإنترنت وفي مواقعهم محذرين من الفرح بمولد النبي ومنـفرين الناس من قراءة سيرة النبي وذكر فضائله ومحاسنه وخصاله ونسبه ! ! ومحرمين على الناس تكريم ضيوفهم بهذه المناسبة ومحرمين تزيـين البـيوت والساحات ! ! ومحرمين توزيع الحلوى وعصير الليمون أيضاً ! !
للأسف صاروا يقولون عن مولد النبي أنه شر وشؤم وبدعة ! ! !
- قول هؤلاء بأن الإحتفال بمولد النبي بدعة سيئة فهذا مردود عليهم
لأن النبي سمى البدعة الحسنة بـ (سنة حسنة) بقوله صلى الله عليه وسلم:
من سـن في الإسلام سنة حسنة ... الحديث".
وهل النبي يخالف نفسه ؟! أم أنهم يتجاهلون حديث النبي ؟!
قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: البدعة . .
وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة. وقال الفقيه إبن عابدين الحنفي في رد المحتار
(1\376) ما نصه : فقد تكون البدعة واجبة أيضاً كنصب الأدلة ...
وتعلم النحو .. فهل النووي والأحناف خالفوا النبي ؟!
- وذكرهم حديث النبي (كل بدعة ضلالة)
لا يعرفون أن معناه أغلب البدع ضلالة وأن ليس مطلق البدع.
ماذا يقولون في حديث النبي :
" كل عين زانية" هل هذا يشمل الأنبياء ؟!
فوضح أنهم يضربون الأحاديث ببعضها.
- وقولهم أن الإحتفال بذكرى المولد (مردود على صاحبه غير مقبول،
بل هو مأزور غير مأجور، وعليه إثم البدع) فيه مبالغة صريحة ضد صاحب الذكرى،
وفيه بغض واضح للنبي، وفيه كراهية شديدة للرسول محمد، وفيه غل وحقد على ذكرى المولد.
- وقولهم أن (مولد النبي لم يثبت في 12 ربيع الأول) لا عبرة فيه بتحريم الإحتـفال به، فإن محبة النبي وتعظيمه واجبة لكل يوم، و12 ربيع الأول هذا أيضاً من أيام العام. وإن لم يثبت يوم مولد النبي فهل
يحرم الإحتـفال في كل أيام ربيع الأول ؟!
- وقولهم أن (12 ربيع الأول هو يوم وفاة النبي):
والرد عليهم أن الإثنين 12 ربيع الأول هو يوم وفاة النبي وأن النبي صار يصوم كل إثنين، فهل النبي كان يحتفل كل إثنين بذكرى وفاته كما تدعون ؟ ! ولكـنكم تخلطون الأمور بـبعضها وسويتم بين وفاة النبي وولادته وسويتم بين الحزن والفرح، ولكنـنا نحن أهل الحق نفرح لولادته بقدر حزننا في مصيـبة وفاة النبي . . . وهذا فاتـكم.
- على قول هؤلاء (إن اليهود يفرحون في يوم 12 ربيع الأول ذكرى وفاة النبي): فهل نحن نفرح لولادته كل أيام العام إلا 12 ربيع الأول ؟ وهل صار ما يفعله اليهود مصدر تشريعنا ؟
نحن نحزن لوفاة النبي كل أيام العام وكذلك نفرح لولادته كل أيام العام.
- أين هم ومشايخهم من الحافظ ابن حجرالعسقلاني رحمه الله الذي قال " أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعةٌ حسنة" ، أين هم من الحافظ ابن دحية والحافظ العراقي والحافظ السخاوي والحافظ السيوطي والشيخ ابن حجرالهيتمي ؟! إلا إذا ألغـوا دور العلماء المعتبرين وإستحدثوا مذهباً جديداً أي إبتدعوا مذهباً مخالفاً
لما عليه السلف الصالح وجمهور الأمة المحمدية ! !
- أن هؤلاء الذين يحذرون من الإحتفال بمولد النبي لا يعرفون حتى إسم الملك المظفر ملك إربل ويقولون إسمه (أبو سعيد السكري)، هذا مضحك ويدعوا للسخرية عليهم. لقد نصبوا أنفسهم علماء ولكنهم جهال.
- وقولهم أنـنا نحتفل بذكرى ميلاد النبي بذلك نـتـشبه بالنصارى لما يحتـفلوا بميلاد المسيح ليس فيه حجة لتحريم الذكرى لأن المسلمين يـبنون أحكامهم على قواعد الشرع وليس على ما يفعله الكفار.
فاليهود يربون لحاهم فهل نحرم إعفاء اللحية ؟!
- هؤلاء المفترون أخذو فتاويهم من مشايخ معاصرين مخالفين للمذاهب الأربعة ، ونقلوا أيضا عمن إشتهر بتشبـيه الله بخلقه وعن الذي نسب لله الفم واللمس والمكان ! هل صار هؤلاء المجسمة مصدراً للفتاوى والتشريع ؟! هل صار هؤلاء المشبهة مرجعاً للتحريم والتحليل ؟! هل زالت كل تعاليم المذاهب الأربعة وفـُقدت كل المخطوطات في العالم ولم يبق في الأرض من يـُستـفـتى إلا المشبهة ؟!
- إذا كان لدى هذه الفرقة مشكلة مع طائفة معينة ويريدون أن يخالفوهم في كل شيء يقولونه فلا داع لأن يحرموا نداء شخص غائب ولا داع لتحريم زيارة قبر النبي ولا داع لتحريم الإحتفال بمولد النبي ولا داع لتحريم التوسل بالنبي.
- وقولهم ( النبي غـني عن هذا الاحتـفال البدعي) مردود عليهم لأنـنا نحتفل به لنزداد في حبه ونحتـفـل به حبا به. فلما قال النبي (فأكثروا علي من الصلاة) هل نقول أن النبي غني عن الصلاة عليه ؟ ما أسخـفهم !
- هؤلاء الجهلة يخلطون الأمور في بعضها ويستـشهدون بالأدلة في غير محلها بقصد تضيـيع الناس وتشكـيكهم وإيقاعهم في الزيغ والضلال. إن الأدلة التي يذكرها هؤلاء البدعيون من الآيات والأحاديث وكلام العلماء لدعم دعواهم في تحريم المولد وإعتباره بدعة سيئة إنما هو " كلام حق يراد به باطل ".
- لو كانوا أحرص منا في حب النبي لما حرموا الفرح بمولده. لو كانوا حريصين على
حفظ حقوق النبي لما نـفروا الناس من إظهار السرور بمولد النبي.
- قولهم (العبادات مبنية على الاتباع لا الابتداع) كلمة يستعملها هؤلاء البدعيون في كل مقال ونص، ويريدون منها تحريم كل أمر لم يفعله النبي أو لم يقله النبي. وهل النبي أمر بالمحاريب للمساجد أو أمر بعلم النحو أو أمر بنـقـط المصحف أو أمر ببناء المآذن العالية أو أمر بالأذان الثاني يوم الجمعة أو أمر بكتابة (صلى الله عليه وسلم) بعد كتابة إسمه ؟! هؤلاء لا يعرفون كيف يفرقون بين ما يوافق الشريعة وبين ما يخالفها فحرموا كل شيء.
- قولهم (السلف الصالح لم يكونوا يزيدون من الأعمال في يوم ولادة النبي على سائر الأيام ، ولو فعلوا لنقل إلينا ! ولا يخفى لأنهم أشدّ الناس حبًّا وتعظيمًا واتباعًا): والرد عليهم أن الصحابة كانوا أشد حباً للرسول أي أشد حباً بمولده . . أم أنهم أشد بغضاً بمولده ؟ هل كانوا أشد فرحا بمولده . . أم أشد بغضاً ؟ هل كان الصحابة أشد صلاة عليه ؟ هل كان الصحابة يـبغضون نسب النبي ؟ هل كان الصحابة يـبغضون سيرة النبي ؟ أم أننا نحن نحتاج أكثر أن نظهر فرحتـنا بمولد بالنبي ؟ في زماننا هذا نحتاج أكثر أن نظهر فرحتـنا بمولد النبي بسبب بعد الناس عن محبته الحقيقية وخصوصاً بوجود من ينفر الناس من محبة النبي لنـُظهر ضلال من يحذر الناس من محبة ذكرى المولد.
- وقولهم (أن الرسول وأصحابه قد وسعهم دين الله من غير احتفال بمولده) هذا ليس فيه حجة لتحريم الإحتفال بالمولد، وهل صاحب الذكرى هو فرعون أو هامان ؟ ومنْ منَ الناس أحق أن نحتـفل بذكراه ؟! وهل الإحتفال بمولد النبي صار دخيلاً على الدين ؟! والله إنهم لمحرومون من حب النبي. الزيادة في حب النبي ليس تحريفاً للدين.
- الإحتفال بمولد النبي ليس إطراء في غير محله وليس مغالاة في حب النبي وليس عبادة للنبي كما يدعي هؤلاء علينا زوراً وبهتاناً، إذا كان هؤلاء لا يعجبهم محبتـنا القوية للنبي هذا لا يعني أن يتهمونـنا بعبادته.
- وقولهم (وليست الفضائل النبويّة مما يتساهل فيها برواية الضعيف ونحوه ، لتعلقها بصاحب الشريعة ونبي الأمة ، الذي حرّم الكذب عليه وجعله من الكبائر) هذا فيه إتهام لكثير من المحدثين الأفاضل بالكذب على رسول الله وهذه جرأة في غير محلها بل إتهام صريح للأمة بالخيانة. ألم يذكر المحدثون أحاديث ضعيفة ؟ كلامهم يعني أن أغلب المحدثين هم من أهل الكبائر على زعمهم وجعلوهم كفرة ! ! ومن ناحية أخرى قال العلماء أنه يستأنس بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال ومن ذلك قصة ولادة النبي.
- إن المحتـفلين بمولد النبي لا يضللون من لم يحتفل به كما زعموا، إنما يردون عليهم
بالأدلة والبراهين ويقفون في وجه من حرم هذه الذكرى العطرة الشريفة.
- إذا زاد بعض المغالين على المولد أقوالاً محرمة أو زادوا أفعالاً محرمة هذا لا يعني أن المولد صار مطلقاً حراماً. من عمل الحرام فعليه المعصية سواء يوم المولد أو في غيره. إلا إذا كان هؤلاء ظنوا أن الحرام
كان جائزاً في غير المولد ولكنه صار حراماً بسبب المولد !
- وقولهم (لكن العلماء المحقّقين، المتقدّمين منهم والمتأخرين ، أفتوا بحرمة الاحتفال بالمولد) : من هم هؤلاء حتى يخالفوا العلماء المعتبرين ؟ وأين هم في ميزان المحدثين ؟ والله لقد إتبعوا زيغاً وتحريفاً.
إن ما يذكرونه من أسماء أشخاص ليسوا إلا مبتدعين غير متبعين.
أكبر دليل على حاجتـنا لإظهار محبتـنا للرسول ومحبتـنا لمولده هو وجود
إناس يحذرون من الإحتفال بمولده، وكأن الأمر صار مطلوباً أكثر لإبطال
دعوى الفرق التي تـُبغض النبي الحبيب الطبيب الغالي.
من أراد الحق دافع عنه وإتبعه . . ومن أراد الباطل تعصب له.




كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف amjad2015dz الخميس 16 أبريل - 19:16:03

والله لقد اثلجت صدري بموضوعك هذا نعم لقد كثر المتشدقين بالدين وجعاوه مطية للوصول الى مبتغاهم  نعم انهم يكفرون الكل وهم يتجاهلون ان القران والسنة سلاحنا القوي في الرد عنهم والاسلام قوي بالمسلمين الغيورين على كل ما يتعلق بدينهم .شكرا على المضوع القيم بارك الله فيك




amjad2015dz
عضو قيد النشاط
عضو   قيد النشاط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 19
تاريخ الميلاد : 12/11/1960
العمر : 63
الموقع : الاوراس الاشم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة الخميس 16 أبريل - 19:41:49

والله لقد اثلجت صدري بمرورك العطر والطيب
ودي واحترامي




كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة الخميس 16 أبريل - 19:46:32


إتحاف المسلمين بأدلة جواز الإحتفال بمولد سيد المرسلين:

بسم الله الرحمن الرحيم
علماء أفتوا بجواز إحتفال المولد أو حضروه إقراراً بجوازه:
1/الحافظ إبن حجر العسقلانى قال: أصل عمل المولد بدعة لم تُنقل عن أحد من السلف الصالح من الـقرون الثـلاثة ولكنـها مـع ذلك قد إشتملت عـلى محـاسن وضِـدها فمن تحـرّى في عملـهـا المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلاّ فلا ، وقد ظهر لى تخريجها على أصلٍ ثابـت وهـو ماثبـت فى الصحيحين أنَّ النبى قدِمَ المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجىّ موسى فنحن نصومه شُكراً للّه تعالىّ فيُستفاد منه فِعل الشُكر لله على ما مَنّ به في يوم مُعين مِن إسداء نِعمة أو دفع نِقمة ويُعاد ذلك في نظير ذلك اليوم مِن كُل سنة والشُكر للّه يَحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأما مايُعمّل فيه فينبغى أن يُقتصر فيه على مايُفهم الشكرللّه تعالى منه نحو ماتقدم ذكره وإنشاد شئ من المدائح النبوية والزُهديه المُحرّكة للقلوب إلى فِعل الخير والعمل للآخرة وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغى أن يُقال ماكان مِن ذلك مُباحاً بحيث يقتضى السُرور بذلك اليوم لابأس بإلحاقه به وما كان حراماً أو مكروهاً فيُمنع وكذا ما كان خلاف الأولى .إنتهى مع إختصار ،(تجد نص الفتوى في رسالة السيوطى حسن المقصد). 2/ شهاب الدين المقدسي الدمشقي أبوشامة:قال في الباعث على إنكار البدع والحوادث فصل تقسيم الحوادث الى بدّع مستحسنة وبدّع مُستقبحة: "ومن أحسن ما أُبتُدِع فى زماننا ما يُفعّل كُل عام فى اليوم المُوافق من مولده من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور ، فإن ذلك مع مافيـه من الإحسان إلى الفقراء مُشعِر بمحبته ،وتعظيمه في قلب فاعل ذلك ،وشكراللّه تعالىّ على ما منَّ به من إيجاد رسوله، الذي أرسله رحمة للعالمين ".إنتهى، وأبوشامه قال عنه التاج السبكى فى طبقات الشافعيه:برّع في فنون العلم وقيل بلغَ رُتبة الإجتهاد 3/ جلال الدين السيوطىفى إفتتاح رسالته حسن المقصد في عمل المولد التى هىّ ضمن الحاوى للفتاوى،ونقل فيها فتاوى لــ(4،5){4/إمام القراء إبن الجُزرى5/ وأبا الطيب محمد بن إبراهيم السبتى المالكي} 6/ أحمد شهاب الدين إبن حجر الهيثمى المكىّ فى فتاويه الحديثيه س90 عن الموالد 7/ محمد بن يوسف الصالحى فى كتابه سُبل الهُدى والرشّاد الباب 13،ونقل فى نفس الباب فتاوى بجواز الإحتفال لـ(8 ـ13) {8/شمس الدين السخاوى 9/ والشيخ جمال الدين بن عبد الرحمن إبن عبدالملك 10/ ظهير الدين جعفر التزمنـى11 / ونصيـر الدين المُبــارك الشهير بإبن الطبّاخ 12/ وصدر الدين موهوب إبن عمر الجزري الشافعي 13/والعلامة محمد بن عبد الله إبن ظفر الصقلي المكىّ} 14/ أحمد بن محمد القسطلانى في المواهب اللدنيه/المقصد الأول/ فصـل الإحتفال بمولده 15/ الشيخ الشعراوى فى فتاويه 16/ شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقينى قال الحافظ إبن حجر العسقلانى فى إنباء الغمر حوادث 832هـ :عُمِل المولد السلطاني على العادة ، فحضره البلقينى والتفهني وهما معزولان.إنتهى، وبذا تعلم أنّ إبن حجر كان يحضر إحتفال المولد وحضور البلقينى والتفهنى بعد العزل يُعد إقرار قطعى منهما بجواز الإحتفال بالمولد النبوى الشريف لأنتفاء شبهة حضورهم قبل العزل لإتقاء سخط السلطان وحاشاهم فأفهم 16/ شمس الدين الذهبى حيث قال عن كوكبرى في ترجمته كان يمنع من دخولِ مُنكر بلَدهُ .. ثم وصف إحتفاله بالمولد النبوى وكيفيته .. ثم قال عن كوكبرى : كان مُتواضعاً خيراً سُنياً . إنتهى، قلت والنقل السالف يفيدك أن الذهبى لا يرى الإحتفال بالمولد منكراً أو أنه مخالف للسنة فأفهم . وحتى إبن تيمية الحرانى قال فى كتابه إقتضاء الصراط المستقيم : فتعظيم المولد وإتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحُسن قصده وتعظيمه لرسول الله .إنتهى ، وهو بذلك يُقرّ بوجود موالد يحُسن قصد وكيفية عملها فيـُثاب فاعلها وهو الذى ندعو إليه.
ــ قال القسطـلانى فى المواهب اللدنيه/ الباب المذكور آنفاً:ومما جُرّبَ من خواصه (أى المولد) أنه أمان فى ذلك العام ، وبشرى عاجله بنيل البُغيه والمرام ، فرحم الله إمرءًا إتخذ ليالى شهر مولده المبارك أعياداً ، ليكون أشد علة على من فى قلبه مرض وإعياء داء .إنتهى،
بُشرى للمحتفلين : قال النبى : ((مَن رآنى في المنام فقد رآنى فإِنّ الشيطان لا يتخيَّل بى )) البخارى ، قال محمد بن يوسف الصالحى الشامى فى كتابه سُبل الهدى والرشاد فى سيرة خير العباد/الباب 13:قال إبن ظفر: سمعت شيخنا أبا عبد الله بن أبي محمد النعمان يقول: سمعت الشيخ أبا موسى الزرهوني يقول: رأيت النبى في النوم فذكرت له ما يقوله الفقهاء في عمل الولائم في المولد فقال النبى :" من فرح بنا فرحنا به " .إنتهى. اللهم أجعلنا ممن يفرح بالنبىّ ويفرح به النبىّ ونعوذ بالله من حال أهل الجفا . وإعلم أن السعودية تقيم سنوياً فى يوم محدد جعلته عطلة رسمية بالبلاد إحتفالات بالعيد الوطنى الذى هو إحياء لذكرى الملك سعود مؤسس المملكة السعودية وأن جامعة الملك سعود أقامت أسبوع لإحياء ذكرى محمد بن عبد الوهاب تـُعرض فيه مؤلفاته وتُحىّ ذِكراه ليتعرف الناس عليه (ذكر هذا الاسبوع الشيخ د.علوى المالكى رحمه الله في كتابه مفاهيم يجب أن تـُصحّح) فلماذا عندما نحتفل برسول الله يصبح الأمر بدعة ضلال ؟، أم هى سياسة إبعاد الأمة عن نبيها ، فشد الرحال لزيارة قبر نبينا حرام والتوسل به في الدعاء بدعة والتبرك بآثاره شرك ومدحه غلو وإكرام ذريته تشيع ...... فتأمل أخى وتفكر




كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة الجمعة 17 أبريل - 10:13:25


إلجام الأحمق الغبي الذي أنكر أن يكون النبيُّ عربيًا


ردًّا
على مَن انتحل صفة طبية آسيوية،
وزعم أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليس
عربيًا وأنه من بعض عجم آسيا،
زورًا وكذبًا على دين الله عز وجل
هذا رد من القرءان والحديث على من زعم
نبينا عليه الصلاة السلام لم يكن عربيًا
قال الله تعالى:
{إنا أنزلناه قرءاناً عربياً} سورة يوسف، آية 2
قال الله تعالى:
{بلسان عربي مبين}سورة النحل، آية 103
قال الله تعالى:
{نزل به الروح الأمين على قلبك
لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين}
سورة الشعراء، آية 195
قال الله تعالى:
{وكذلك أنزلناه قرءاناً عربياً}سورة طه، آية 113
قال الله تعالى:
{قرءاناً عربياً} سورة الزمر، آية 28
قال الله تعالى:
{وكذلك أوحينا إليك قرءاناً عربياً}
سورة الشورى، آية7
قال الله تعالى:
{لساناً عربياً للينذر الذين ظلموا}
سورة الأحقاف،
أخرج الطبراني وأبو الشيخ والحاكم
وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أَحِبُّوا العربَ لثلاث:
لأني عربي، والقرءان عربي،
وكلام أهل الجنة عربي"
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن

أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا عربي، والقرءان عربي، وكلام أهل الجنة عربي"



لو لم يكن عربياً.. كيف نزل عليه القرءان بالعربية؟!

وكيف استطاع أن يقرأ بلسانه العربية؟

وقد أجمعت الأمة المحمدية على أن

صلى الله عليه وسلم عربي من قبيلة
فمن أنكر ذلك كان مكابراً..
وللحق محايداً..
وهو مكذب لله ولرسوله ولإجماع الأمة الإسلامية،
وهو مكذب لله ولرسوله


ولإجماع الأمة الإسلامية،
وعليه أن يرجع عن تكذيب الله ورسوله وعن هذا
الكفر إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين




كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة السبت 18 أبريل - 10:02:21

المولد النبوي الشريف , حكم المولد , تعريف البدعة, ادلة على جواز الاحتفال بالمولد


الْحَمْدُ للهِ الَّذي أرسَلَ لَنا مَن بِالْحَقِّ سَنَّ، وجَعَلَ لَنا مِنَ البِدَعِ ما هُوَ حَسَنٌ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على صاحِبِ الصَّوْتِ والوَجْهِ الْحَسَنِ، أَبي القاسِمِ جَدِّ الْحُسينِ والْحَسَنِ. أمَّا بَعْدُ فَهَذَا بيانُ جَوازِ الاحْتِفَالِ بِالْمَوْلِدِ وَأَنَّ فيهِ أَجْرًا وَثَوابًا. نَقولُ مُتَوَكِّلينَ على اللهِ، ا


البِدعَةُ: لُغَةً هيَ مَا أُحْدِثَ على غَيْرِ مِثالٍ سابِقٍ وشَرْعًا الْمُحْدَثُ الَّذي لَمْ يَنُصَّ عليهِ القُرءانُ ولا الْحَديثُ.ا



الدَّليلُ مِنَ القُرءانِ الكَريمِ على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: قَوْلُهُ تعالى في مَدْحِ الْمُؤمنينَ مِنْ أمَّةِ سَيِّدِنا عيسى ﴿قَالَ تعالى وَجَعَلْنَا في قُلُوب الَّذينَ اتَّبَعُوهُ رَأفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاها عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ الله﴾ [سورة الحديد، 27]، فاللهُ امتَدَحَ الْمُسْلِمِينَ الَّذينَ كانُوا على شَريعَةِ عيسى عليه السلام لأنَّهُمْ كانُوا أَهْلَ رَحْمَةٍ ورأفَةٍ ولأنَّهُمْ ابْتَدَعُوا الرَّهْبانيةَ وَهِيَ الانْقِطاعُ عنِ الشَّهواتِ الْمُباحَةِ زيادَةً على تَجَنُّبِ الْمُحرَّماتِ، حَتَّى إنَّهُمْ انَقطَعُوا عنِ الزِّواجِ وتَرَكُوا الَّلذائِذَ مِنَ الْمَطْعُومَاتِ والثِّيابِ الفاخِرَةِ وأقْبَلُوا على الآخِرَةِ اقْبالاً تامًّا، فاللهُ امْتَدَحَهُمْ عَلَى هَذِهِ الرَّهْبانِيَّةِ مَعَ أنَّ عيسى عليه السلام لَمْ يَنُصَّ لَهُم عَلَيْهَا. أمَّا قوْلُهُ تعالى في بَقِيَّةِ الآيةِ ﴿فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا﴾ [سورة الحديد، 27] فَلَيْسَ فيها ذَمٌّ لَهُمْ وَلا لِلرَّهبانِيَّةِ الَّتي ابتَدَعَهَا أولَئِكَ الصَّادِقُونَ الْمُؤمِنُونَ بَلْ ذَمٌ لِمَنْ جاءَ بَعْدَهُم مِمَّنْ قَلَّدَهُم في الانْقِطاعِ عَنِ الشَّهواتِ مَعَ الشِّرْكِ أي مَعَ عِبادَةِ عيسى عليه السلامُ وأُمِّهِ.ا



الدَّليلُ مِنَ السُّنةِ الْمُطَهَّرَةِ على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم "مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِها بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنقُصَ مِنْ أُجورِهِم شىْءٌ، وَمَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئةً كانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِن بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِم شىْءٌ"، رواهُ مُسْلِمٌ في صَحيحِهِ مِنْ حَديثِ جَريرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ رَضيَ اللهُ عَنْهُ. فأفْهَمَ هَذا الْحَديثُ أنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم هُوَ الَّذي عَلَّمَ أُمَّتَهُ أنَّ البِدْعَةَ على ضَرْبَيْنِ: بدعَةُ ضَلالةٍ: وَهِيَ الْمُحْدَثَةُ الْمُخَالِفَةُ لِلْقُرءانِ والسُّنَّةِ. وَبِدْعَةُ هُدًى: وَهِيَ الْمُحْدَثَةُ الْمُوافِقَةُ لِلْقُرءانِ والسُّنَّةِ. فإنْ قيلَ: هَذا مَعْناهُ مَنْ سَنَّ في حياةِ رَسُولِ اللهِ أمَّا بَعْدَ وَفاتِهِ فلا، فالْجوابُ أنْ يُقالَ "لا تَثْبُتُ الْخُصُوصِيَّةُ إلا بِدَلِيلٍ" وَهُنا الدَّليلُ يُعْطِي خِلافَ ما يَدَّعونَ حَيْثُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال "مَنْ سَنَّ في الإسلام" وَلَمْ يَقُلْ مَنْ سَنَّ في حياتِي ولا قالَ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أنا عَمِلْتُهُ فأحْياهُ، وَلَمْ يَكُنْ الإسلامُ مَقْصورًا على الزَّمَنِ الَّذي كانَ فيهِ رسولُ الله، فَبَطَلَ زَعْمُهُم. فإِنْ قالُوا: الْحَديثُ سَبَبُهُ أنَّ أُناسًا فُقَراءَ شديدي الفَقْرِ يَلْبَسُونَ النِّمارَ_نوع من الثّياب_ جاؤوا فَتَمَعَّرَ_أى تغيّر_ وَجْهُ رسولِ اللهِ لِما رأى مِنْ بُؤسِهِم فَتَصَدَّق النَّاسُ حَتَّى جَمَعُوا لَهُم شيئًا كثيرًا فَتَهَلَّلَ وَجْهُ رسولِ اللهِ فقالَ "مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِها"، فالْجَوَابُ أَنْ يُقالَ: العِبْرَةُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لا بِخُصُوصِ السَّبَبِ كَمَا ذَكَرَ عُلَمَاءُ الأُصُولِ.ا


الدَّليلُ مِنْ أَقوالِ وأفعالِ الْخُلَفاءِ الرَّاشدينَ على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: فَقَدْ أَحْدَثَ الخُلَفاءُ الرَّاشدُونَ الْمَرْضِيُّونَ أَشْياءَ لَمْ يَفْعَلْها الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم ولا أمَرَ بِها مِمَّا يُوافِقُ الْكِتابَ والسُّنَّةَ فكانوا قُدْوَةً لنا فيها، فَهَذا أبو بَكْرٍ الصِّديقُ يَجْمَعُ القُرءانَ ويُسَمِّيهِ بِالْمُصْحَفِ، وهَذا عُمَرُ بنُ الْخطَّابِ يَجْمَعُ النَّاسَ في صلاةِ التَّراويحِ على إمامٍ واحِدٍ وَيَقولُ عَنْها: "نِعْمَتِ البِدْعَةُ هَذِهِ"، وهَذا عُثمانُ بنُ عَفَّانَ يأمُرُ بِالأَذانِ الأوَّلِ لِصَلاةِ الْجُمَعَةِ، وهَذا الإمامُ عليٌّ يُنْقَطُ الْمُصْحَفُ وَيُشَكَّلُ في زمانِهِ على يَدِ يَحْيى بنِ يَعْمَرَ، وهَذا عُمَرُ بنُ عَبِدِ العزيزِ يعْمَلُ الْمَحارِيبَ والْمآذِنَ لِلْمَساجِدِ. كُلُّ هَذِهِ لَمْ تَكُنْ في زَمانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَهَلْ سَيَمْنَعُها الْمانِعُونَ لِلْمَوْلِدِ في أيَّامِنا هَذِهِ أوْ أَنَّهُم سَيَتَحَكَّمُونَ فَيَسْتَبِيحُونَ أَشياءَ وَيُحَرِّمُونَ أَشياءَ؟! وَقَدْ فَعَلُوا ذَلِكَ فإِنَّهُم حَرَّمُوا الْمَوْلِدَ وأباحُوا نَقْطَ الْمُصْحَفِ وتَشْكيلَهُ وأباحُوا أشياءَ كثيرَةً مِمَّا لَم يَفْعَلْهَا الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم كَالرُّزْناماتِ -مواقيتِ الصَّلواتِ- الَّتي لَمْ تَظْهَرْ إلا قَبْلَ نَحْوِ ثلاثِمِائَةِ عامٍ وَهُم يَشْتَغِلُونَ بِهَا وَيَنْشُرونَها بينَ النَّاسِ.ا


الدَّليلُ مِنَ أقْوالِ عُلَمَاءِ السَّلَف على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: قالَ الإمامُ الشَّافِعيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "الْمُحْدَثَاتُ مِنَ الأُمورِ ضَرْبَانِ أَحَدُهُما ما أُحْدِثَ مِمَّا يُخالِفُ كِتابًا أو سُنَّةً أو إِجْماعًا أوْ أَثَرًا فَهَذِهِ البِدْعَةُ الضَّلالةُ والثَّانِيَةُ ما أُحْدِثَ مِنَ الْخَيْرِ ولا يُخالِفُ كِتابًا أوْ سُنَّةً أَو إِجْماعًا وهَذِهِ مُحْدَثَةٌ غَيْرُ مَذْمُومَةٍ" رواهُ البَيْهَقِيُّ بالإسْنادِ الصَّحيحِ في كِتابِهِ مَناقِبُ الشَّافِعِيِّ. وَمَعْلومٌ أنَّ الْمُحَدِّثينَ أَجْمَعُوا على أنَّ الشَّافِعِيَّ رَضيَ اللهُ عنهُ هُوَ الْمَقْصُودُ بِقوْلِهِ صلى الله عليه وسلم "عالِمُ قُرَيْشٍ يَمْلأُ طِباقَ الأَرْضِ عِلْمَا" رَواهُ التِّرْمِذِيُّ. أَمَّا البَيْهَقِيُّ فَهُوَ مِنَ الْحُفَّاظِ السَّبْعَةِ الَّذينَ اتُّفِقَ على عَدَالَتِهِم.ا


الْموْلدُ هُوَ شُكْرٌ للهِ تعالى عَلَى أنَّهُ أَظْهَرَ مُحَمَّدًا في مِثْلِ هَذا الشَّهر، لَيْسَ عِبَادَةً لِمُحَمَّدٍ:، نَحْنُ لا نَعْبُدُ مُحَمَّدًا وَلا نَعْبُدُ شَيْئًا سِوى اللهِ، لَكِنْ نُعَظِّمُ تَعْظيمًا فَقَط، نُعَظِّمُ مُحَمَّدًا أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ مِنَ الأَنبياءِ والْمَلائِكَةِ، ثُمَّ نُعَظِّمُ كُلَّ الأَنْبياءِ ولا نَعْبُدُ واحِدًا مِنْهُم، لا نَعْبُدُ مُحَمَّدًا ولا أَيَّ مَلَكٍ وَلا أَيَّ نَجْمٍ ولا الشَّمْسَ ولا القَمَرَ، نِهَايَةُ التَّذَلُّلِ عِنْدَنا لله، نَضَعُ جِباهَنا بِالأرْضِ وَنُقَدِّسُهُ، نِهايةُ التَّذَلُّلِ هِيَ العِبادَةُ، هَذِهِ نَحْنُ لا نَفْعَلُها لِسَيِّدِنا مُحَمَّدٍ، إِنَّما نَحْنُ عِبادَتُنا للهِ، نَحْنُ لا نَعْبُدُ مُحمَّدًا بَلْ نَعْتَبِرُ مُحَمَّدًا دَاعِيًا إلى اللهِ، هَدَى النَّاسَ وَيَسْتَحِقُّ التَّعْظيمَ، أَقَلَّ مِنَ العِبادَةِ، أَقَلَّ مِنْ أَنْ يُعْبَدَ، واللهُ تعالى امْتَدَحَ الَّذينَ ءامنُوا بِهِ صلى الله عليه وسلم وَعَزَّرُوهُ أي عظَّمُوهُ فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ ﴿فَالَّذِينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾ [سورة الأعراف، 157]. الْمَوْلِدُ فيهِ اجْتِمَاعٌ على طاعَةِ اللهِ، اجْتِمَاعٌ على حُبِّ اللهِ وحُبِّ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، اجْتِمَاعٌ على ذِكْرِ اللهِ وَذِكْرِ شَىْءٍ مِنْ سيرَةِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونَسَبِهِ الشَّريفِ، وشَىْءٍ مِنْ صِفَاتِهِ الْخَلْقِيَّةِ والْخُلُقِيَّةِ، وَفيهِ إِطْعامُ الطَّعامِ لِوجْهِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى واللهُ تعالى يَقول ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ [سورة الإنسان، 8]، بَعْدَ هذا كَيْفَ يُحَرِّمُ شَخْصٌ يَدَّعي العِلْمَ عَمَلَ الْمَوْلِدِ فَرَحًا بِوِلادَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟!ا


الأصْلُ الذي اسْتَخْرَجَهُ الْحافِظُ ابنُ حَجَرٍ مِنَ السُّنةِ على جَوازِ عَمَلِ الْمَوْلِدِ في كِتَابِهِ الْحَاوِي لِلْفَتَاوَي: (1/189-197) مَا رَوَاهُ ابنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدينةَ وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عاشُوراءَ، فَسُئلوا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالوا: "هُوَ الْيَومُ الَّذي أَظْهَرَ اللهُ مُوسى وَبَني إسْرائيلَ على فِرْعَوْنَ وَنَحْنُ نصُومُهُ تَعْظيمًا لَهُ"، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "نَحْنُ أوْلى بِموسى" وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ أَمْرَ اسْتِحْبابٍ. فَيُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا الْحَديثِ فِعْلُ الشُّكْرِ للهِ تعالى على ما تفَضَّلَ بِهِ في يَوْمٍ مُعَيَّنٍ مِن حُصُولِ نِعْمَةٍ أَو رَفْعِ نِقْمَةٍ، ويُعادُ ذَلِكَ في نَظيرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ، والشُّكرُ للهِ يَحْصُلُ بِأَنْواعِ العِبادَةِ كالسُّجودِ والصِّيامِ والصَّدَقَةِ والتِّلاوَةِ، وأَيُّ نِعْمَةٍ أَعْظَمُ مِنْ نِعْمَةِ بُرُوزِ النَّبيِ صلى الله عليه وسلم.ا


الأصْلُ الذي اسْتَخْرَجَهُ الْحَافِظُ السِّيوطِيُّ مِنَ السُّنةِ على جَوازِ عَمَلِ الْمَوْلِدِ في رِسَالَتِهِ حُسْنُ الْمَقْصِدِ في عَمَلِ الْمَوْلِدِ: قَولُهُ صلى الله عليه وسلم "ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فيهِ وفيهِ أُنْزِلَ عَلَيّ"، لَمَّا سُئِلَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عَنْ سَبَبِ صِيامِهِ لِيوْمِ الاثنينِ. وفي هَذَا الْحديثِ إِشارَةٌ إِلى اسْتِحْبابِ صِيامِ الأيَّامِ الَّتي تَتَجَدَّدُ فِيها نِعَمُ اللهِ تعالى على عِبادِهِ، وإنَّ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ الَّتي أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْنا إِظْهَارَهُ صلى الله عليه وسلم وَبِعْثَتَهُ وإرسالَهُ إِلَيْنَا، وَدَليلُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِم﴾ [سورة ءال عمران، 164]. قالَ الْحافِظُ السِّيوطيُّ في رِسَالَتِهِ "وقَدِ اسْتَخْرَجَ لَهُ - أي الْمَوْلِدِ - إِمامُ الْحُفَّاظِ أبو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ حَجَرٍ أَصْلاً مِنَ السُّنَّةِ واسْتَخْرَجْتُ لَهُ أَنا أَصْلاً ثانيًا ...." اهـ.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ بِهِ الْمُسْلِمُونَ وَلَيْسَ كَمَا قيلَ إِنَّ أصلَهُ هُوَ أنَّ أُناسًا كانُوا يَحْتَفِلُونَ بِوفاتِهِ صلى الله عليه وسلم: فَقَدْ ذَكَرَ الْحُفَّاظُ والعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحابِ التَّوارِيخِ وغَيْرِهِم أنَّ أَوَّلَ مَنِ اسْتَحْدَثَ عَمَلَ الْمَوْلِدِ هُوَ الْمَلِكُ الْمُظَفَّرُ الَّذي كانَ يَحْكُمُ إِرْبِلَ، وَهُوَ وَرِعٌ، صالِحٌ، عالِمٌ، شُجَاعٌ، ذُو عِنَايَةٍ بِالْجِهَادِ، كانَ من الأَبْطالِ، مَاتَ وَهُوَ يُحَاصِرُ الفِرِنْجَ بِعَكَّا، هُوَ أَوَّلُ مَنْ اسْتَحْدَثَ هَذَا الأَمْرَ، ثُمَّ وافَقَهُ العُلَماءُ والفُقَهاءُ، حَتَّى عُلَمَاءُ غَيْرِ بَلَدِهِ الَّذينَ لا يَحْكُمُهُ، ذَكَرَ ذَلِكَ الْحافِظُ السِّيوطِيُّ في كِتابِهِ الأوائِلِ، ولا زالَ الْمُسْلِمونَ على ذَلِكَ مُنْذُ ثَمانِمِائةِ سَنَةٍ حَتَّى الآنَ. فأيُّ أَمرٍ اسْتَحْسَنَهُ عُلَمَاءُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وأَجْمَعوا عَلَيْهِ فَهُوَ حَسَنٌ وَأَيُّ شىءٍ اسْتَقْبَحَهُ عُلَمَاءُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَهُوَ قَبيحٌ، ومَعْلومٌ أنَّ عُلَمَاءَ الأُمَّةِ لا يَجْتَمِعُونَ على ضَلالَةٍ لِحديثِ "إِنَّ أُمَّتي لا تَجْتَمِعُ على ضَلالةٍ" رَواهُ ابنُ ماجَه في سُنَنِهِ.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ ولا يُقالُ عَنْهُ لوْ كانَ خَيْرًا لَدَلَّ الرَّسُولُ أُمَّتَهُ عليهِ: فَجَمْعُ الْمُصْحَفِ وَنَقْطُهُ وتَشْكيلُهُ عَمَلُ خَيرٍ مَعَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم ما نَصَّ عليهِ ولا عَمِلَهُ. فَهُؤلاءِ الَّذينَ يَمْنَعُونَ عَمَلَ الْمَوْلِدِ بِدَعوى أنَّهُ لَوْ كانَ خَيْرًا لَدَلَّنا الرَّسولُ عليهِ وَهُم أَنْفُسُهُم يَشْتَغِلُونَ في تَشْكيلِ الْمُصْحَفِ وَتَنْقيطِهِ يَقَعونَ في أَحَدِ أمْرَيْنِ: فَإِمَّا أنْ يَقولُوا إِنَّ نَقْطَ الْمُصْحَفِ وتَشْكيلَهُ لَيْسَ عَمَلَ خَيْرٍ لأنَّ الرَّسولَ ما فَعَلَهُ وَلَمْ يَدُلَّ الأُمَّةَ عليهِ وَمَعَ ذَلِكَ نَحْنُ نَعْمَلُهُ، وإِمَّا أنْ يَقولُوا إنَّ نَقْطَ الْمُصْحَفِ وتَشْكيلَهُ عَمَلُ خيرٍ لَو لَمْ يَفْعَلْهُ الرَّسولُ وَلَمْ يَدُلَّ الأُمَّةَ عليهِ لِذَلِكَ نَحْنُ نَعْمَلُهُ. وَفي كِلا الْحالَيْنِ نَاقَضُوا أَنْفُسَهُم.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ ولا يُقالُ الرَّسُولُ لَمْ يأتِ بِه فَلا نَعْمَلُهُ احْتِجَاجًا بِقولِهِ تعالى "وَما ءاتَاكُمُ الرَّسولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنْهُ فانْتَهوا": فَلَيْسَ كُلُّ أمْرٍ لَمْ يأمُرْنا بِهِ الرَّسُولُ ولا نَهانا عَنْهُ فَهُوَ حَرامٌ، فالرَّسُولُ لَمْ يأمُرْنا بِنَقْطِ الْمُصْحَفِ ولا نَهانا عَنْهُ فلَيْسَ حَرامًا عَلَيْنَا عَمَلُهُ لأنَّهُ مُوافِقٌ لِدينِهِ صلى الله عليه وسلم، كَذَلِكَ عَمَلُ الْمَوْلِدِ الرَّسُولُ لَمْ يأمُرْنا بِهِ ولا نَهانا عَنْهُ فَلَيْسَ حَرامًا عَلَيْنا عَمَلُهُ لأَنَّهُ مُوافِقٌ لِدِينِهِ صلى الله عليه وسلم. الْحاصِلُ لَيْسَتْ كُلُّ أُمُورِ الدِّينِ جَاءَتْ نَصًّا صَريحًا في القُرءانِ أوْ في الْحديثِ، فَلَوْ لَمْ يُوجَدْ فيهِما فَلِعُلَمَاءِ الأُمَّةِ الْمُجْتَهِدينَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَديثِ أنْ يَسْتَنبِطُوا أَشْياءَ تُوافِقُ دينَهُ صلى الله عليه وسلم، وَيُؤيِّدُ ذَلِكَ قَولُهُ صلى الله عليه وسلم "مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا..."، فيُسْتفَادُ مِنْ هَذَا الْحَديثِ أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى أَذِنَ للمُسلمينَ أَنْ يُحدِثُوا في دينِهِ ما لا يُخالِفُ القُرءانَ والْحديثَ فيُقالُ لذلكَ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ دَاخِلاً تَحْتَ نَهْيٍ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ "مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هَذَا ما لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌ": لأنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَفْهَمَ بِقَوْلِهِ "ما لَيْسَ مِنْهُ" أَنَّ الْمُحْدَثَ إِنَّما يَكُونُ ردًّا أيْ مَرْدُودًا إِذا كانَ على خِلافِ الشَّريعَةِ، وأَنَّ الْمُحْدَثَ الْمُوافِقَ لِلشَّريعَةِ لَيْسَ مَرْدُودًا. فالرَّسُولُ لَمْ يَقُلْ مَنْ أَحْدَثَ في أمْرِنا هَذا فَهُوَ رَدٌّ بَلْ قَيَّدَهَا بِقَولِهِ "ما لَيْسَ مِنْهُ" لِيُبَيِّنَ لَنَا أنَّ الْمُحْدَثَ إِنْ كانَ مِنْهُ (أي مُوافِقًا لِلشَّرْعِ) فَهُوَ مَشْرُوعٌ وإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ (أي لَمْ يَكُنْ موافِقًا لِلشَّرْعِ) فَهُوَ مَمْنوعٌ. وَلَمَّا كانَ عَمَلُ الْمَوْلِدِ أمْرًا مَشروعًا بِالدَّليلِ النَّقْلِيِّ مِنْ قُرْءانٍ وَسُنَّةٍ ثَبَتَ أنَّهُ لَيْسَ بِمَرْدُودٍ.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ فيهِ إشارَةٌ إلى أنَّ الدِّينَ لَمْ يَكْتَمِلْ وَلا تَكذيبًا لِقَولِهِ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [سورة المائدة، 2]: لأنَّ مَعْناها أنَّ قواعِدَ الدِّينِ تَمَّت، قالَ القُرطُبِيُّ في تَفْسيرِهِ "وَقالَ الْجُمْهُورُ: الْمُرادُ مُعْظَمُ الفَرَائِضِ والتَّحليلِ والتَّحْريمِ، قالوا: وقَد نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ قُرءانٌ كثيرٌ، ونَزَلَتْ ءايةُ الرِّبا وَنَزَلَت ءايةُ الكَلالَةِ إلى غَيْرِ ذَلِكَ". ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ لَيْسَتْ هِيَ ءاخِرَ ءايَةٍ نَزَلَت مِنَ القُرءانِ بَلْ ءاخِرُ ءايَةٍ نَزَلَتْ هِيَ قولُهُ تعالى ﴿وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُون﴾ [سورة البقرة، 285] ذَكَرَ ذَلِكَ القُرطُبِيُّ في تَفْسيرِهِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ فيهِ اتَّهامٌ لِرَسُولِ اللهِ بِالْخِيانَةِ بِدَعْوى أنَّهُ لَمْ يُعَرِّفْ أُمَّتَهُ بِهِ كَمَا زَعَمَ الْمانعُونَ لِلمَوْلِدِ: فإِنْ كانَ كُلُّ فِعْلٍ أُحْدِثَ بَعْدَ الرَّسُولِ لَمْ يُعَرِّفِ النَّبِيُّ أُمَّتَهُ بِهِ مِمَّا هُوَ موافِقٌ لِلقُرءانِ والسُّنةِ يَكونُ فيه اتَّهامٌ لِلرَّسولِ بِالْخِيانَةِ فَعلى قَوْلِكُمْ أبو بَكرٍ وعُمَرُ وعُثْمانُ وَعَلِيٌّ وعُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ وصَفوةٌ مِنْ عُلَماءِ الأُمَّةِ اتَّهَمُوا الرَّسُولَ بِالْخِيانَةِ لأنَّهُم أَحْدَثُوا أشياءَ موافِقَةً للقُرءانِ والسُّنةِ مِمَّا لَمْ يُعَرِّفِ الرَّسولُ أُمَّتَهُ بِها. أمَّا استِشهادُكُم بِما تَنْسُبُونَهُ للإمامِ مالِكٍ مِنْ أنهُ قالَ "مَنِ ابْتَدَعَ في الإسْلامِ بِدْعَةً يَراهَا حَسَنَةً فَقَد زَعَمَ أنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم خانَ الرِّسالةَ" فَمَعْناهُ البِدْعَةُ الْمُحَرَّمَةُ كَعقيدَةِ التَّشبيهِ والتَّجسيم ولَيْسَ في الْمَوْلِدِ وما أَشْبَه. ثُمَّ أَنْتُمْ تَسْتَشْهِدُونَ بِقَوْلِ الإمامِ مالِكٍ وأَنْتُم تُكَفِّرونَهُ مَعْنًى وإنْ لَمْ تُكَفِّروهُ لَفْظًا، لأنَّ الْخَليفةَ الْمَنْصورَ لَمَّا جاءَ الْمَدينةَ سَأَلَهُ "يا أَبا عبدِ الله أسْتَقْبِلُ القِبْلَةَ وأدْعو أم أسْتَقبِلُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: وَلِمَ تَصْرِفُ وَجْهَكَ عَنْهُ وَهُوَ وَسِيلَتُكَ وَوَسيلَةُ أبيكَ ءادَمَ صلى الله عليه وسلم إلى اللهِ تعالى؟ بَلِ اسْتَقْبِلْهُ واسْتَشْفِع بِهِ فَيُشَفِّعَهُ اللهُ"، وهَذا عِنْدَكُم شِرْكٌ وضلالٌ مُبين. رَمَيْتُم عُلَماءَ الأمَّةِ بالشِّركِ ثُمَّ اسْتَشْهَدْتُم بِأقْوالِهِم.؟؟؟ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلا يُمْنَعُ بِدَعْوى أنَّ فيهِ مُشابَهَةً لِلنَّصارَى في احْتِفالِهِم بِمَوْلِدِ عيسى عليه السلام: لأنَّ ما يُوافِقُ دِينَ اللهِ مِمَّا عَمِلَهُ أولئكَ اليهودُ أوِ النَّصارى إِنْ نَحْنُ عَمِلْناهُ فَهُوَ مُرَخَّصٌ لَنا بِخِلافِ ما فَعَلُوهُ مِمَّا لا يُوافِقُ دِينَ اللهِ، أليْسَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رأى اليَهودَ تَصومُ يَوْمَ عاشُوراءَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدينةَ وقالُوا "هَذا يومٌ أَغْرَقَ اللهُ فِرْعَونَ وَنَصَرَ مُوسى" قال صلى الله عليه وسلم "نَحْنُ أولى بِموسى مِنْكُم" وأمَرَ بِصَوْمِهِ، ما قالَ لا تَصُومُوا عاشُوراءَ اليهودُ تَصُومُهُ هَذا تَشَبُّهٌ بِهِم، بَلْ أَمَرَ أُمَّتَهُ بِصوْمِهِ، نُعَظِّمُ هَذا اليومَ كَمَا أتْباعُ موسى عَظَّمُوا ذَلِكَ اليومَ، يومَ عَاشُورَاء.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَمَنِ اشْتَرَطَ لِجَوازِهِ أَنْ يَكُونَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم عَمِلَهُ فَشَرْطُهُ باطِلٌ: كَمَا أنَّ نَقْطَ الْمُصْحَفِ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَمَنِ اشْتَرَطَ لِجَوازِهِ أنْ يَكُونَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم عَمِلَهُ فَشَرْطُهُ باطِلٌ لأنَّ هَذَينِ الشَّرْطَيْنِ لا أصْلَ لَهُمَا في دينِ اللهِ تعالى والرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم يقُولُ "كُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ في كِتابِ اللهِ تعالى فَهُوَ باطِلٌ وإِنْ كانَ مِائَةَ شَرْطٍ"، رَواهُ البَزَّارُ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُمَا.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ داخِلاً في البِدَعِ الَّتي نَهَى عَنْها رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ "وكُلُّ بِدْعَةٍ ضلالَةٌ": قَالَ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ في أَلْفِيَّتِهِ "وَخَيْرُ مَا فَسَّرْتَهُ بِالْوَارِدِ" مَعْنَاهُ أَحْسَنُ مَا يُفَسَّرُ بِهِ الْوَارِدُ الْوَارِدُ، وَقَالَ الْعُلَمَاءُ إِنَّ أَحْسَنَ تَفْسيرٍ مَا وَافَقَ السِّيَاقَ، وَسِيَاقُ الْحَديثِ ابْتَدَأهُ الرَّسُولُ بِقَوْلِهِ "فَإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ" مَعْنَاهُ أَحْسَنُ الْكَلامِ كَلامُ اللهِ، "وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ" مَعْنَاهُ أَحْسَنُ السِّيَرِ سِيرَةُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ قَالَ "وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا" الْحَدِيثَ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى إِنَّ شَرَّ الأُمُورِ الْمُحْدَثَاتُ الَّتي خَالَفَتْ أَحْسَنَ الْحَديثِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ وَهِيَ بِدْعَةُ الضَّلالَة، فَلا دَخَلَ لِلْبِدْعَةِ الْحَسَنَةِ في ذَلِكَ الذَّمِّ الْمَذْكُورِ. قالَ النَّوَوَيُّ في شَرحِ صَحيحِ مُسْلِمٍ (الْمُجَلَّدِ السَّادِسِ في صَحيفَةِ مِائَةٍ وأَرْبَعَةٍ وخَمْسينَ) ما نَصُّهُ "قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم"وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ" هَذا عامٌّ مَخْصُوصٌ (أي لَفْظُهُ عامٌّ وَمَعناهُ مَخْصوصٌ)، والْمُرادُ بِهِ غالِبُ البِدَعِ" وقالَ أيْضًا "ولا يَمْنَعُ مِنْ كَوْنِ الْحَديثِ عامًّا مَخْصُوصًا قَوْلُهُ ا"كُلُّ بِدْعَةٍ" مُؤَكِّدًا بِكُلُّ، بَلْ يَدْخُلُهُ التَّخْصيصُ مَعَ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تعالى ﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْء﴾ [سورة الأحقاف، 25]" ا.هـ. فَهَذِهِ الآيةُ لَفْظُها عامٌّ وَمَعْناهَا مَخْصُوصٌ لأنَّ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتي وَرَدَ أنَّها تُدَمِّرُ كُلَّ شىءٍ سَخَّرَهَا اللهُ على الكافِرينَ مِنْ قَوْمِ عادٍ فأهْلَكَتْهُم وَلَمْ تُدَمِّرْ كُلَّ مَن على وَجْهِ الأَرْضِ لأنَّ اللهَ تعالى أَخْبَرَنا أنَّهُ نَجَّى هُودًا عليه السلام وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤمِنينَ، قَالَ تعالى ﴿وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ [سورة هود، 58]. وَمِنَ الأَمْثِلَةِ على العامِّ الْمَخْصوصِ قَوْلُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم "كُلُّ عَيْنٍ زانيةٌ" وَمْعلومٌ شَرْعًا أنَّ هذا الْحديثَ لا يَشْمَلُ أَعْيُنَ الأنبياءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ لأنَّ اللهَ تعالى عَصَمَهُم مِنْ ذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعالى ﴿وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلى الْعَالَمين﴾ [سورة الأنعام، 86]. وَقَدْ وَرَدَ في الْحَديثِ الصَّحيحِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوودَ في سُنَنِهِ في بَابِ ذِكْرِ الصُّورِ وَالْبَعْثِ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم "كُلُّ ابْنِ ءادَمَ تأكُلُ الأَرْضُ إلا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ" وَهَذَا يُؤَيِّدُ أَنَّ كَلِمَةَ كُلّ لا تَأتي دَائِمًا لِلشُّمُولِ الْكُلِّيِّ بِدَلِيلِ أَنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاء". فَيَكُونُ مَعْنَى "كُلُّ ابْنِ ءادَمَ تأكُلُ الأَرْضُ" الأغْلَبَ لأَنَّ الرَّسُولَ اسْتَثْنَى في الْحَديثِ الآخَرِ الأَنْبِيَاءَ.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ ولَيْسَ دَاخِلاً في قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذينَ قَبْلَكُم": لأنَّ مَعْنى الْحديثِ مِمَّا حَصَلَ مِنْ أُمورٍ دُنْيَوِيَّةٍ، أليْسَ الآنَ النَّاسُ في أثاثِ الْمنازِلِ والأزياءِ وأُمورٍ كثيرَةٍ قِسْمٌ مِنْهُ مُباحٌ لَيْسَ مُحَرَّمًا وقِسْمٌ مُحَرَّمٌ اتَّبَعَت هؤلاءِ، اليَوْمَ الأُمَّةُ اتَّبَعَتْ هَؤلاءِ في أشياءَ مُحَرَّمةٍ وفي أشياءَ غيرِ مُحَرَّمَةٍ إنَّما هِيَ تَوَسُّعٌ في الدُّنيا.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ دَاخِلاً في الإطْراءِ الَّذي نَهانا عَنهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ "لا تُطْروني كما أطْرَتِ النَّصارى الْمَسيحَ ابنَ مَرْيَمَ": لأنَّ مَعْناهُ لا تَرْفَعُوني فَوْقَ مَنْزِلَتي كَمَا رَفَعَتِ النَّصارى عيسى فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ، جَعَلُوهُ إلـهًا خالِقًا. أمَّا عَمَلُنَا لِلْمَوْلِدِ لَيْسَ رَفْعًا لِلرَّسُولِ فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ بَلْ هُوَ شُكْرٌ لله تعالى على وَلادَتِهِ صلى الله عليه وسلم. فَإِذًا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم "لا تُطْرُوني" لَيْسَ مَعْناهُ لا تَمْدَحُوني على الإطلاقِ، بَلِ الْحَقُّ أنْ يُقالَ ما كانَ غُلُوًّا فَهُوَ مَمنوعٌ وَما لَمْ يَكُن كَذَلِكَ فَلَيْسَ بِمَمْنُوعٍ، وإلا كَيْفَ أَذِنَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم لِعَمِّهِ العَبَّاسِ رضيَ اللهُ عَنْهُ أنْ يَمْدَحَهُ بَلْ وَدَعى لَهُ، فَقَد ثَبَتَ بِالإسْنادِ الْحَسَنِ فِيما رواهُ ابنُ حَجَرٍ في الأماليِّ أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم قالَ لَهُ عَمُّهُ العباسُ رضيَ اللهُ عنهُ "يا رَسولَ الله إِنِّي امْتَدَحْتُكَ بِأبْياتٍ"، فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "قُلْهَا لا يَفْضُضِ اللهُ فاكَ" فَكانَ مِمَّا قَالَهُ العبَّاسُ رَضيَ اللهُ عَنْهُ في مَدْحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أشْرَقَتِ الأَرْضُ وَضاءتْ بِنُورِكَ الأُفُقُ".ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ فيهِ اخْتِزَالٌ لِمَحَبَّتِهِ صلى الله عليه وسلم في يَوْمٍ واحِدٍ: ألَيْسَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم قال لِليهُودِ "نَحْنُ أوْلى بِمُوسَى مِنْكُم" وَأَمَرَ بِصَوْمِ عاشُورَاءَ، فَهَلْ يَكُونُ الرَّسولُ بِذَلِكَ اخْتَزَلَ مَحَبَّةَ مُوسَى عليه السلام في يومٍ واحِدٍ فَقَط؟!ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ فيهِ قَدْحٌ لِصَحابَتِهِ صلى الله عليه وسلم بِزَعْمِ أنَّ فيهِ إِشارَةً إلى أنَّنا نُحِبُّهُ أَكْثَرَ مِنْهُم: فالرَّسولُ صلى الله عليه وسلم ما جَمَعَ القُرءانَ في كتابٍ واحِدٍ بل أبو بَكْرٍ الصِّديقُ هُوَ الَّذي جَمَعَهُ وَسَمَّاهُ الْمُصْحَفَ، وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ أحَدٌ مِنَ الصَّحابَةِ بِحُجَّةِ أنَّ فِعْلَهُ هَذَا يُشيرُ إلى أنَّهُ يُحِبُّ القُرءانَ أَكْثَرَ مِنَ رَسُولِ اللهِ. ثُمَّ أليْسَ الْعُلَمَاءُ قالُوا "الْمَزِيَّةُ لا تَقْتَضي التَّفْضيلَ"، فإنْ كانَ أبو بكْرٍ الصِّديقُ جَمَعَ القُرءانَ والرَّسولُ لَمْ يَجْمَعْهُ في كِتابٍ واحِدٍ على هَيْئَتِهِ اليوْمَ فهَذا لا يَعني أنَّهُ أفْضَلُ مِنْ رَسولِ الله، وإنْ كانَ عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ جَمَعَ النَّاسَ في صلاةِ التَّراويحِ على إمامٍ واحِدٍ وأبو بكْرٍ لَمْ يَفْعَلْهُ فهَذا لا يَعني أنَّهُ أفْضَلُ مِنْ أبي بَكْرٍ، وإنْ كانَ عُثْمانُ بنُ عَفَّانَ أمَرَ بالأذانِ الأوَّلِ لِصَلاةِ الْجُمُعَةِ وَعُمَرُ لَمْ يَفْعَلْهُ فَهذا لا يَعني أنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ عُمَرَ، كَذَلِكَ عَمَلُ الْمَوْلِدِ إِنْ نَحْنُ عَمِلْناهُ لَكِنَّ الصَّحابَةَ ما عَمِلُوهُ فَمُجَرَّدُ هَذا لا يَعْني أنَّنا أَفْضلُ مِنْهُم ولا أنَّنا نُحِبُّهُ أَكْثَرَ مِنْهُم.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وإِظْهارُنَا لِلفَرَحِ والسُّرورِ في مِثْلِ هَذا اليوم بِوِلادَتِهِ وَبِعْثَتِهِ لَيْسَ قَدْحًا في مَحَبَّتِنا لَهُ لِمُجَرَّدِ أنَّ يَوْمَ وَفاتِهِ كانَ في نَظيرِ يَوْمِ وِلادَتِهِ كَما زَعَمَ الْمانِعونَ لِلْمَوْلِدِ: فَمَا اسْتَنَدُوا عَلَيْهِ لَيْسَ لَهُمْ فيهِ مُتَمَسَّكٌ لأنَّ أيامَ الأُسبوعِ على مَرِّ العُصُورِ لا يَخْلُو مِنها يَوْمٌ إِلا وَحَصَلَ فيهِ حادِثٌ أو مُصيبَةٌ ألَمَّتْ بِالْمُسلمينَ وأحْزَنَتْهُم، فَعَلَى قَوْلِكُم الْمُسْلِمونَ لا يَحْتَفِلُونَ بِعُرْسٍ ولا بِعيدٍ لأنَّهُ قَد يَكُونُ في مِثْلِ اليوْمِ الَّذي ماتَ فيهِ الرَّسُولُ أو في مِثْلِ اليَومِ الَّذي كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَشُقَّتْ شَفَتُهُ الشَّريفَةُ كَمَا حَصَلَ في غَزْوَةِ أُحُدٍ. الْحاصِلُ أنَّ ما ادَّعَيْتُمُوهُ لا يَقْبَلُهُ العَقْلُ ولا النَّقْلُ. ثُمَّ ألَيْسَ الرَّسُولُ قال "خَيرُ يوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فيهِ خُلِقَ ءادَمُ وفيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وفيه أُخْرِجَ مِنْهَا" رَواهُ مُسْلِمٌ في الصَّحيحِ، فَتَفْضيلُ الرَّسُولِ لِيوْمِ الْجُمُعَةِ وَتَفْضيلُنا لِهَذا اليوْمِ لَيْسَ فيهِ قَدْحٌ في مَحَبَّتِنا لآدَمَ مَعَ أنَّهُ نَظيرُ اليَومِ الَّذي أُخْرِجَ فيهِ مِنَ الْجَنَّةِ، كَذَلِكَ تَعْظيمُنا لِيومِ عاشُوراءَ لِقَوْلِهِ "نَحْنُ أوْلى بِمُوسى مِنْكُم" وأمَرَ بِصَوْمِهِ لَيْسَ فيهِ قَدْحٌ في مَحَبَّتِنا لِسَيِّدِ شبابِ أهلِ الجنَّةِ الْحَسَيْنِ بنِ عليٍّ رَضيَ اللهُ عَنْهُما مَعَ أنَّهُ نَظيرُ اليَومِ الَّذي قُتِلَ فيهِ، كَذَلِكَ إِظْهارُنا لِلْفَرَحِ في مِثْلِ يَوْمِ مَولِدِهِ ما فيهِ قَدْحٌ لِمَحَبَّتِنا لَهُ مَعَ أنَّ وَفاتَهُ كَانَت في مِثْلِ هَذا اليومِ.ا


الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلا نُحَرِّمُهُ بِسَبَبِ ما يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْجَهَلَةِ فيهِ: فَمَعْلومٌ أنَّ الحَجَّ في أيَّامِنا هذِهِ وَمِنْ قَبْلُ يَحْصُلُ فيهِ مُنْكَراتٌ مِنْ بَعْضِ الْجَهَلَةِ حَتَّى إِنَّهُ ومُنْذُ زَمَنٍ قال بَعْضُ العُلماءِ "ما أكْثَرَ الضَّجيجَ وأقَلَّ الْحَجيجَ"، كُلُّ هَذا لَمْ يَكُنْ سَبَبًا لِتَحْرِيمِ الْحَجِّ أوْ مَنْعِ النَّاسِ مِنْهُ، كَذَلِكَ سائِرُ العِبادَاتِ، كَذَلِكَ الْمولِدُ إنْ حَصَلَ فيهِ مُنكراتٌ مِنْ بَعْضِ الْجَهَلَةِ فلا نُحَرِّمُهُ على الإطْلاقِ بَلْ نُحَرِّمُ ما يَفْعَلُهُ الْجَهَلَةُ فيهِ مِمَّا يُخالِفُ دينَ الله. ثُمَّ إِنْ حَصَلَ فَسادٌ في مَسْجِدٍ أيُغْلَقُ الْمَسْجِدُ أمْ يُنْهَى عَنِ الفَسَادِ الّذي فُعِلَ فيهِ؟


الْحاصِلُ أنَّ عَمَلَ الْمَوْلِدِ خَيْرٌ وبَرَكَةٌ، هَذَا لَيْسَ شَيْئًا يَرُدُّ الأُمَّةَ إِلى الورَاءِ، لَيْسَ شَيئًا يُؤخِّرُ، هَذَا يُجَدِّدُ حُبَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الْمُسْلِمِ، يَبُثُّ فيهِ الشُّعُورَ بِالْحُبِّ للنَّبِيِّ والْمَيْلِ إِلَيْهِ. فَمَا لِهَؤُلاءِ الَّذينَ يُحَارِبُونَ الْمَوْلِدَ وَالْمُحْتَفِلينَ بِهِ وَيُبَدِّعُونَهُمْ وَيُفَسِّقُونَهُمْ بَلْ وَيُكَفِّرُونَهُمْ أَحْيَانًا تَرَكُوا إِنْكَارَ الْمُنْكَرَاتِ الَّتي هِيَ مُنْكَرَاتٌ حَقًّا بِحَسَبِ الشَّرِيعَةِ كَالْكُفْرِ اللَّفْظِيِّ الْمُنْتَشِرِ بَيْنَ كَثِيرٍ مِنَ الْعَوَامِّ مِنْ سَبِّ اللهِ وَغَيْرِهِ وَكَتَكْفيرِ الْمُسْلِمينَ بِلا سَبَبٍ شَرْعِيٍّ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُمْ تَوَسَّلُوا بِالنَّبِيِّ أَوِ الصَّالِحِينَ أَوْ تَبَرَّكُوا بِالنَّبِيِّ أَوْ ءاثَارِهِ أَوْ قَرَءوا الْفَاتِحَةَ أَوْ غَيْرَهَا مِنَ الْقُرْءَانِ على الْمَيِّتِ، لِمَ لَمْ يُنْكِرُوا هَذَا وَأَنْكَرُوا الاحْتِفَالَ بِمَوْلِدِ الْنَّبِيِّ الَّذي اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ حِينِ ظُهُورِهِ إِلى يَوْمِنَا هَذَا عَلَى اسْتِحْسَانِهِ إِنْ خَلا عَنِ الْمُنْكَرَاتِ كَتَحْرِيفِ اسْمِ اللهِ أَوِ الْكَذِبِ عَلَى الرَّسُولِ صلى الله عليهِ وسلَّم، فَهَلْ يَكُونُ ذَلِكَ بِسَبَبِ ضَغِينَةٍ في قُلُوبِهِم تُجَاهَ أَفْضَلِ الْخَلْقِ.ا






كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 الرأي الآخـــــــــــــــــــر

مُساهمة من طرف moussa010 السبت 18 أبريل - 11:22:12

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...


بارك الله فيكم على الكلام القيم والجميل في مضمونه ...


رغم طول المقال ...فاعقل لا يستوعبه كله ... فقد قيل ... خير الكلام ما قل ودل ...


فقط يوجد كلام جارح للطرف اللذي ينبذ الاحتفال بالمولد وما يصاحبه من افعال واقوال وشطحات الى غير ذلك...


بالرغم من ان هذا القول اجتهاد والراجح فيه واضح وضوح الشمس ...والله اعلم ...


عل كل حال اطرح بعض الاسئلة وفي نفس الوقت استفسار ارجوا ان يكون الجواب واضح ومعقول ... 


* من المعلوم ان النبي هو اعلم بمولده فلما لم يحتفل به ...او بمولد احد الانبياء ممن سبقوه ...؟


* الصحابة هو افضل الناس من بعد نبينا والخلفاء اولهم ... لما لم يحتفلوا بمولده ...او ممن خلفوهم ...


ومحمد عليه الصلاة والسلام احب الناس اليهم ..؟


* الائمة الاربعة ...لم يامروا الناس بالاحتفال ...ولم يشرعوا فهل يخفى عليهم هذا ...مجتمعين ...


 فلا تجنمع امتي على ضلالة كما قال خاتم الانبياء ...!


* مع العلم ان سبب الاحتفال هم الشيعة ودولتهم الفاطمية التي اقيمت في مصر وحكمت بعض اقطار العالم ...راجع التاريخ ...!


الاحتفال به يكون معنويا ... بالاقتداء به وبسنته الغراء في كل يوم وحين ...وليس في يوم واحد وانتهى كل شيئ ...والله اعلم 


***************


مجرد راي ان اصبت فمن الله وان اخطات فمن نفسي والشيطان ...



moussa010
moussa010
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 430
تاريخ الميلاد : 18/11/1980
العمر : 43
الموقع : http://dzgsm.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة السبت 18 أبريل - 21:32:11

الى صاحب الاسئلة moussa010

انت قلت في سؤالك ان سبب الاحتفال بالمولد هم الشيعة ودولتهم الفاطمية.
وانا اقول لك ان هذه المعلومة مكذوبة مائة بالمائة لتنفير الناس من الاحتفال بالمولد
واول من عمل المولد هو الملك المظفر.

هاكم شيئا من سيرته:

1- من سير أعلام النبلاء:

صاحب إربل، كوكبري بن علي التركماني: السلطان الدين، الملك المعظم، مظفر الدين، أبو سعيد كوكبري بن علي بن بكتكين بن محمد التركماني، صاحب إربل، وابن صاحبها وممصرها الملك زين الدين علي كوجك...وكان محبا للصدقة، له كل يوم قناطير خبز يفرقها، ويكسو في العام خلقا ويعطيهم دينارا ودينارين، وبنى أربع خوانك للزمنى والأضراء، وكان يأتيهم كل اثنين وخميس، ويسأل كل واحد عن حاله، ويتفقده، ويباسطه، ويمزح معه. وبنى دارا للنساء، ودارا للأيتام، ودارا للقطاء، ورتب بها المراضع. وكان يدور على مرضى البيمارستان. وله دار مضيف ينزلها كل وارد، ويعطى كل ما ينبغي له.

وبنى مدرسة للشافعية والحنفية، وكان يمد بها السماط، ويحضر السماع كثيرا، لم يكن له لذة في شيء غيره. وكان يمنع من دخول منكر بلده، وبنى للصوفية رباطين، وكان ينزل إليهم لأجل السماعات.

وكان في السنة يفتك أسرى بجملة، ويخرج سبيلا للحج، ويبعث للمجاورين بخمسة آلاف دينار، وأجرى الماء إلى عرفات.

وأما احتفاله بالمولد، فيقصر التعبير عنه؛ كان الخلق يقصدونه من العراق والجزيرة، وتنصب قباب خشب له ولأمرائه وتزين، وفيها جوق المغاني واللعب، وينزل كل يوم العصر، فيقف على كل قبة ويتفرج، ويعمل ذلك أياما، ويخرج من البقر والإبل والغنم شيئا كثيرا، فتنحر، وتطبخ الألوان، ويعمل عدة خلع للصوفية، ويتكلم الوعاظ في الميدان، فينفق أموالا جزيلة.

وقد جمع له ابن دحية (كتاب المولد)، فأعطاه ألف دينار.

وكان متواضعا، خيرا، سنيا، يحب الفقهاء والمحدثين، وربما أعطى الشعراء، وما نقل أنه انهزم في حرب، وقد ذكر هذا وأمثاله ابن خلكان، واعتذر من التقصير.

مولده: في المحرم، سنة تسع وأربعين وخمس مائة، بإربل....

قال ابن خلكان: مات ليلة الجمعة، رابع عشر رمضان، سنة ثلاثين وست مائة، وعمل في تابوت، وحمل مع الحجاج إلى مكة، فاتفق أن الوفد رجعوا تلك السنة؛ لعدم الماء، فدفن بالكوفة - رحمه الله تعالى - وعاش اثنتين وثمانين سنة.

2- من البداية والنهاية:

الملك المظفر أبو سعيد كوكبري ابن زين الدين علي بن تبكتكين أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد، له آثار حسنة وقد عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون، وكان قدهم بسياقه الماء إليه من ماء بذيرة فمنعه المعظم من ذلك، واعتل بأنه قد يمر على مقابر المسلمين بالسفوح، وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالا هائلا. وكان مع ذلك شهما شجاعا فاتكا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه.

وقد صنف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلدا في المولد النبوي سماه: (التنوير في مولد البشير النذير)، فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في الملك في زمان الدولة الصلاحية، وقد كان محاصر عكا وإلى هذه السنة محمود السيرة والسريرة.

قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى، قال: وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية فيخلع عليهم ويطلق لهم ويعمل للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر، ويرقص بنفسه معهم، وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة، وكانت صدقاته في جميع القرب والطاعات على الحرمين وغيرهما، ويتفك من الفرنج في كل سنة خلقا من الأسارى.

حتى قيل إن جملة من استفكه من أيديهم ستون ألف أسير، قالت: زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب - وكان قد زوجه إياها أخوها صلاح الدين، لما كان معه على عكا - قالت: كان قميصه لا يساوي خمسة دراهم فعاتبته بذلك فقال: لبسي ثوبا بخمسة وأتصدق بالباقي خير من أن البس ثوبا مثمنا وأدع الفقير المسكين، وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، وعلى دار الضيافة في كل سنة مائة ألف دينار.

وعلى الحرمين والمياه بدرب الحجاز ثلاثين ألف دينار سوى صدقات السر، رحمه الله تعالى، وكانت وفاته بقلعة إربل، وأوصى أن يحمل إلى مكة فلم يتفق فدفن بمشهد علي.اهـ
اما الاجابة على بقية الاسئلة فهي موجودة في الموضوع الذي قراته
وان شئت اعد قراءة الموضوع وسيتبين لك بوضوح وشكرا.




كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف moussa010 السبت 18 أبريل - 22:52:57

بارك الله فيك ياطيب ... رد موفق ...


قرات المقال ولكن الجواب غير مكتمل وناقص وغير واضح ...


ان امكن الجواب يكون مفصل حسب السؤال ... ! 


في قولك اصل الاحتفال بالمولد اليكم هذا ...


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]



--------------


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]



************


الآن نذهب لاقوال العلماء ...نبدا بمذهبنا - الجزائر- وهو المالكي ...ارجوا القراءة بتمعن ...

***************
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
***************
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

**************
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

**************
للاستزاد اكثر اليكم الموقع  ........ اقوال المالكية في حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشربف

************

اقوال اهل العلم ..... :


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]



*********
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]



************


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]



************


اليكم هذا القول المختار للشيخ محمد حسان ...





******
***
**
*
وهناك الكثير من اقوال العلماء من السلف والخلف ....
ولضيق الوقت اخترت حصرا هذه المخترات واترك لكم سبل المطالعة ...!


اخي الكريم : وهذا ليس من باب الجدال العقيم او مضيعة للوقت او لتغليب راي شخصي ...


ولكن من باب النصح والتوضيح ...لان الدين لا تلاعب فيه ...يمكن ان نخترع في الصناعة والطب والهندسة او الزاعة اما الدين فهو توقيفي لا اختراع فيه اكتمل بموت نبينا ... عليه ازكى الصلاة والتسليم بأبي هو وامي ...



moussa010
moussa010
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 430
تاريخ الميلاد : 18/11/1980
العمر : 43
الموقع : http://dzgsm.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة الأحد 19 أبريل - 17:59:38

الى صاحب الاسئلة moussa010


اولا: الشيئ الذي حيرني هو لما قلت في الرد الول ( بارك الله فيكم على الكلام القيم والجميل في مضمونه ...)
وفي الرد الثاني لما قلت ( رد موفق ) هذا يعني ان الموضوع اعجبك وانت موافق عليه ورغم هذا اضطريت لطرح بعض
الاسئلة والاجابة عنها موجودة ضمن الموضوع الذي قراته ونال اعجابك اليس هذه تناقض في حد ذاته.

ثانيا: في ردك الاخير قلت ( الدين لا تلاعب فيه ) وهذا اوافقك فيه لكن هولاء الاشخاص الذين ذكرتهم في ردك حصل منهم مخالفة
الدين وما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام والخلفاء الراشدون والائمة الاربعة وهم سبب الفتنة.

ثالثا: كما سبق وذكرت لك ان اول من عمل المولد هو الملك المعظم، مظفر الدين، أبو سعيد كوكبري بن علي بن بكتكين بن محمد التركماني، صاحب إربل، وكان في زمان الدولة الصلاحية وليس في زمان الدولة الفاطمية.

اين هولاء المخالفين من الخلفاء الراشدين.

فَقَدْ أَحْدَثَ الخُلَفاءُ الرَّاشدونَ الْمَرْضِيّونَ أَشْياءَ لَمْ يَفْعَلْها الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم ولا أمَرَ بِها مِمَّا يُوافِقُ الْكِتابَ والسُّنَّةَ فكانوا قُدْوَةً لنا فيها، فَهَذا أبو بَكْرٍ الصِّديقُ يَجْمَعُ القُرءانَ ويُسَمِّيهِ بِالْمُصْحَفِ، وهَذا عُمَرُ بنُ الْخطَّابِ يَجْمَعُ النَّاسَ في صلاةِ التَّراويحِ بصلاة إمامٍ واحِدٍ وَيَقولُ عَنْها: ((نِعْمَتِ البِدْعَةُ هَذِهِ))، وهَذا عُثمانُ بنُ عَفَّان يأمُرُ بِالأَذانِ الأوَّلِ لِصَلاةِ الْجُمَعَةِ، وهَذا الإمامُ عليٍّ ينْقَطُ الْمُصْحَفُ وَيُشَكَّلُ في زمانِهِ على يَدِ يَحْيى ابنُ يَعْمَرَ، وهَذا عُمَرُ بنَ عَبِدِ العزيزِ يعْمَلُ الْمحارِيبَ المجوفة والمآذِنَ لِلْمَساجِدِ.

قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِها بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنقُصَ مِنْ أُجورِهِم شىء، وَمَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئةً كانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِن بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِم شىء)) رواهُ مُسْلِمٌ في صَحيحِهِ مِنْ حَديثِ جَريرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجْلِيِّ رَضيَ اللهُ عَنْهُ، فأفْهَمَ هَذا الْحَديثَ أنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم هُوَ الَّذي عَلَّمَ أُمَّتَهُ أنَّ البِدْعَةَ على ضَرْبَيْنِ: بدعَةُ ضَلالةٍ: وَهِيَ الْمُحْدَثَةُ الْمُخَالِفَةُ لِلْقُرءانِ والسُّنَّةِ. وَبِدْعَةُ هُدَى: وَهِيَ الْمُحْدَثَةُ الْمُوافِقَةُ لِلْقُرءانِ والسُّنَّةِ.


فإنْ قيلَ: هَذا مَعْناهُ مَنْ سَنَّ في حياةِ رَسُولِ اللهِ أمَّا بَعْدَ وَفاتِهِ فلا، فالْجوابُ أنْ يُقالَ: "لا تَثْبُتُ الْخُصُوصِيَّةُ إلا بِدَلِيلٍ" وَهُنا الدَّليلُ يُعْطِي خِلافَ ما يَدَّعونَ حَيْثُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ سَنَّ في الإسلام)) وَلَمْ يَقُلْ مَنْ سَنَّ في حياتِي ولا قالَ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أنا عَمِلْتُهُ فأحياهُ، وَلَمْ يَكُنِْ الإسلامُ مَقْصورًا على الزَّمَنِ الَّذي كانَ فيهِ رسولُ الله فَبَطَلَ زَعْمُهُم.

من جملة ما تورده الوهابية لتحريم عمل المولد أقوال بعض علماء المالكية

فهم يحتجون بكلام ابو حفص تاج الدين عمر بن علي الفاكهاني المالكي. فيوردون كلاما قاله عن المولد في كتاب "المورد فيعمل المولد" قال :«لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين،المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بهاالأكالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجباً، أومندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً.وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛لأن حقيقة الندب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولافعله الصحابة، ولا التابعون ولا العلماء المتدينون- فيما علمت- وهذا"جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت. ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع.

ألم تعلم الوهابية أن الفاكهاني نقل عنه الإمام ابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة أنه يثبت تصرفالأولياء بعد موتهم. فهو مشرك شركا أكبر في رأي الوهابية، فما معنى احتجاجهم برأيه في المولد؟! إذا كان الفاكهاني عندهم مشركا فما الفرق بين قوله هذا، وبين قول نصراني أو يهودي أو عابد وثن يقول بعدم شرعية الاحتفال بالمولد؟! هل صرتم يا وهابية تحتجون بمن هو عندكم مشرك؟؟؟ثم يا وهابية الفاكهاني قال بعد كلامه السابق: "فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً "فلما يا وهابية تطلقون حرمته وتستشهدون بكلام الفاكهاني و أغفلتم أنه قال أيضا بكراهته؟؟؟؟الفاكهاني صور نوع المولد الذي قال عنه مكروه: "هو أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله، لا يجاوزون في ذلك الاجتماع على أكل الطعام، ولا يقترفون شيئاً من الآثام، قال: «فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة، إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة.فالوهابية أخذوا بالقول بحرمة المولد من كلام من هو في نظرهم مشرك وتغافلوا عن قوله بالكراهة.

والعجيب أيضا تلبيسهم لكلام ابن الحاج في المدخل وزعمهم أنه يقول بعدم شرعية المولد مطلقا فيوردون هذا الكلام المقتطع:" ومن جملة ما أحدثوه من البدع، مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وأظهر الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد وقد احتوى على بدع ومحرمات جملة [المدخل: / 2-10 2.ومن خبثهم أنهم احترسوا فلم ينقلوا كل كلام ابن الحاج حتى يتمكن القارئ من الحكم عليه.والواقع أن ابن الحاج تكلم على عمل المَوْلِد، فمدح ما كان فيه من إظهار الشكر لله تعالى، وذم ما احتوى عليه من مُحَرَّمات ومُنْكَرات ، ولكنه لم ينتقد الاحتفال الشرعي بالمولد، وهذا بعض كلامه في الموضوع: فَعَلَى هَذَا يَنْبَغِي إذَا دَخَلَ هَذَا الشَّهْرُ الْكَرِيمُ أَنْ يُكَرَّمَ وَيُعَظَّمَ وَيُحْتَرَمَ الِاحْتِرَامَ اللَّائِقَ بِهِ وَذَلِكَ بِالِاتِّبَاعِ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَوْنِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَخُصُّ الْأَوْقَاتَ الْفَاضِلَةَ بِزِيَادَةِ فِعْلِ الْبِرِّ فِيهَا وَكَثْرَةِ الْخَيْرَاتِ... فَتَعْظِيمُ هَذَا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ إنَّمَا يَكُونُ بِزِيَادَةِ الْأَعْمَالِ الزَّاكِيَاتِ فِيهِ وَالصَّدَقَاتِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْقُرُبَاتِوقال العلامة الزرقاني المالكي في شرحه على المواهب اللدنية: فهو بدعة وفي أنها حسنة قال السيوطي وهو مقتضى كلام ابن الحاج في مدخله فقد صرح بأنه ينبغي تخصيص هذا الشهر بزيادة فعل البر وكثرة الصدقات والخيرات وغير ذلك من وجوه القربات وهذا هو عمل المولد المستحسن.اه

هذا دأب الوهابية: الكذب على الناس والاحتيال. حتى الإمام أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي ما سلم منهم. يتناقلون هذا الكلام الذي أعجبهم منه:" قيل : و إن كان معظما عند المسلمين لكن و قعت فيه قضايا أخرجته إلى ارتكاب بعض البدع من كثرة الإجتماع فيه أي اجتماع آلات اللهو إلى غير ذلك من البدع غير المشروعة و التعظيم له صلى الله عليه و سلم إنما هو باتباع السنن و الإقتداء بالآثار لا بإحداث بدع لم تكن للسلف الصالح " المعيار المعيار المعرب 8/255. هل غاب عنهم أن الإمام الونشريسي نفسه يصف المولد النبوي الشريف في معياره فقال ''هو موسم عظيم عند أهل ملة الإسلام يعتنون به في الحواضر تعظيما لنبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم''. اهـوقال أيضا في كتاب المعيار المعرب (ج1/357-358) ما نصه: وأصحابنا وإن اتفقوا على إنكار البدع في الجملة فالتحقيق الحق عندهم أنـها خمسة أقسام.اهـ، ثم ذكر الأقسام الخمسة وأمثلة على كل قسم، ثم قال: فالحق في البدعة إذا عُرضت أن تعرض على قواعد الشرع، فأي القواعد اقتضتها ألحقت بـها، وبعد وقوفك على هذا التحصيل والتأصيل لا تشك أن قوله صلى الله عليه وسلم:" كل بدعة ضلالة"، من العام المخصوص كما صرح به الأئمة رضوان الله عليهم.اهـ

قال الشيخ محمد عليش المالكي في كتابه القول المنجي على مولد البرزنجي: ولا زال أهل الإسلام يحتفلون ويهتمون بشهر مولده عليه الصلاة والسلام ويعملون الولائم ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويظهرون السرور ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم. وأول من أحدث فعل المولد الملك المظفر ابو سعيد صاحب اربل فكان يعمله في ربيع الأول ويحتفل احتفالاً هائلاً... فرحم الله امرءاً اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً. اهـأما الوهابيية ما وجدوا إلا ما قال في كتابه فتح العلي المالك: "عمل المولد ليس مندوبًا، خصوصًا إن اشتمل على مكروه، كقراءة بتلحين أو غناء، ولا يسلم في هذه الأزمان من ذلك وما هو أشدّ." سبحان الله صارت أذناب الوهابية تستشهد بكلام واحد من كبار متأخري الأشاعرة, و الأشاعرة عندهم من المبتدعة.

هل نسيت الوهابية أن شيخهم ابن تيمية استحسن عمل المولد وقال بأنه مستحب ، ففي كتابه المسمى اقتضاء الصراط المستقيم ( طبعة دار الحديث ص 266 السطر الخامس من الأسفل ) يقول ما نصه : وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيماً له ، والله قد يثيبهم على هذا الاجتهاد .. قال : فإن هذا لم يفعله السلف ، مع قيام المقتضى له ، وعدم المانع منه . اهـ

الأصْلُ الذي اسْتَخْرَجَهُ الْحَافِظُ السِّيوطِيُّ مِنَ السُّنةِ على جَوازِ عَمَلِ الْمَوْلِدِ في رِسَالَتِهِ حُسْنُ الْمَقْصِدِ في عَمَلِ الْمَوْلِدِ : قَولُهُ صلى الله عليه وسلم “ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فيهِ وفيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ” لَمَّا سُئِلَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عَنْ سَبَبِ صِيامِهِ لِيوْمِ الاثنينِ. وفي هَذَا الْحديثِ إِشارَةٌ إِلى اسْتِحْبابِ صِيامِ الأيَّامِ الَّتي تَتَجَدَّدُ فِيها نِعَمُ اللهِ تعالى على عِبادِهِ، وإنَّ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ الَّتي أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْنا إِظْهَارَهُ صلى الله عليه وسلم وَبِعْثَتَهُ وإرسالَهُ إِلَيْنَا، وَدَليلُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى { لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِم } [سورة ءال عمران، 164]. قالَ الْحافِظُ السيوطيُّ في رِسَالَتِهِ “وقَدِ اسْتَخْرَجَ لَهُ – أي الْمَوْلِدِ – إِمامُ الْحُفَّاظِ أبو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ حَجَرٍ أَصْلاً مِنَ السُّنَّةِ واسْتَخْرَجْتُ لَهُ أَنا أَصْلاً ثانيًا…” اهـ.

الأصْلُ الذي اسْتَخْرَجَهُ الْحافِظُ ابنُ حَجَرٍ مِنَ السُّنةِ على جَوازِ عَمَلِ الْمَوْلِدِ في كِتَابِه الحاوي للفتاوي : (1/189-197) مَا رَوَاهُ ابنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عَنْهُمَا قال : لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدينةَ وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عاشُوراءَ، فَسُئلوا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالوا: “هُوَ الْيَومُ الَّذي أَظْهَرَ اللهُ مُوسى وَبَني إسْرائيلَ على فِرْعَوْنَ وَنَحْنُ نصُومُهُ تَعْظيمًا لَهُ”، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم “نَحْنُ أوْلى بِموسى” وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ أَمْرَ اسْتِحْبابٍ. فَيُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا الْحَديثِ فِعْلُ الشُّكْرِ للهِ تعالى على ما تفَضَّلَ بِهِ في يَوْمٍ مُعَيَّنٍ مِن حُصُولِ نِعْمَةٍ أَو رَفْعِ نِقْمَةٍ، ويُعادُ ذَلِكَ في نَظيرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ، والشُّكرُ للهِ يَحْصُلُ بِأَنْواعِ العِبادَةِ كالسُّجودِ والصِّيامِ والصَّدَقَةِ والتِّلاوَةِ، وأَيُّ نِعْمَةٍ أَعْظَمُ مِنْ نِعْمَةِ بُرُوزِ النَّبيِ صلى الله عليه وسلم.

الحافظ العراقي (وهو شيخ الحافظ ابن حجر العسقلاني) (725 – 808 هـ) له مولد باسم المورد الهني في المولد السني ذكره ضمن مؤلفاته، قال فيها: إنَّ اتّخاذَ الوليمَةِ وإطعامَ الطّعامِ مُستحبٌّ في كلِّ وقتٍ فكيف إذا انضَمّ إلى ذلك الفرحُ والسُّرورُ بظُهور نور النّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلَّم في هذا الشَّهْرِ الشَّريفِ. ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروها فكم من بدعة مستحبة بل قد تكون واجبة) شرح المواهب اللدنية للزرقاني.
والحمد لله رب العالمين.











كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف moussa010 الأحد 19 أبريل - 19:26:34

كنزالمعرفة كتب:الى صاحب الاسئلة moussa010


اولا: الشيئ الذي حيرني هو لما قلت في الرد الول ( بارك الله فيكم على الكلام القيم والجميل في مضمونه ...)
وفي الرد الثاني لما قلت ( رد موفق ) هذا يعني ان الموضوع اعجبك وانت موافق عليه ورغم هذا اضطريت لطرح بعض
*********************

بارك الله فيك اخي ... 

* لايوجد تناقض ياطيب ...فقط احتراما وتقديرا لقول العلماء الذين ذكرتهم واحتراما لشخصك ...وهذا من آداب الحوار الهادف ...

*مع ذكر هذه النقطة ...انصحك بتغيير عنوان الموضوع وخاصة هذا اللفظ - افحام -
وكان الامر لم يعد خلاف بين العلماء ...فالافحام نفحم به يهود فلسطين المحتلين ...او النصارى المحتلين او على الاقل اثناء الرد على ما رسموه من رسوم مسيئة لنبي الأمة وكاشف الغمة بأي هو وامي عليه افضل الصلاة والسلام ...او ...ممن يستحق هذا اللفظ ...فهل من خالفك الرأي نفحمه تفحيما ...! 

* هل اقتناعي بالراجح من الاقوال  أعد غير محب للرسول وانت باحتفالك به محبا له ...! 


**************
الاسئلة والاجابة عنها موجودة ضمن الموضوع الذي قراته ونال اعجابك اليس هذه تناقض في حد ذاته...

* لحد الآن لم تجب على ما تم السؤال عنه بالتفصيل...وهذا ما حز في نفسي ...

ثانيا: في ردك الاخير قلت ( الدين لا تلاعب فيه ) وهذا اوافقك فيه لكن هولاء الاشخاص الذين ذكرتهم في ردك حصل منهم مخالفة
الدين وما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام والخلفاء الراشدون والائمة الاربعة وهم سبب الفتنة.

* من هم سبب الفتنة ارجوا التوضيح اكثر ...

***************

ثالثا: كما سبق وذكرت لك ان اول من عمل المولد هو الملك المعظم، مظفر الدين، أبو سعيد كوكبري بن علي بن بكتكين بن محمد التركماني، صاحب إربل، وكان في زمان الدولة الصلاحية وليس في زمان الدولة الفاطمية.

* ولكن تم الاشارة ان اول من عمل بالمولد هم الفاطميون ثم اللذي جاء بعدهم الملك ابو سعيد كوكبري -رحمه الله - فعظمه واشتهر به ... وتم التنبيه لهذا ...راجع التاريخ ياطيب ...

*************

اين هولاء المخالفين من الخلفاء الراشدين.

فَقَدْ أَحْدَثَ الخُلَفاءُ الرَّاشدونَ الْمَرْضِيّونَ أَشْياءَ لَمْ يَفْعَلْها الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم ولا أمَرَ بِها مِمَّا يُوافِقُ الْكِتابَ والسُّنَّةَ فكانوا قُدْوَةً لنا فيها، فَهَذا أبو بَكْرٍ الصِّديقُ يَجْمَعُ القُرءانَ ويُسَمِّيهِ بِالْمُصْحَفِ، وهَذا عُمَرُ بنُ الْخطَّابِ يَجْمَعُ النَّاسَ في صلاةِ التَّراويحِ بصلاة إمامٍ واحِدٍ وَيَقولُ عَنْها: ((نِعْمَتِ البِدْعَةُ هَذِهِ))، وهَذا عُثمانُ بنُ عَفَّان يأمُرُ بِالأَذانِ الأوَّلِ لِصَلاةِ الْجُمَعَةِ، وهَذا الإمامُ عليٍّ ينْقَطُ الْمُصْحَفُ وَيُشَكَّلُ في زمانِهِ على يَدِ يَحْيى ابنُ يَعْمَرَ، وهَذا عُمَرُ بنَ عَبِدِ العزيزِ يعْمَلُ الْمحارِيبَ المجوفة والمآذِنَ لِلْمَساجِدِ.

* طيب كيف خفي عليهم الاحتفال بالمولد ...ام نسوه بموت نبيهم عليه الصلاة والسلام ...اذن من جاء بعدهم اعلم منهم واحبهم للنبي عليه افضل الصلاة والتسليم ..وحاشا لله ... صراحة ارجوا منك حل هذه المعادلة التي لا اظنها تقبل حلين ...!

**************

قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِها بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنقُصَ مِنْ أُجورِهِم شىء، وَمَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئةً كانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِن بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِم شىء)) رواهُ مُسْلِمٌ في صَحيحِهِ مِنْ حَديثِ جَريرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجْلِيِّ رَضيَ اللهُ عَنْهُ، فأفْهَمَ هَذا الْحَديثَ أنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم هُوَ الَّذي عَلَّمَ أُمَّتَهُ أنَّ البِدْعَةَ على ضَرْبَيْنِ: بدعَةُ ضَلالةٍ: وَهِيَ الْمُحْدَثَةُ الْمُخَالِفَةُ لِلْقُرءانِ والسُّنَّةِ. وَبِدْعَةُ هُدَى: وَهِيَ الْمُحْدَثَةُ الْمُوافِقَةُ لِلْقُرءانِ والسُّنَّةِ.
 
* اذن النتيجة بهذا القول من لم يحتفل بالمولد فهو مخالف للقرآن والسنة ... بل في ضلال ...! 

***************

من جملة ما تورده الوهابية

* من هم الوهابية ...ان امكن تعريفا لها ...طائفة ، فرقة ، مذهب ...

************
 
لدي سؤال بسيط ...ان امكن الاجابة عليه :

كنتيجة لما طرحته ...هل يمكنك الاحتفال بمولدك ...؟
بصيغة اخرى مارايك بمن يحتفلون باعياد ميلادهم ...هل له اصل ام هودخيل على مجتمعاتنا الاسلامية ...؟!

*************

اجدد شكري لك اخي الفاضل ... كما اسعدني حرصكم لايصال الفكرة للآخر ...

تقبل مروري ....ياطيب












moussa010
moussa010
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 430
تاريخ الميلاد : 18/11/1980
العمر : 43
الموقع : http://dzgsm.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة الأحد 19 أبريل - 20:44:54

لمن لا يعرف الوهابية اضع بين ايديكم هذا الموضوع وهم يحاولون نشر عقيدة اليهود بين المسلمين.
كيف كفرت اليهود ? -الجواب:جعلوا الله جسما قاعدا فوق العرش وهذا مذكور في التوراة المحرفة.
ولهم كفريات كثيرة فقط اقتصرت على ذكر هذه الكفرية اليهودية التي هي نفسها عند الوهابية.

وعندما تقرؤون هذا الموضوع اقرؤوه بتمعن وتفكر ليس فقط باللسان لانه يحتوي على معاني وعبارات جد مهمة تجعل الانسان يفرق بين
الحق والباطل وبين الكفر والايمان.



بيان عقيدة اهل السنة والجماعة السواد الاعظم الفرقة الناجية


ورد شبه المشبهة المجسمة( الوهابية أدعياء السلفية)








هاكم ما قالهُ الإمام أحمد بن حنبل في نفي الجسميةِ عن الله فقد نقل أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد وابنُ رئيسها قال : أنكر أحمدُ على من قال بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغةِ وأهلُ اللغةِ وضعوا هذا الاسم على ذي طولٍ وعرضٍ وسمكٍ وتركيبٍ وصورة وتأليفٍ والله سبحانهُ وتعالى خارجٌ عن ذلك ولم يجئ في الشريعةِ ذلك فبطل . نقله الحافظُ البيهقي عنه في مناقب أحمد وهذا الذي صرح به أحمد من تنزيهه الله عن هذه الأشياء الستة هو ما قال به الأشاعرة والماتريديه وهم أهل السنةِ الموافقون لأحمد وغيره من السلف في أصول المعتقد فليعلم الفاهم أن نفي الجسم عن الله جاء به السلف فظهر أن ما ادعاه ابن تيمية أن السلف لم يتكلموا في نفي الجسم عن الله غير صحيح فينبغي استحضارُ ما قالهُ أحمد فإنه ينفع في نفي تمويه ابن تيمية وغيره ممن يدعون السلفية والحديث,


يقولُ شيخُ الإسلام الحافظُ البيهقيُّ رحمه الله


:"وفي الجملَةِ يجبُ أن يُعلَم أن


استواءَ الله سبحانَه وتعالى ليسَ باستواءِ اعتدالٍ عن اعوجاج، ولا استقرارٍ في مكان، ولا مماسةٍ لشَىءٍ مِن خَلقِه، لكنّه مُستَوٍ على عَرشِه كما أَخبَر بلا كيفٍ بلا أَين ، وأن إتْيانَه ليس بإتيانٍ مِن مكانٍ إلى مكَانٍ،وأنّ مجِيئَه ليسَ بحَركةٍ ،وأنّ نزُولَه ليس بنُقلَةٍ ، وأنّ نَفْسَه ليسَ بجسم ،وأنّ وجْهَه ليسَ بصُورةٍ ، وأنّ يدَه ليسَت بجارِحة ، وأنّ عَينَه ليسَت بحدَقة ، وإنّما هذِه أوصافٌ جاءَ بها التّوقيفُ فقُلنا بها ونفَينا عنها التّكيِيف، فقد قال تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ(11)}. وقال: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أحَدٌ.(4)} وقال: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}(65)."




قَالَ الْحَافِظُ الْفَقيهُ أَحْمَدُ بنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ ت458 في كِتَابِهِ الأسْمَاءُ والصِّفاتُ ما نَصُّهُ "اسْتَدَلَّ بَعْضُ أصْحَابِنَا بِنَفي الْمَكَانِ عَنِ اللهِ تعالى بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَىْءٌ وَأَنْتَ البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَىءٌ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ فَوْقَهُ شَىءٌ ولا دُونَهُ شَىءٌ لَمْ يَكُنْ في مَكَانٍ" اهـ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ عليهِ السَّلامُ عنِ اللهِ تعالى "الظَّاهِر" الَّذي كُلُّ شَىْءٍ يَدُلُّ على وُجُودِهِ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ "البَاطِنُ" الَّذي احْتَجَبَ عَنِ الأَوْهَامِ فلا تُدْرِكُهُ.


وَقَالَ في كِتَابِهِ الاعْتِقادُ مَا نَصُّهُ: "قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْرُهُ يَدُلُّ على أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْرُهُ، لا العَرْشُ ولا الْمَاءُ ولا غَيْرهما وَكُلُّ ذَلِكَ أَغْيَارٌ" اهـ. فَإِنْ قيلَ مَا الْحِكْمَةُ مِنْ خَلْقِ الْعَرْشِ فَالْجَوابُ: إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْعَرْشَ إِظْهَارًا لِقُدْرَتِهِ وَلَمْ يَتَّخِذْهُ مَكَانًا لِذَاتِهِ كَمَا قَالَ الإمامُ عَلِيّ رَوَى ذَلِكَ عَنْهُ أَبُو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ في كَتَابِهِ الْفَرْقُ بَيْنَ الْفِرَقِ. فَإِنْ قِيلَ كُلُّ شَىْءٌ مِنَ الْخَلْقِ دَلِيلٌ عَلى قُدْرَةِ الله فَلِمَ خُصَّ العَرْشُ مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ فَالْجَوَابُ: أَنَّ الْعَرْشَ هُوَ أَكْبَرُ جِسْمٍ خَلَقَهُ اللهُ مِنْ حَيْثُ الْحَجْمُ وَهُوَ قَاهِرُهُ وَقَاهِرُ مَا دُونَهُ، أَلا تَرَى أَنَّ اللهَ قَالَ "وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعِظِيم" خَصَّ الْعَرْشَ بِالذِّكْرِ في الآيَةِ مَعَ أَنَّهُ رَبُّ كُلِّ شَىْءٍ.


قَالَ الصَّحَابِيُّ الجليلُ عَلِيُّ بنُ أبي طالبٍ ت40هـ "كَانَ اللهُ وَلا مَكَان وَهُوَ الآنَ على مَا عَلَيْهِ كَان" اهـ أي مَوْجُودٌ بِلا مَكَانٍ. رَوَاهُ أبو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيّ في الْفَرْقِ بَيْنَ الْفِرَقِ.


قَالَ الإمَامُ التَّابِعيُّ الْجليلُ أَفْضَلُ قُرَشِيٍّ في زَمانِهِ عَلِيُّ بنُ الْحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ زَيْنُ الْعَابِدينَ رضي الله عنهم: ت94 هـ في الصَّحيفَةِ السَّجَادِيَّةِ مَا نَصُّه "أَنْتَ اللهُ الَّذي لا يَحْوِيكَ مَكَانٌ" رَوَى ذلِكَ عَنْهُ الإمامُ الْحافِظُ الفقيهُ اللُّغَويُّ مَحَمَّدُ مُرْتَضى الزَّبيدِيُّ بالإسْنَادِ الْمُتَّصِلِ مِنْهُ إِلَيْهِ بِطَريقِ أَهْلِ الْبَيْتِ.


قَالَ الإمامُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ت148 هـ "مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ مِنْ شَىْءٍ أَو في شَىْءٍ أَو على شَىْءٍ فَقَدْ أَشْرَكَ إِذْ لَوْ كَانَ على شَىْءٍ لَكَانَ مَحْمُولا وَلَوْ كَانَ في شَىْءٍ لَكَانَ مَحْصُورًا وَلَوْ كَانَ مِنْ شَىْءٍ لَكَانَ مُحْدَثًا -أَي مَخْلُوقًا-" اهـ.


فَيُعْلَمُ مِنْ كُلِّ مَا تَقَدَّمَ أَنَّ اللهَ تعالى الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ لا يَحْتَاجُ إلى شَىْءٍ وَلا يُشْبِهُ شَيْئًا ولا يَحْتاجُ إلى جِهَةٍ وَلا إلى مَكَانٍ، كَوَّنَ الأَكْوَانَ وَخَلَقَ الزَّمَانَ فَهُوَ مَوْجُودٌ أَزَلاً وَأَبَدًا بِلا جِهَةٍ وَلا مَكان.


قَالَ الإمَامُ الْمُجْتَهِدُ أَبُو حَنيفَةَ النُّعْمَانُ بنُ ثَابِتٍ الْكُوفِيُّ ت150 هـ في كِتَابِهِ الْفِقْهُ الأَبْسَطُ "كَانَ اللهُ تَعالى وَلا مَكَان قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ وَكَانَ اللهُ تعالى وَلَمْ يَكن أَيْنٌ وَلا خَلْقٌ وَلا شَىْءٌ وَهُوَ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ" اهـ.


نَقَلَ الْحَافِظُ الزَّبِيدِيُّ في كِتَابِهِ اتْحَافُ السَّادَةِ الْمُتَّقينَ عَنِ الإمَامِ الْمُجْتَهِدِ الشَّافِعي ت 204 هـ "إِنَّهُ تعالى كَانَ وَلا مَكَانَ فَخَلَقَ الْمَكَانَ وَهُوَ على صِفَةِ الأَزَلِيَّةِ كَمَا كَانَ قَبْلَ خَلْقِهِ الْمَكَانَ لا يَجُوزُ عَلَيْهِ التَّغْييرُ في ذَاتِهِ وَلا التَّبْديلُ في صِفَاتِهِ" اهـ.
قَالَ الإمَامُ الْعَابِدُ ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ ت 245 هـ ما نَصُّهُ "الرَّحْمَنُ على الْعَرْشِ اسْتَوَى أَثْبَتَ ذَاتَهُ وَنَفَى الْمَكَانَ فَهَوَ مَوْجُودٌ بِذَاتِهِ وَالأَشْيَاءُ مَوْجُودَةٌ بِحُكْمِهِ كَمَا شَاءَ سُبْحَانَهُ" اهـ. وَلْيُعْلَمْ أنَّ كَلِمَةَ اسْتَوى في لُغَةِ الْعَرَبِ لَهَا خَمْسَةَ عَشَرَ مَعْنًى كَمَا قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ ابنُ الْعَرَبيِّ، وَمِنْ هَذِهِ الْمَعَاني ما يَليقُ بِاللهِ تعالى كَقَهَرَ وَحَفِظَ وَأَبْقَى فَيَجُوزُ حَمْلُهَا على ذَلِكَ في حَقِّ اللهِ، وَمِنْ جُمْلَةِ مَعَانِيها مَا يَليقُ بِالْخَلْقِ ولا يَليقُ بِاللهِ كَتَمَّ وَجَلَسَ واسْتَقَرَّ وَنَضِجَ فَلا يَجُوزُ حَمْلُهَا في الآيَةِ على هَذِهِ الْمَعَانِي الَّتي لا تَليقُ بِاللهِ.


قَالَ الإِمَامُ أبو بَكْرِ ابنُ فُورَكٍ ت 406 هـ في كتابِهِ مُشْكِلُ الْحَديثِ "لا يَجُوزُ على اللهِ تعالى الْحُلُولُ في الأمَاكِنِ لاسْتِحَالَةِ كُونِهِ مَحْدُودًا وَمُتَنَاهِيًا وَذَلِكَ لاسْتِحَالَةِ كَوْنِهِ مُحْدَثًا" اهـ. مَعْنَاهُ اللهُ مَوْجُودٌ بِلا مِكَان لأَنَّ الْمَوْجُودَ في مَكَانٍ حَجْمٌ لَهُ مِقْدَارٌ وَنِهَايَةٌ وَمُسْتَحِيلٌ أَنْ يَكُونَ اللهُ شَيْئًا مَخْلُوقًا.


قَالَ الْمُفَسِّرُ فَخْرُ الدِّينِ الرَّازِيُّ ت 606 هـ في تَفسيرِهِ التَّفسيرُ الكبيرُ ما نَصُّهُ: "قَوْلُهُ تعالى وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعظِيمُ لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِكَوْنِهِ عَلَيًّا الْعُلُوَّ بِالْجِهَةِ وَالْمَكَانِ لِمَا ثَبَتَتِ الأَدِلَّةُ على فَسَادِهِ فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنَ الْعَلِيِّ الْمُتَعَالِي عَنْ مُشَابَهَةِ الْمُمْكِنَاتِ وَمُنَاسَبَةِ الْمُحْدَثَاتِ" اهـ. أَمَّا مَعْنَى الْعَظيمُ الَّذي هُوَ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ قَدْرًا.


قَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينُ بنُ عَبْدِ السَّلام ت 660 هـ في كِتَابِهِ مُلْحَةُ الاعْتِقَادِ عَنِ الله تعالى "لَيْسَ بِجِسْمٍ مُصَوَّرٍ وَلا جَوْهَرٍ مَحْدُودٍ مُقَدَّرٍ وَلا يُشْبِهُ شَيْئًا وَلا يُشْبِهُهُ شَىْءٌ وَلا تُحِيطُ بِهِ الْجِهَاتُ وَلا تَكْتَنِفُهُ الأرَضَونَ وَلا السَّموَاتُ كَانَ قَبْلَ أَنْ كَوَّنَ الأَكْوَانَ وَدَبَّرَ الزَّمَانَ وهُوَ الآنَ على مَا عَلَيْهِ كَانَ" اهـ.


قال الإمامُ أبو حنيفةَ رضي اللَّه عنه في الوصيَّة: نُقِرُّ بأنَّ اللَّهَ تعالى اسْتَوَى على العَرشِ مِن غيرِ أنْ يكونَ له حاجةٌ واستِقرارٌ عليه، وهو حافظُ العرشِ وغيرِ العرشِ مِن غيرِ احْتِياجٍ ولو كان محتاجاً لمَاَ قدر على إيجادِ العالم وتدبيرِه كالمخلوقين ولو كان مُحْتاجاً لِلجلوسِ والاستقرار فقَبْلَ خلقِ العرشأين كان اللَّه ؟ تعالى عَنْ ذلك عُلُوّاً كَبيرّاً.


روَى البَيْهَقِيُّ عَنِ الإِمامِ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قالَ: مَنْ انْتَهَضَ لِمَعْرِفَةِ مُدَبِّرِهِِ فَاطْمَأَنَّ إِلى مَوْجُودٍ يَنْتَهِي إِلَيْهِ فِكْرُهُ فَهْوَ مُشَبِّهٌ ، وَإِنْ اطْمَأَنَّ إِلى الْعَدَمِ الصِّرْفِ فَهُوَ مُعَطِّلٌ ، وَإِنْ اطْمَأَنَّ إِلى مَوْجُودٍ وَاعْتَرَفَ بِالعَجْزِ عَنْ إِدْراكِهِ فَهُوَ مُوَحِّدٌ.


قال الحافظ عبد الرحمن بن الجوزي المتوفّى سنة 597 هجرية رضي الله عنه عن الله تعالى :


ما عرفَهُ مَنْ كيّفهُ .ولا وحّدَهُ مَنْ مَثّلهُ .ولا عبدَهُ مَنْ شبّههُ .المُشبّهُ أعشى.والمُعطّلُ أعمى


) المدهش صحيفة 138 من الفصل الأول في قوله تعالى :هو الأولُ والآخرُ. يذكر فيه التوحيد )


من كيفه معناه


من وصف الله بالكيف وهو كل ما كان من صفات الخلق كالتغيّر والجلوس والاستقرار والجهة والمكان والأعضاء والجوارح


من مثله


" كالذين تصوروه حجما قاعدا على العرش أو قالوا إنه خارج العالم أو داخله أومتصل به أو منفصل عنه "


من شبهه كالوهابية


الذين جعلوا الله ساكنا السماء أو كقول بعضهم إنه فى جهة فوق العرش


الأعشى هو ضعيف البصر
والمعطل هو من نفى وجود الله أونفى صفة من صفات الله الواجبة له إجماعا ككونه عالما أو سميعا أوبصيرا أو قادرا على كل شىء


فإنَّ السَّلَفَ الصَّالِحَ ومَنْ تَبِعَهُم مِنَ الخلَفِ يعتقدونَ أنَّ اللهَ موجودٌ ليسَ جِسمًا لطيفًا وليسَ جسمًا كثيفًا وأنه مُنزهٌ عن أنْ يكونَ في جِهَةٍ ومكانٍ، كانَ موجودًا قبلَ الأماكِنِ والجهاتِ بلا مكان، فكمَا كانَ موجودًا قبلَ خَلقِ الأماكنِ والجهاتِ بلا مكانٍ فهوَ موجودٌ بلا مكان بعدَ خَلقِها ودليلُهم قولُهُ تعالى: ليس كمثله شئ﴾ لأنَّ الأشياءَ مِنْ أنواعِ العالَمِ الجسمُ وصفاتُ الجسمِ واللهٍ لا يُشَابِهُهَا، مِن هُنا قالَ الإمامُ أبو جعْفَرٍ الطّحَاوِيّ فِي كتابِهِ الذي سَمّاهُ عقيدَةَ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ على أسلوبِ أبي حنيفةَ وصاحبيهِ: ((ومَنْ وَصَفَ اللهَ بِمَعنًى مِن معاني البشر فقد كَفَر))ومعانِي البشرِ هي صفاتُهُم: الحركَةُ والسُّكونُ واللّونُ والانفعالُ والتعَبُ والتألُّمُ والتلذُّذُ والشمُّ والذوقُ وطروءُ الزيادَةِ والنقصَانِ والتحوّلُ مِنْ صِفَةٍ إلى صِفَة وما أشبَهَ ذلك مِنْ صِفَاتِ الجسمِ فالله منزهٌ عَنْ ذلك. وفي هذا بيانُ أنَّ مَنْ اعتقدَ في اللهِ الجِسْمِيَّةَ أو صِفَةً مِنْ صِفَاتِ الجسميةِ كافِرٌ وهذا مُعتَقَدُ كلِّ الأئمةِ مِنَ السَّلَفِ والخلَف، وأبو حنيفةَ وصاحباهُ مُحمَّدُ بنُ الحسنِ وأبو يوسُفَ القاضي كلٌّ مِنَ الأئمةِ الْمُجتَهِدينَ.


ولأبي حنيفةَ نصٌّ في كتابِهِ الفقهِ الأكبر بنفيِ الجهةِ عَنِ الله قال فيه: ((ولقاءُ اللهِ تعالى لأهلِ الجنَّةِ بلا تشبيهٍ ولا مكانٍ ولا جِهةٍ حَقٌّ))، وقالَ الإمامُ الشافعيّ: ((المجسّمُ كافِر)) ذَكَرَ ذلكَ الحافظُ السيوطيُّ في كتابهِ الأشباهِ والنظائر، وقال الحافظُ النوويّ: ((التجسيمُ الصَّريحُ كُفرٌ))، ونصَّ الشافعيُّ رضي الله عنه على أنَّ مَن اعتقدَ أنَّ الله جالِسٌ على العرشِ كافِرٌذَكَرَ ذلك صاحِبُ نَجمِ المهتدي ورَجمِ المعتدي[1]،وقد نَقَلَ ابنُ المعلِّمِ القرشيُّ عنِ الشيخِ الإمامِ أقضى القُضاةِ نَجمِ الدِّينِ في كتابِهِ المسمى كفايةُ النبيهِ في شرحِ التنبيه في كتابِهِ نَجمُ المهتدي في قولِ الشيخِ أبي إسحاقَ رضي الله عنه في بابِ صِفَةِ الأئمة: ((ولا يجوزُ الصَّلاةُ خلفَ كافرٍ لأنه لا صلاةَ له وكيفَ يُقتدى به ؟!)) ا.هـ. قالَ: ((وهذا مُنتَظِمٌ مَنْ كفرُهُ مُجمَعٌ عليه ومَنْ كفرنَاهُ مِنْ أهلِ القبلَةِ كالقائلينَ بِخَلْقِ القرءانِ وبأنه لا يعلَمُ المعدوماتِ قبلَ وجودِها، ومَنْ لا يؤمِنُ بالقَدَرِ وكذا مَنْ يعتقدُ أنَّ الله جالِسٌ على العرشِ كما حكاهُ القاضي حُسَينٌ عن نصِّ الشافعيِّ رضيَ الله عنه)) ا.هـ.وذكرَ الحافظُ السُّبكيُّ وغيرُهُ: ((أنَّ الأئمةَ الأربعة قالوا بتكفيرِ القائلِ بإثباتِ التحيُّزِ في الجهةِ لله)) ا.هـ.


القولُ بأنَّ اللهَ في السماءِ عقيدةُ اليهودِ والنصارىٰ والمشبّهة الذين يُموّهونَ على الناسِ بإيرادِ حديثِ الجاريةِ لإثباتِ أنَّ اللهَ في السّماءِ بِزَعمِهِم وهذا الحديثُ لا يَجوزُ تفسيرُهُ على الظاهِرِ لأنه يُخالِفُ حديثًارواهُ خَمسَةَ عَشَرَ صحابيًا سَمِعوهُ مِن رسولِ اللهِ وهو: ((أمِرتُ أنْ أقاتِلَ الناسَ حتى يشهدوا أن لا إلـٰه إلا الله وأني رسولُ الله)) هذا الحديثُ المتواتِرُ مِثلُ القرءانِ لأنَّ الحديثَ إذا رواهُ عن رسولِ اللهِ عَشَرَةٌ مِنَ الصحابةِ وما فوق يكونُ حديثًا متواتِرًا وهو مِثلُ القرءانِ من حيث انه يقبل ويعمل به، ثم أيُّ حديثٍ يُخالِفُهُ لا يؤخَذُ به.


الوهابيَةُ يُشَكِّكون بإيرادِ حديثِ أنَّ الرسولَ قالَ لِجارِيةٍ: ((أينَ اللهَ؟)) قالت: في السَّماءِ، قال: ((مَنْ أنا؟)) قالَت: رسولُ الله، قالَ لصَاحِبِها: ((أعتِقها فإنها مؤمنة))هذا الحديثُ لا يجوزُ الأخذُ بظاهِرِهِ ومَنْ أخَذَ بظاهِرِهِ فاعتقدَ أنَّ اللهَ مُتحيّزٌ في السَّماءِ كَفَرَ كما كَفَرَتِ المشبّهة، وهذا الحديثُ رواهُ مسلمٌ وابنُ حِبّانلكن أهلُ السنَّةِ لا يَحملونَهُ على الظاهرِ ومَنْ حَمَلَهُ على الظاهِرِ كَفَر، لأنَّ هذهِ عقيدةُ طوائفَ مِنَ المشركين حتى الذينَ كانوا في زَمَنِ الرسول قبلَ أن يَنزِلَ عليه الوحي العربُ كانوا يقولونَ اللهُ في السَّماءِ لكن نَحنُ نعبُدُ هذهِ الأوثان لتقرِّبَنا إلى الله، وكانَ منهم مَنْ يعبُدُ نَجمًا يُقالُ له الشِّعْرَىٰ وكانَ منهم مَن يعبدُ بعضَ الشّجر لأنَّ الشيطانَ يسكُنُها.





قالَ بعضُ عُلماءِ السُّنة: ((أين الله)) يعني ما اعتقادُكِ في تعظيمِ اللهِ، وقولُها: ((في السماء)) أي عالِي القدرِ جدًّا، وقولُهُ عليه السّلام: ((إنها مؤمنة)) ليسَ لِمُجرَّدِ قولِهَا اللهُ في السّماءِ بل على أنها كانت مُعتَقِدَةً العقيدَةَ الحقَّة قَبلَ ذلكَ. وهذه الجاريةُ كانَت أعجميَّةً ملك واحِدٍ مِنَ الصحابةِ لا تستطيعُ أن تُعبّر عن مُراداتِها بعباراتٍ صحيحة. المشبّهة يدورونَ بِهذا الحديث يقولونَ ماذا تقولُ في حديثِ الجارية حتى يوافِقَهم بقولِ اللهُ في السَّماء؛ شرُّهُم كبير.


حديثُ الجاريةِ رواهُ شخصٌ واحد اسمهُ معاويَةُ بنُ الحكَم، ويوجدُ حديثٌ ءاخر ظاهِرُهُ يوافِقُ مذهَبَ أهلِ السنّة وهو أنَّ صحابيًا اسمهُ سُوَيدُ بنُ الشّريد قال: قال رسولُ اللهِ لِجارِيَةٍ: ((مَنْ ربُّكِ؟)) قالتِ: الله، قال: ((مَنْ أنا؟))، قالت: أنتَ رسولُ الله. هذا يوافِقُ الحديثَ المتواتر وهذا رواهُ ابنُ حبان، اليومَ كثيرٌ مِنَ الناسِ يَحمِلونَ الشَّهاداتِ باسمِ الشريعَةِ وهم جُهَّال عقيدَةً وأحكامًا يُحصِّلونَ الشَّهاداتِ بالمال. ا.هـ



أخرج البيهقي عن عبد الله بن وهب قال: كنّا عند مالك بن أنس، فدخل رجلٌ فقال: يا أبا عبد الله ( الرحمن على العرش استوى (كيف استواؤه ؟ فأطرق مالك وأخذته الرُّحضاءَ ، ثمّ رفعَ رأسَهُ فقال): الرحمن على العرش استوى) كما وصفَ نفسَه ،ولا يُقالُ له كيف ، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة ، أخرجوه. قال : فأُخرجَ الرّجل( 3/ 474 من الدّرّ المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي رحمه الله تعالى
ورواه ابن حجر العسقلاني في: فتح الباري شرح صحيح البخاري وقال:إسناده جيّد
الرُّحَضاء:هو عرَقٌ يغسِلُ الجلدَ لكثرته،


(كذا في النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (
والكيف كل ما كان من صفات الخلق كالجلوس والاستقرار والكون فى جهة أومكان والتغيّر من حال إلى حال فكلّ هذا لا يجوز على الله تعالى


ومما يدل على شناعة اعتقاد الوهابية المشبهة أن أحدهم وهو دكتور قال في درسه :[حتى يضع رب العزة فيها رجله معناه: الله يضع رجله في جهنم فتمتلئ جهنم برجله] فهذا لو كان يؤمن بالقرءان ويعرفه لوقف عند قوله تعالى في توبيخ الكفار{ لوكان هؤلاء ءالهة ماوردوها} لكنهم مولعون بتشبيه الله بخلقه.


تقولُ المشبّهة تَبَعًا لابنِ تيمية الذي قال: إنَّ اللهَ تَحدُثُ في ذاتِهِ إراداتٌ متعاقبةٌ وجنسُ هذهِ الإرادَة أزلِيّ، وقالوا أيضًا: إنَّ الله تَحدُثُ في ذاتِهِ حروفٌ وأصواتٌ متجددةٌ بِمرورِ الأوقات كما هو شأنُ كلامِ الناس اعتمادًا على كلامِ ابنِ تيمية وكلامِ مَنْ سَبَقَهُ مِنْ مُجَسِّمَةِ الحنابلةِ فخالَفَ ابنُ تيمية الذي قلدَهُ المشبّهة إجمَاعَ المسلمين لأنه أثبتَ أزليـًّا قديمًا ليسَ لوجودِهِ ابتداء سوى اللهِ بقولِهِ: إنَّ جِنْسَ العالَمِ أزلِيٌّ ليسَ لوجودِهِ ابتداء، ساوى ابنُ تيمية جِنسَ العالَمِ بالله فإنه يعتقدُ أنَّ كلَّ فردٍ مِنْ أفرادِ العالَمِ حادِثٌ لكن جنسُ العالَمِ ليس حادثٌ بل موجودٌ معَ الله، وقد تَبِعَ ابنُ تيميةَ في هذا الفلاسفَةَ الْمُحْدَثين وهذا من اشنع الكفر.


الأئمّةُ الأربَعَةُ مِنَ السلف، أبو حنيفةَ ولِدَ سَنَةَ ثمانينَ مِنَ الهجرة ثم بعدَهُ مالك ثم الشافعيّ ثم أحمدُ بنُ حنبل، الشافعيُّ ولدَ سنةَ مِائَةٍ وخَمسين وتوفِّيَ سنةَ مائتينِ وأربع.


كلُّ هؤلاءِ ومَنُ سِواهُم مِنْ عُلماءِ السَّلَف عقيدتُهُم تنزيهُ اللهِ عنِ الجهَةِ والمكانِ لأنَّ اللهَ كانَ فِي الأزَلِ وَحدَهُ ولَم يكن شىءٌ مِنَ المخلوقاتِ والدليلُ على ذلكَ الآيةُ: ﴿هو الأوّل والآخر ﴾معناهُ اللهُ هوَ الذي كانَ موجودًا قبلَ كلِّ شىء
عِلْمَ التوحيد مُقدَّمٌ على عِلْمِ الأحكامِ لأنَّ عِلْمَ التوحيد يَضمَنُ النجاةَ في الآخرَةِ أما عِلْمُ الأحكامِ فلا يَضمَنُ بِمفرَدِهِ النجاةَ في الآخرة، ولأهَمِيَّةِ هذا العلم سَمَّاهُ الإمامُ أبو حنيفةَ الفِقهَ الأكبرَ معناهُ هو أفضَلُ مِنَ الفقهِ الآخر الذي هو فقهُ الأحكامِ. وأبو حنيفةَ كانَ من السَّلَفِ لأنه ولِدَ سنةَ ثَمانينَ للهجرة، والتقى ثلاثةً من الصَّحابةِ وألَّفَ خَمْسَ رسائِلَ في العقيدةِ منها رسالةٌ سَمَّاها الفقهَ الأكبر قال فيها: ((واللهُ شىءٌ لا كالأشياءِ)) ومعنى شىءٍ إذا أُطلِقَ على الله: الموجود، ومعنى قولِهِ لا كالأشياءأنَّ اللهَ لا يُشبِهُ شيئًا من خَلقِهِ لا في ذاتِهِ أي حقيقتِهِ ولا في صفاتِهِ ولا في فعلِهِ، ومعنى فعلِ الله: إيجادُ اللهِ الأشياءَ على الوجهِ الذي أرادَ. قالَ أبو حنيفةَ والبخاريُّ: ((فِعْلُ اللهِ صِفَتُهُ في الأزل والْمفعولُ حادِثٌ))معناهُ صِفَةُ اللهِ التخليق أزلية والْمخلوقُ هو الحادِثُ أي هو الذي حَدَثَ بعد أنْ لَم يكنْ.


وفي قولِهِ: ((لا كالأشياءِ))رَدٌّ على المشبّهَةِ القائلينَ إنَّ اللهَ مُستَقِرٌّ فوقَ العَرشِ وعلى الطائفَةِ القائلَةِ إنَّ اللهَ في جِهَةٍ فوقَ العرشِ مِنْ غيرِ أنْ يُمَاسَّ العرشَ وكِلا العقيدتينِ كُفْرٌ،لأنَّ الموجودَ في جهةٍ لا يكونُ إلا حَجمًا وكذلكَ المستَقِرُّ على شىءٍ لا يكونُ إلا حجمًا وكلُّ الأحجامِ مَخلوقَةٌ، فلو كانَ اللهُ حَجمًا لكانَ مَخلوقًا ولو كان مَخلوقًا لَمَا كان خالِقًا فَثبَتَ أنَّ اللهَ ليسَ حجمًا بالْمَرَّة، ويُفهمُ مِن ذلك إثباتُ وجودِهِ بلا مكانٍ ولا جِهَةٍ.


وقالَ أبو حنيفةَ في رسالتِهِ الفقهِ الأكبر: ((واللهُ يتكَلَّمُ لا كما نَحنُ نتكلَّم، نَحنُ نتكلَّمُ بالآلةِ والحرف، واللهُ يتكلَّمُ بلا ءالةٍ ولا حرف))وهذا فيه إثباتُ صفةِ الكلامِ لله الذي هو ليسَ ككَلامِ غيرِهِ، فاللهُ كما أنَّ له قُدرَة واحِدَة وعِلْما واحدا وسَمْعا واحدا وبصرا واحدا، له كلامٌ واحدٌ هو أمرٌ ونَهيٌ ووَعْدٌ ووَعِيدٌ وخَبَرٌ واسْتِخْبار. وفي قولِ أبي حنيفةَ هذا نفيٌ الكَيفيّةِ عن كلامِ الله الذي هو صفتُهُ الأزلية يُفهَمُ ذلك مِنْ قولِهِSad(واللهُ يتكلّمُ بلا ءالةٍ ولا حرف)) والآلةُ هي مَخارِجُ الحروفِ كاللّسانِ والشّفَتين، فالإنسانُ إذا أرادَ أنْ ينطِقَ بالحرْفِ الشَّفَويِّ كالميمِ والباءِ لا يستطيعُ ذلك إلا بإطباقِ الشَّفَتين لأنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ ءالةَ النطقِ بالحرفِ الشَّفَويِّ في الإنسانِ الشَّفَتَين، فلو كانَ اللهُ مُتَكَلِّمًا كما يتكلَّمُ الإنسَانُ لصَارَ مُشبِهًا لهُ واللهُ يقول: ليس كمثله شىء
كَذَلِكَ ﭐلَّذِي يَظُنُ أَنَّ كَلامَهُ بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ شَبَهَهُ بِالْبَشَرِ. نَحْنُ كَلامُنَا بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ. أَبُو حَنِيفَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ كَانَ أَدْرَكَ ﭐلصَّحَابَةَ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ مِنَ ﭐلْهِجْرَةِ تَعَلَّمَ ﭐلْعِلْمَ مِمَّنْ تَعَلَّمَ مِنَ ﭐلصَّحَابَةِ قَالَ: (نَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِالآلاتِ وَﭐلْحُروفِ وَاللهُ يَتَكَلَّمُ بِلا ءَالَةٍ وَلا حَرْفٍ)
ﭐلَّذِي يِقُولُ: اللهُ يَتَكَلَّمُ بِالآلَةِ وَﭐلْحَرْفِ وَالصَّوْتِ شَبَّهَهُ بِخَِلْقِهِ.هَذَا ﭐلْبَيَانُ لَيْسَ شَيْئًا جَدِيدًا، أَبُو حَنِيفَةَ قَالَهُ، قَالَ: (نَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِالآلاتِ وَالْحُرُوفِ) مَعْنَاهُ بَعْضُ ﭐلْحُرُوفِ تَخْرُجُ مِنَ ﭐلشَّفَةِ، وَبَعْضُهَا مِنَ ﭐلْحَلْقِ لا تَخْرُجُ إِلاَّ مِنَ ﭐلْحَلْقِ، وَبَعْضُهَا مِنْ طَرَفِ ﭐللِّسَانِ.
ﭐلْحُرُوفُ لَهَا مَخَارِجُ، ﭐلَّذِي يَقُولُ: اللهُ يَتَكَلَّمُ باِلْحَرْفِ وَﭐلصَّوْتِ جَعَلَهُ كَخَلْقِهِ. ﭐلَّذِي يَظُنُ أَنَّ اللهَ يَتَكَلَّمُ ثُمَّ يَقْطَعُ ثُمَّ يَتَكَلَّمُ ثُمَّ يَقْطَعُ أَوْ يَظُنُ أَنَّ اللهَ عَلِمَ أَشْيَاءَ ثُمَّ عَلِمَ أَشْيَاءَ ثُمَّ عَلِمَ أَشْيَاءَ هَذَا جَعَلَ اللهَ مِثْلَ خَلْقِهِ، جَعَلَ اللهَ حَادِثًا.
اللهُ لا تَقُومُ بِهِ صِفَةٌ حَادِثَةٌ، قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: (مَنِ ﭐعْتَقَدَ أَنَّهُ تَقُومُ بِهِ صِفَةٌ حَادِثَةٌ أَوْ شَكَّ أَوْ تَوَقَّفَ فَهُوَ كَافِرٌ). ﭐلْقُرْءَانُ نَقُولُ إنَّهُ كَلامُ اللهِ، لا بِمَعَنَى أَنًّ اللهَ قَرَأَهُ بِالْحَرْفِ وَﭐلصَّوْتِ، بَلْ نَقُولُ (كَلامُ اللهِ)، بِمَعْنَى أَنَّهُ عِبَارَةٌ عَنْ كَلامِ اللهِ ﭐلأَزَلِيِّ، كَمَا إِذَا قُلْنَا: "اللهُ" ذَكَرْنَا اللهَ بِالْحَرْفِ وَﭐلصَّوْتِ لَكِنَّ اللهَ ﭐلَّذِي نَذْكُرُهُ شَىءٌ لا كَالأَشْيَاءِ. ﭐلْحَنَابِلَةُ الَّذِينَ ضَلُّوا يَقُولُونَ: اللهُ كَلامُهُ بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ، مِثْلَ ﭐبنِ تَيْمِيَّةَ هَؤُلاءِ كَفَرُوا لأَنَّهُمْ وَصَفُوا اللهَ بِالْحَادِثِ.
اللهُ لا يُوصَفُ بِالْحَادِثِ كُلُّ صِفَاتِهِ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ. حَيَاتُهُ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ لا يَدْخُلُهَا تَقَطُّعٌ، كَذَلِكَ عِلْمُهُ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ كَذَلِكَ قُدْرَتُهُ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ وَسَمْعُهُ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ وَمَشِيئَتُهُ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ وَبَصَرُهُ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ وَمَعَ هَذَا نَحْنُ لا نَقُولُ (الْقُرْءَانُ مَخْلُوقٌ)، وَلْوْ كَانَتْ هَذِهِ ﭐلْحُرُوفُ مَخْلُوقَةً لأَنَّ هَذِهِ ﭐلْحُرُوفَ عِبَارَةٌ عَنْ كَلامِ اللهِﭐلَّذِي لَيْسَ حَرْفًا.كَمَا إِذَاقُلْنَا: "اللهُ"مَا مَعْنَى: "اللهُ"؟ ذَلِكَ ﭐلذَّاتُ ﭐلأَزَلِيُّ ﭐلأَبَدِيُّ ﭐلَّذِي لا يُشْبِهُ شَيْئًا لَكِنْ هَذِهِ ﭐلْحُرُوفُ مَخْلُوقَةٌ شَىءٌ يَحْدُثُ ثُمَّ يَنْقَضِي.حُرُوفُ لَفْظِ ﭐلْجَلالَةِ "اللهُ" تَدُلُ عَلَى ذَلِكَ ﭐلذَّاتِ ﭐلْمَوجُودِ ﭐلَّذِي لَيْسَ لَهُ ﭐبْتِدَاءٌ. كَذَلِكَ هَذِهِ ﭐلْحُرُوفُ –أَيْ حُرُوفُ ﭐلْقُرْءَانِ- تَدُلُ عَلَى ذَلِكَ ﭐلْكَلامِ ﭐلأَزَلِيِّ ﭐلأَبَدِيِّ

كَلامُهُ لَيْسَ كَكَلامِ ﭐلْخَلْقِ لَيْسَ بِحَرْفٍ وَصَوتٍ، كَلامُهُ كَلامٌ وَاحِدٌلَيْسَ كَكَلامِ ﭐلْخَلْقِ بِالانْتِقَالِ مِنْ حَرْفٍ إِلَى حَرْفٍ. ﭐلْقُرْءَانُ ﭐللَّفْظُ ﭐلَّذِي نَقْرأُهُ مِنَ ﭐلْبَاءِ إِلَى ﭐلسِّينِ، أَوَّلُهُ بَاءٌ مِنْ: ﴿بِسْمِ اللهِ ﭐلرَّحْمنِ ﭐلرَّحِيمِ﴾ وَءَاخِرُهُ سِينٌ مِنْ: ﴿مِنَ ﭐلْجِنَّةِ وَﭐلنَّاسِ﴾ لَيْسَ اللهُ قَرَأَهُ بِالْحَرْفِ وَﭐلصَّوْتِ، لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ شَبِيهًا بِنَا. لَيْسَ يَبْدَأُ ثُمَّ يَسْكُتُ ثُمَّ يَتَكَلَّمُ ثُمَّ يَسْكُتُ لأَنَّهُ لَيْسَ حَرْفًا، يَسْتَحِيلُ أَنْ يَنْطِقَ بِالْحَرْفِ. لَمَّا تَقُولُ: ﴿بِسْمِ اللهِ﴾ تَأْتِي ﭐلْبَاءُ ثُمَّ تَنْقَضِي ثُمَّ تَأْتِي ﭐلسِّينُ ثُمَّ تَنْقَضِي، يَسْتَحِيلُ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ بِهَا هَكَذَا. كَلامُ اللهِ كَلامٌ وَاحِدٌ لَيْسَ مُتَجَزِّئًا وَلَيْسَ لَهُ أَبْعَاضٌ، هُوَ كَلامٌ وَاحِدٌ أَمْرٌ وَنَهْيٌ، كَلامُ اللهِ الأَزَلِيُّ ﭐلأَبَدِيُّ فِي ﭐلدُّنْيَا سَمِعَهُ مِنَ ﭐلْبَشَرِ مُوسَى عَلَيْهِ ﭐلسَّلامُ وَسَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ ، مِنْ بَيْنِ ﭐلأَنْبِيَاءِ كُلِّهِمْ.
أَمَّا فِي ﭐلآخِرَةِ يَسْمَعُهُ كُلُّ ﭐلْبَشَرِ وَﭐلْجِنِّ، كُلُّهُمْ يَسْمَعُونَ ذَلِكَ ﭐلْكَلامَ ﭐلَّذِي لَيْسَ حَروفًا وَلا صَوْتًا. مُوسَى وَسِيِّدُنَا مُحَمَّدٌ عَلَيْهِمَا ﭐلسَّلامُ سَمِعَا كَلامَهُ ﭐلَّذِي لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا وَلَيْسَ لَهُ ﭐبْتِدَاءٌ وَلا ﭐنْتِهَاءٌ. مَنْ كَانَ يَعْتَقِدُ خلاف ذَلِكَ فَلَيْسَ مُؤْمِنًا، فَلَيْسَ عَارِفًا بِاللهِ.
بَعْضُ ﭐلنَّاسِ إِذَا سَمِعُوا: (كَلامُ اللهِ لَيْسَ بِحَرْفٍ لَيْسَ بِصَوْتٍ) يَسْتَغْرِبُونَ، قَدْ يَظُنُّونَ مِنْ جَهْلِهِمْ أَنَّ هَذَا شَىءٌ مِنْ عِنْدِنَا وَلا يَدْرُونَ أَنَّ هَذَا ﭐلتَّفْصِيلَ وَﭐلْبَيَانَ أَبُوحَنِيفَةَ قَالَهُ. وَكُلُّ أَهْلِ ﭐلسُّنَّةِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللهَ كَلامُهُ لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا.وَرَدَ فِي ﭐلْقُرْءَانِ: ﴿قُل لَّوْ كَانَ ﭐلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ﭐلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي﴾مَعْنَاهُ كَلامُ اللهِ لَيْسَ شَيْئًا لَهُ أَبْعَاضٌ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلامٌ وَاحِدٌوَ إِنَّمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى كَلِمَاتٌ بِلَفْظِ ﭐلْجَمْعِ لِلتَّعْظِيمِ لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ لَهُ كَلامًا مُتَجَزِّئًا.


وافهموا يا وهابية يا من تشبهون الله بخلقه وتصفونه بالجهة والمكان وجعلتم وصف الله بأنه في جهة فوق تشريف له فاعلموا أن قولكم هذا باطل فإن الشرف ليس بالجهة فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض في المدينة المنورة وهو أشرف الخلق وأفضل الخلق فالملائكة الحافون حول العرش في أعلى مكان والرسول أفضل منهم بكثير . ثم اعلموا وافهموا أن إحداث الله للعرش والجهات الست لم يغير في صفة الله شيئا لأن المتغير حادث. واعلموا وافهموا أن قولكم إن الله متشرف بجهة فوق تكونون جعلتم بذلك الله تعالى متشرفا بشئ من خلقه تعالى الله عن ذلك . فالحق الذي لا محيد عنه من القرءان والحديث وإجماع أهل السنة ويشهد له العقل الصحيح أن الله تعالى موجود بلا مكان ولا جهة وأن الله تعالى لا يتغير ولا يتشرف بشئ من خلقه ولا تجوز عليه الحركة ولا السكون ولا غير ذلك من صفات الخلق، وكماله أبدي أزلي.


ويكفيهم خزيا أنهم تبعوا ذاك الذي قال عنه الرسول إنه قرن الشيطان، ففي صحيح البخاري عن ابن عمر قال :قام النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق فقال :ها إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان. وأخرج ابن عساكر وأحمد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا قالوا وفي نجدنا وفي لفظ وفي مشرقنا قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان زاد ابن عساكر في رواية وبها تسعة أعشار الشر .اهـ ومن نجد طلع محمد ابن عبد الوهاب.
!!! عجيبة من عجائب الوهابية ... ابن تيمية يلعن الوهابية ...



فمن المعروف شدة بغض الوهابية لمشايخ الأشاعرة وتلاميذهم وكل من ينتسب لهم وقد وصل بهم كرههم الأعمى للأشاعرة مع أنهم أسود أهل السنة إلى شتمهم ولعنهم علنا والعياذ بالله تعالى

وقد جهل هؤلاء المتخبطون (أو تجاهلوا والله أعلم بالصواب) أن شيخهم ابن تيمية الحراني مدح الأشاعرة ويجلهم بل ونعتهم بأنهم أئمة أصول الدين !! وأي مدح هذا !!


فشاهدوا معنا ماذا يقول ابن تيمية في كتابه المسمى مجموعة الفتاوى المجلد الرابع ص15
قال :وأما لعن العلماء لأئمة الأشعرية فمن لعنهم عُزر،_(اي سجن وضرب وأهين)_ وعادت اللعنة عليه فمن لعن من ليس اهلا للعنة ، وقعت اللعنة عليه. والعلماء انصارفروع الدين، والاشعرية انصار أصول الدين

فأيش هذا الجهل الواضح و التناقض الفاضح
فماذا عسى الوهابية أن يفعلوا بأنفسهم ؟؟ يعزرون أنفسهم ومفاتيهم ؟؟ أم يكفرون شيخهم (والتكفير أهون عليهم من شرب الماء)؟؟!!؟؟ أم يمكثون على عنادهم وتعنتهم؟؟؟
هداهم الله ... عجيب أمرهم


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


فإنه من يعِش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً

والحمد لله رب العالمين.




كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف moussa010 الأحد 19 أبريل - 21:04:28

بارك الله فيك اخي ...  


 نسخ لصق احيانا يغدر بصاحبه فتنبه ...أنصحك ان تقرأ وتفهم ما تنقل ... !


المهم ننتظر منكم الجواب الشافي الكافي ...


***
**
*



moussa010
moussa010
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 430
تاريخ الميلاد : 18/11/1980
العمر : 43
الموقع : http://dzgsm.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة الإثنين 20 أبريل - 13:48:43

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلِّ صلاةً كاملةً وسلَّم سلاما تامّا على سيدنا محمّد الذي تنحل به العُقدُ وتنفرِجُ به الكُرَبُ وتُقضى به الحوائجُ وتـُـنالُ به الرغائبُ وحُسنُ الخواتيم ويُستسقى الغمامُ بوجهه الكريم وعلى ءاله وصحبه وسلم.

أمثلة من طعن ابن تيمية في الصحابة


من مخالفات وشذوذ ابن تيمية انه كان يطعن في فضلاء الصحابة لا سيما أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة وعثمان وعلي. فقد قال في كتابه لذي سماه منهاج السنة النبويةج2/203: ان القتال مع علي ليس بواجب ولا مستحب وإنه ضر المسلمين ولم ينفعهم. انتهى.

وهذا طعن صريح في سيدنا علي لأنه جعله متلاعباً بدماء المسلمين وهذا رد لقول الله تبارك وتعالى : ( فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ )

وسيدنا علي إنما عمل بهذه الآية الكريمة, فإنه أول من قاتل البغاة, امتثالاً لأمر الله وقال الإمام علي رضي الله عنه : امرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سب علياً فقد سبني, هلا اعترضت يا عبد الرحمن دمشقية على ابن تيمية في تنقيصه علي ابن ابي طالب, أم ان ابن تيمية عندك أعلم وأتقى من علي الذي لا يخفى ثناء النبي عليه في غير موضع.؟

ومما يؤكد وقيعة ابن تيمية في سيدنا علي وغيره من الصحابة, امير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه الدرر الكامنة ج1/155 قال فيه :

ومنهم ( أي علماء عصره ) من ينسبه ( أي ابن تيمية ) الى النفاق لقوله في علي ما تقدم, ولقوله كان مخذولاً حيثما توجه. وإنه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها وإنما قاتل للرياسة لا للديانة
, انظر اخي القارئ كيف تجرأ ابن تيمية وقال عن رابع الخلفاء الراشدين المبشرين بالجنة هذا الكلام, وقد نص ابن تيمية على هذا الكلام في كتابه الذي سماه منهاج السنة النبوية ج2/203,2,214, ج3/156., ولقوله ان عليا كان يحب الرياسة, وقال عن سيدنا أبي بكر الصديق : أسلم شيخاً لا يدري ما يقول ( لقد تشبه ابن تيمية بالراوفض فهم يسبون أبا بكر, وهو يقول عن أفضل الناس بعد الأنبياء إنه: لا يدري ما يقول, فما أعظم هذه الفرية)

وقال عن عثمان كان يحب المال, وقال عن علي أيضاً : أسلم صبياً والصبي لا يصح إسلامه على قول. انتهى, انظر أخي القارئ الى هذا التطاول على الصحابة الذي لم يسبقه إليه أحد من العلماء, ولا ندري من أين أتى بهذا الكلام, ولمَ تكلم فيه.

وأكمل ابن حجر في نفس الصحيفة قائلاً: فألزموه ( اي علماء عصر ابن تيمية ) بالنفاق لقوله صلى الله عليه وسلم للإمام علي: لا يبغضك الا منافق. انتهى, فهل اعترض عبد الرحمن دمشقية على ابن حجر العسقلاني الذي قال في ابن تيمية ما قال, ولكن الهوى يُعمي ويُصم.
وما معنى اعتراض عبد الرحمن دمشقية على الشيخ عبد الله الحبشي لأنه وصف الذي قاتلوا علياً بأنهم بغاة؟! وقد وافق وصف الشيخ عبد الله الحبشي وصف الرسول صلى الله عليه وسلم لهم كما يشهد بذلك الحديث الذي بلغ مبلغ التواتر: ويح عمار تقتله الفئة الباغية , فاعترض دمشقــية على الشيخ عبد الله الحبشي وهو اعتراض على حديث النبي صلى الله عليه وسلم, فهل يكون هذا الرجل(عبد الرحمن دمشقية) وأمثاله من الفرق الناجية؟!




كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة الإثنين 20 أبريل - 14:04:44


من فضائح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب



الشيخ سليمان بن عبد الوهاب النجدي ذكر عن أخيه محمد بأنه ليس أهلاً للاجتهاد بل ولم يصل عشرَ الأهلية، ولنبرهن على ذلك فسنأخذ مثالاً من كتاب من كتب الشيخ محمد، فإن لسان المرء مقياس عقله؛ وما يكتبه هو حصيلة فكره، والكتاب هو المسمى (كتاب التوحيد الذي هو حقُّ الله على العبيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهذا الكتاب له تقديس خاصٌ عند الحشوية؛ يقدسونه ويوزعونه بالمجان، وهو كُتيب إذا قرأته فلن تجد فيه تجديداً يستأهل هذا الاهتمام، بل لا أظنك تتصور أنَّ كتاباً هذا عنوانه قد يحوي أحاديث ضعيفة، لأنه كتاب عقيدة؛ وكتب العقيدة يجب أن تنـزَّه عن الأحاديث الضعيفة؛ فأقول لك هوِّن عليك يا أخي فالشيخ القدوة المجدد!! لا يستدل بالأحاديث الضعيفة فحسب بل وبالموضوعة كذلك في أمور العقيدة، ويهِم فيه أوهاماً كثيرة؛ فيزيد في الأحاديث من عنده؛ وينسب الحديث إلى غير مصادره وإليك الأمثلة:

1. في باب {فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما} أورد في تفسير هذه الآية قصة تقدح في عصمة أبينا آدم عليه السلام وترميه وأمنا حواء بالشرك؛ وهي قصة واهية، ذكر أنه رواها ابن أبي حاتم عن ابن عباس، يعلم بطلانها صغار الطلبة النافرين للتفقه في الدين؛ فقال (لما تغشاها آدم حمَلَت، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلنَّ له قرنيَ أيِّل، فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن - يخوفهما - سمِياه عبدالحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت، فأتاهما، فقال مثل قوله: فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت، فأتاهما، فذكر لهما، فأدركهما حبُّ الولد، فسمياه عبد الحارث فذلك قوله تعالى {جعلا له شركاء فيما آتاهما}).

وأبلغ ردٍّ على شيخ الوهابية يأتي من ألسنة أهل تقديسهم من العلماء؛ فهذا ابن كثير يقول في تفسيره [1] (هذه الآثار متلقاة عن أهل الكتاب)!! وهذا ابن حزم يقول في (الفِصَل في الملل والأهواء والنحل) "وهذا الذي نسبوه إلى آدم من أنه سمى ابنه عبد الحارث خرافة موضوعة مكذوبة… ولم يصح سندها قط، وإنما نزلت الآية في المشركين على ظاهرها".

ونحن نعلم أن ابن عبد الوهاب مغرور يظن نفسه عالما وقد نفخ فيه ذلك طبعه أولا، وأساتذته المستشرقون ثانياً؛ حيث أرادوا منه أن يكون حربة يشوهون بها الإسلام، وشاغلاً للمسلمين عن جهاد اليهود والنصارى بفقهه الهزيل الأعوج، وفقه قومه خوارج نجد – فيشتغل المسلمون بأنفسهم ويستبدلون ذروة سنام الإسلام بدعوى الشرك وعبادة القبور ومحاربتها رغم أن الرسول الكريم قد نص بأن الشيطان أيس أن يعبده المسلمون – وإلا فإن الشرك لا يجوز اعتقاده في الأنبياء عليهم السلام ولا يقع منهم على أي حال، فهم مبرأون منه باتفاق الأمة، والقصة قد ردّها علماء الأمة، وهي كما قال عنها الإمام القرطبي في تفسيره (لا يعوِّل عليها من كان له قلب) [2] ولكن لا أظن أن ابن عبد الوهاب وجد الوقت ليقرأ هذا! فكيف لكُتَيِّب كهذا يحمل مثل هذا الخطأ الفاحش أن يسمى بكتاب التوحيد؟‍.

فهذا الخبر خرافة موضوعة مكذوبة في كتاب العقيدة هذا!والعجب من ذرية ابن عبد الوهاب ودفاعهم عن أبيهم بالباطل؛ فبعد أن اطلع عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ مؤلف الكتاب المسمى “فتح المجيد شرح كتاب التوحيد” على قول ابن كثير المذكور أعلاه وتعليله لضعف الرواية بثلاث علل، فقال عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ بعد كل هذا (وهذا بعيد جداً) [3] هكذا ومن غير دليل!! فيرضى برمي الأنبياء بالشرك، ويرد أقوال العلماء من غير دليل حتى يسلم جدّه من الخطأ!! هذا ويجب أن يُعلم أن ما أخرجه الترمذي (3077) وأحمد (5/11) والحاكم (2/545) والطبري (15513) والديلمي 5308) عن الحسن عن سمرة مرفوعاً هي رواية ضعيفة أنكرها الذهبي في الميزان، فالحسن أحد رواة الحديث مدلس عنعن روايته، وهو لم يسمع من قتادة إلا حديث العقيقة وهو ما عليه الجمهور، وقد صحّ عنه غير هذا في تفسير الآية وفيها عمر بن إبراهيم البصري قال عنه ابن عدي (يروي عن قتادة ما لا يوافق عليه) وقد روى هذا عن قتادة، وقال عنه أبو حاتم: (لا يحتج به) وقال عنه أحمد: (له مناكير)..

في هذا الكتاب المسمى “فتح المجيد شرح كتاب التوحيد” أيضاً إعجاب بفكر اليهود وعقيدتهم الفاسدة حين ذكر قول الحبر اليهودي (يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع..الخ) فقال الشيخ في المسألة الثانية "إن هذه العلوم باقية عند اليهود الذين في زمنه عليه السلام لم ينكروها ولم يتأولوها" فعلى زعمه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الرسول الكريم بعدم تكذيب اليهود أو تصديقهم! فانظر بين هذا المنطق العجيب.

2. فهل من الغرابة على من يلمز الأنبياء بالشرك أن يلمز بعد ذلك العلماء، كما فعل محمد بن عبدالوهاب في كُتيبه هذا مع الشيخ البوصيري في باب قول: ما شاء الله وشئت، وذلك لأنه قال في قصيدته العظيمة البردة مخاطباً الرسول الكريم:




يا سيد الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العممِ


ولو كان الشيخ فقيها لعلم أن هذا ليس بشرك إلا في فقه الخوارج الأعوج، فقد ثبت بالأحاديث الصحيحة أن الناس يوم القيامة يتدافعون إلى الأنبياء عليهم السلام ليشفعوا لهم، فيتدافعها الأنبياء إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فيتقدم فيقال له (اشفع تشفَّع وسل تعطه) رواه أغلب أهل الحديث عن عدد من الصحابة، فهل يكون البوصيري الفقيه مشركاً بقوله إنه ليس له من يلوذ به يوم القيامة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهذا حكم باطل بالشرك على عالم مسلم في كتاب العقيدة هذا!ثم كيف لا يطلب الغوث والعون والنصر من النبي صلى الله عليه وسلم وهو حي، مع أن إمامهم ابن تيمية يقول في التوسل والوسيلة ص 145 (وقد مضت السنة أن الحيّ يطلب منه الدعاء كما يطلب منه سائر ما يقدر عليه)! واستناد الشيخ إلى مثل هذه الروايات الباطلة هو دليله لاستحلال دماء الموحدين، وقد بوَّب باباً كاملاً في كتابه هذا بعنوان (ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان) ليكون ذلك مستنده في إباحة دماء المسلمين فليتنبّه!

هذا ولا بدّ أن نشير إلى أن بعض مؤلفات الشيخ المطبوعة مؤخراً تعرضتلكثير من عمليات التجميل؛ زيادة ونقصاناً من المحققين والمراجعين، وعسى أن يتمكن بعض المخلصين من إخراج ذلك في دراسة وافية.

وبالله عليكم أيها الوهابية هل تبنون عقيدتكم على أحاديث الكذَّابين والوضَّاعين، والضعفاء والمتروكين، والمجهولين، بل وروايات ليس لها أصل في كتب الحديث، وتتركون المحكم من كلام ربِّ العالمين والثابت الشهير من كلام سيِّد المرسلين!!
______________________________
[1] تفسير ابن كثير – المجلد الثاني – ص ٢٨٧
[2] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، تفسير سورة الأعراف، آية ١٩٠.
[3] فتح المجيد شرح كتاب التوحيد – ص ٤٥٤




كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة الإثنين 20 أبريل - 20:55:53

اعلم أخي المسلم أن من الفرق الضالة فرقة بدأت منذ ٢٥٠ سنة وهي الفرفة الوهابية المجسمة التكفيرية. وهذه الفرقة تنسب لله الجسم والأعضاء والتحرك والتحيز والحد وهذا كله مخالف للقرءان والحديث. وهذا بالاضافة الى فتاويهم الكفرية كقول ابن تيمية أن "الله جالس على العرش ويجلس محمدا معه" في فتاويه وكذلك فتاويهم التكفيرية كقولهم "تقليد المذاهب من الشرك" كما في كتابهم المسمى "الدين الخالص" للقنوجي المجسم. وتكفيرهم لعامة المسلمين وعلمائهم كما في كتابهم المجموع المفيد من عقيدة التوحيد" حيث يعددون بتكفير الدول الاسلامية حتى انهم ينسبون الشرك لحواء عليها السلام.

ولكن الكثير من الناس لا يعرفون أن الوهابية يظهرون باسماء مثل السلفية او التوحيد أو أهل الحديث أو غير ذلك والسبيل للمعرفة هو تحصيل علم الدين وعلم العقيدة الاسلامية التي تنزه الله عن الجسم والحد والمكان. قال الامام أبو جعفر الطحاوي السلفي رحمه الله: "ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر".

وقال مفتي الشافعية ورئيس المدرسين في مكة أيام السلطان عبد الحميد الشيخ أحمد زيني دحلان في كتابه "الدرر السنية في الرد على الوهابية" صحيفة 46 :"وكان محمد بن عبد الوهاب يقول:"إني أدعوكم إلى التوحيد وترك الشرك بالله وجميع ما هو تحت السبع الطباق مشرك على الإطلاق ومن قتل مشركًا فله الجنة" انتهى.






كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

م11 رد: احقاق الحق وابطال الباطل...( متجدد )

مُساهمة من طرف كنزالمعرفة الأربعاء 22 أبريل - 15:08:22

رحلة التطرف من التكفير إلى التفجير



بسم الله الرحمن الرحيم

عبر امتدادات التاريخ الإسلامي، كان المتطرفون أقل من القليل، وأذلّ من الذليل، منبوذين، ملاحقين، مرفوضين من جمهور الأمة، فأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله لا تجتمع على ضلالة.

ثم إن أعظم نعم الله علينا هي نعمة الإيمان، فبها تكون النجاة من الخلود الأبدي في نار جهنَّم. والإيمان لا يثبت إلا باعتقاد العقيدة التي دعا إليها كل الأنبياء من أوَّلهم آدم إلى خاتمهم محمَّد عليهم الصلاة والسلام.
وهذه العقيدة هي نفسها التي أعز الله بها المسلمين الأوائل من السلف الصالح إلى الخلف الصالح، حتى وصلت إلينا ناصعة بيضاء واضحة، مؤيَّدة بالأدلة والبراهين العقلية والنقلية.

ولقد تميزت عقيدة المؤمنين الأوائل بالاعتدال ونبذ التطرف وعدم تكفير أحد من أهل القبلة بذنب ما لم يستحلَّه، فلم يعتبر المسلمون من ارتكب معصية ولو كانت من الكبائر كافرًا يحلّ دمه، وعلى هذا كان السلف الصالح. كما لم تحثّ على الانحلال وارتكاب الذنوب، بل من قواعدها أن المؤمن يكون بين الخوف والرجاء، يخاف عقاب الله له على ذنوبه، ويرجو مغفرته لذنبه.
ولم تُبِح إنزال العقوبة بالمذنب في الغالب إلا للحاكم ومن يفوّضه من القضاة حتى لا يكون الأمر فوضى، فكفلت حفظ المجتمعات من الظلم ومن استباحة دماء الأبرياء.
هذا وإن مرَّت البلاد في مراحل انتشر فيها ظلم، فمردّ ذلك إلى أن بعض الحكام لم يطبّق التعاليم الدينية الصحيحة.

أما حين يطبقونها فسرعان ما تظهر الآثار الحسنة على المجتمعات، بَيْدَ أنه لم تسلم بلاد المسلمين من فرق شذّت فانحرفت عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك لجريان عادة الله في خلقه، أن جعلهم على أهواء مختلفة وآراء متباينة، فمنهم من يعجبه العيش في كنف مجتمع هادئ مطمئن، ومنهم من يميل إلى الشذوذ والتشدّد في غير محله إلى حدّ اتهام الآخر بما يبيح به لنفسه ماله ودمه، ومنهم من يميل إلى الانحلال والتسيّب.
فالفريقان الثاني والثالث هما طرفا إفراط وتفريط، والفريق الأول طرف الاعتدال والوسطية.
إن معاناة المجتمعات الإسلامية من المتطرفين الغلاة وعلى مر العصور قد تراوحت بين مد وجزر تقوى حينًا، وتضعف أحيانًا، فكلما اشتد سعي علمائنا في نشر تعاليمهم بين العامة زادت العوائق في وجه انتشار التطرف، لأن المواجهة تصبح بين فئة قليلة منحرفة وبين عامة المسلمين. وكلما شاع الجهل وجد التطرف له سبيلاً هيّنًا لغزو فكر البعض ليكونوا أداة تهديم لبلادهم، لذلك ينبغي الإسراع لتحصين أمثال هؤلاء، والوصول إليهم لحمايتهم قبل أن يصل إليهم المتطرفون.




وتجدر الإشارة إلى أن أهل التطرف يحتجون بآيات من القرآن وأحاديث نبوية يحملونها على غير محملها للإيقاع بالناس.
فالطالب الذي لم تتأسس عنده المعارف الأولية التي يميّز بها بين ما يوافق العقل والنقل وبين الشبهات التي يدّعيها أهل الغلو حجة، قد يقول في نفسه: هؤلاء يحتجون بالقرآن والحديث، فلا بد أن يكونوا على الحق، فيكون عرضة للانجراف في تيار التطرف والغلو، وهو يظن بنفسه أنه يلتزم بالشرع الإسلامي ويخدم دينه.
لذلك أقول بكل صراحة: إن رفع شعار إغناء الجامعات والمعاهد بتعددية العقائد المتناقضة ومن ثم ترك الخيار للطلاب لانتقاء ما يعجبهم، دون بيان أحقية المنهج المعتدل وسبل معرفته وبيان مفاسد عقائد الفرق الشاذة، هو مقدمة لتفريق الطلاب الذين تعقد عليهم الآمال بقيادة البلاد في المستقبل موحدة آمنة مستقرة. فالاختيار مسموح حيث أباح الشرع الحنيف، كاختيار مسألة فقهية اختلف فيها مجتهدان، أما إعطاء الخيار لطالب العلم بين أمر أجمعت عليه الأئمة استنادًا للأدلة الشرعية من القرآن والسنة وأمر آخر يناقضه، فهذا فَتْحُ باب من أبواب الفساد.
فينبغي تسليك طالب العلم مسلكًا واضحًا يوصله إلى طريق السلامة، ألا وهو المسلك الذي سلكه النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام لصحابته الكرام، فتآلفت قلوبهم، واتحدت جهودهم، لهدف واحد، فنشروا العلم والمعرفة في كثير من البلاد، ونفعوا كثيرًا من العباد.

وهذا الطريق نفسه الذي سلكه علماؤنا الأفاضل على مرّ الزمان، وهو ما عليه السواد الأعظم من الأمة على مدار أربعة عشر قرنًا، فلمَ السعي للتغيير الآن؟ لتغيير عقيدتنا المأخوذة أصلاً بالسند المتصل عن السلف الصالح إلى عقائد جديدة وغريبة عن مجتمعاتنا مما يثير الريب والقلاقل بين أفراد المجتمع الواحد.

فالعقيدة الأشعرية ومثلها الماتريدية هي العقيدة التي كان ولا يزال عليها جمهور الأمة المحمدية حكامًا ومحكومين، علماء وعامة، فالتشكيك بهما ووصمهما بما ليس فيهما تحت عنوان التجديد أو اللامذهبية أو اتّباع السلف ما هو إلا محاولة للدخول على من لم يحصّن نفسه بالعلوم الضرورية لحفظ عقيدته، ومن ثَمَّ نشر الغلو والتطرف في العامة، وتفتيت المجتمعات بجعل أفرادها أعداءً لا إخوانًا.

وإذا نُحِّي الماضي جانبًا وبُحث في العصر الحديث، ودُرست ظاهرة جماعات التكفير المطلق في ظل تشنجات الدول المتصادمة معهم كفعل وردة فعل، سيظهر أنه لا بد من التنبيه إلى خطورة ما يجري على الساحة الإسلامية من تضليل لكثير من الشباب المتحمّس تحت شعار ودعوى الدعوة إلى الحكم بما أنزل الله.
وقد سبَّب هذا النوع من التطرف للوطن العربي سلسلة حوادث دموية بدأت في مصر مرورًا بسوريا ولبنان والأردن والجزائر والمغرب واليمن وغيرها، وأخذ الخراب يتوسع والتفجيرات تنتقل من قطار إلى مطار إلى أسواق شعبية، تطال المواطنين والضباط وأفراد القوى الأمنية وغيرهم باسم الإسلام كذبًا وزورًا.

وفي أواخر القرن العشرين نشأت ناشئة في بعض البلاد الإسلامية تعتنق مذهب الخوارج من جديد، فوجدنا من يعتقد كُفْرَ من يرتكب معصية من المعاصي، بل منهم من كفَّر جميع المسلمين وإن صلوا وصاموا وزكوا وحجوا، باعتبارهم ليسوا من جماعتهم، وحكموا على مجتمعات المسلمين المعاصرين بأنها مجتمعات جاهلية، ومن ثَمَّ حكموا على ديارهم الإسلامية بأنها دار كفر؛ والعياذ بالله تعالى من الضلال والإضلال، فكفَّروا الحاكم والمحكومين، مستشهدين بقول الله تعالى:﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ [القصص/8].

وهذه الحركات المتعددة جماعات منفصلة ومستقلة بعضها عن بعض، لا تربطها في بعض الأحيان جبهة ظاهرة موحدة ولا قيادة مركزية رغم التشابه والتماثل في ما بينها، وفي أحيان أخرى تربطها جبهة أو جبهات موحدة وهيكليات تنظيمية تحمل الطابع الإقليمي أحيانًا، والطابع الدولي أحيانًا أخرى، وفي أحوال عديدة تستغل بعض الدول هؤلاء الشبان لتوظيفهم لحسابها.

وعليه، فإن هذا التطرف القائم في هذه المجموعات ما هو إلا امتداد لجذور ابتدأت من الخوارج وإفرازاتها الخطيرة، حيث قام مبدؤهم على فكرة الحاكمية، وتقول هذه النظرية: إن من حكم بغير الإسلام ولو في مسألة واحدة فهو كافر مطلقًا من غير تفصيل.

ومن تأمل لا يجد سلفًا لهؤلاء إلا طائفة يقال لها البيهسية[1] منفردين عن سائر فرق الخوارج بقولهم: إن الملِك إذا حكم بغير الشرع صار كافرًا ورعاياه كفارًا من تابعه ومن لم يتابعه.

نسـتخلص من ذلك كله أن الأفكار تتكرَّر، وأن الأسماء هي التي تتغير. ثم إن من دواعي التطرفِ الإفراطَ في الدين والجهلَ به، وبعض هذا يوقع في الكفر، كمن حرم أن تذبح المرأة الحائض الشاة مثلاً، أو أن تطبخ الطعام، أو ادّعاء أن سيدنا محمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَعْلَمُ كلَّ ما يعلمه الله، والعياذ بالله.

أما التفريط في الدين فسببه أيضًا الجهل بالشريعة، وينتج عنه مثلاً تحريف لفظ الجلالة الله عند بعض أدعياء التصوف، وإبدال كلمة الله بلفظ اللا أو آه، أو التيمم بغبار مقاعد السيارة أو سجادة العتبة بداعي عدم وجود التراب، وهذا حرام.

وبعض التفريط يصل إلى الخروج من الدين كالطعن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتنقيص لقدره الشريف.
ولْيُعلم أن الانقضاض على الأمة الإسلامية وانتهاك مقدساتها، وتفتيت وحدة أراضيها، وشرذمة مجتمعاتها عبر إفساد عقائد بَنِيها أو تشريدهم وتقتيلهم كان دومًا هدفًا رئيسًا للغزو الاستعماري الغاشم لبلادنا من قبل القوى الحاقدة على الإسلام والمسلمين منذ البعثة المحمدية.

فالهجمات الاستعمارية الشرسة كانت الغاية منها محاربة الإسلام ومقاتلة أتباع النبي الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.

ولا ينبغي لنا أن نَغفل عن دور الحركة الصهيونية في نشر المكائد وبث بذور التفرقة بين المسلمين سابقًا وحديثًا، وبعض متطرفي هذا الزمن عرفوا أو لم يعرفوا يمثلون امتدادًا لأفكار واعتقادات ومخططات ومكائد يهود خيبر وخوارج الماضي.

فمن هنا، كان تعاظم نمو الحركات المتطرفة المتسترة باسم الإسلام في النصف الثاني من القرن العشرين يأتي منسجمًا تمام الانسجام مع ما يخطط له أعداء الأمة من أجل ضربها وإضعافها وزرع بذور الخلاف في صفوفها، وبإمكاننا القول إن هذه الحركات المتطرفة الهدامة هي مرتكز أساس في هذا المخطط الاستعماري التفتيتي.

وقد تعددت الأساليب والوسائل التي يستخدمها أعداء الحق في محاربتهم للإسلام، ولكن الأسلوب الأخطر الذي اتبعه الحاقدون هو أسلوب التشويش على عقائد المسلمين عن طريق استخدام أدواتهم المحليين المنتسبين ظاهرًا إلى الإسلام ممن ألبسوهم زي العلماء ليفسدوا على الناس دينهم، ويموهوا عليهم لنشر عقائد الضلال والفساد باسم العلم والعلماء.
ولا بد من الإشارة إلى أنه ينبغي أن نميز بين التدين الذي هو الالتزام بأحكام الدين والتطرف الذي هو غلو وتجاوز وبُعْد عن معاني الشريعة السَّمحَة، وقد اتضحت الصورة لكثير من الكتَّاب فسارعوا للتحذير من مخاطر المتطرفين المتسترين بالدين، إلا أن بعضًا من المؤلفين والكتَّاب قد أسرفوا كثيرًا في وضع المدلولات للتطرف، ورموا به الكثيرين من محبي الالتزام بأحكام الشرع الحنيف، فاتحين ثغرة يتسلل عبرها أدعياء التدين من المتطرفين، حيث يتوجهون إلى العوام محبي الدين ويصورون لهم هؤلاء الكتَّاب كأعداء الإسلام، بينما يصورون أنفسهم مدافعين عنه مجاهدين لنشره محاربين لذلك، فيكسبون عطف العوام ومؤازرتهم ليتمكنوا رويدًا رويدًا فيما بعد من دس سمومهم في عقولهم وعقائدهم.
فكان من المناسب والضروري التنبيه إلى خطورة رمي محبّي الالتزام بأحكام الشرع الحنيف باسم التطرف، لمخالفته الصواب والحقّ، ولأنه يتّخذ سلّمًا وذريعة من قبل المتطرفين أنفسهم لتعميم نظرة التشاؤم لدى محبي الدين، وأخذهم بالاتجاه الذي يخطّطون له.
إن المتطرف إنسان يبحث عن الآراء والأفكار المتشددة البعيدة عن الصواب ويحاول إلزام الناس بها بالتمويه والتعمية والاستدراج مستغلًا الجهل حينًا، وبعض الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أحيانًا، مع لفت الانتباه إلى أن العديد من التنظيمات المتطرفة انطلقت شرارتها الأولى من صفوف الدراسة في المدارس والجامعات، والفراغ الذي يعانيه الكثير من الشباب، وضعف التوعية السليمة، وعدم نشر مفاهيم الإسلام المعتدلة التي تشكل حصنًا حقيقيًّا في وجه المبادئ المتطرفة ومضامين الغلو ومظاهره.

فالتطرف بكل أشكاله يخفي وراءه الحقيقة التي تؤكد وجود خطر أسود وداهم ومدمر.
وإن جزءًا من خطر جماعات التطرف يكمن في تسمياتها، فهي تطلق على نفسها أسماء رنانة لا تعكس مضمونها المتطرف لترويج بضاعتها الفاسدة، وأفكارها المسمومة من خلال التستر باسم الإسلام.
كما أن المراقب لخط سير التطرف المتستر بالإسلام يجد أننا قد دخلنا مرحلة خطرة جدًّا.
فلقد أصبح القتل عندهم عادة يقومون بها بكل سهولة ويسر وأعصاب باردة ونفس لا تعرف الرحمة، وبفكر تحريضي بغيض وحقد دفين.




والله تعالى اعلم واحكم.




كنزالمعرفة
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 262
تاريخ الميلاد : 01/01/1970
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى