ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء السادس من تفسير سورة الحج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء السادس من تفسير سورة الحج  Empty الجزء السادس من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 27 مايو - 15:10:09

الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ
أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا
اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ
لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا
اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ
اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 .
قال العَوفي، عن ابن عباس: نـزلت في محمد وأصحابه حين أخرجوا من مكة.
وقال غير واحد من السلف الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP هذه أول آية نـزلت في الجهاد، واستدل بهذه الآية بعضهم على أن السورة مدنية، وقاله مجاهد، والضحاك، وقتادة، وغير واحد.
وقال ابن جرير: حدثني يحيى بن داود الواسطي: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن
سفيان، عن الأعمش، عن مسلم -هو البَطِين-عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس
قال: لما أخرج الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم. إنا لله وإنا
إليه راجعون، ليهلكُن. قال ابن عباس: فأنـزل الله عز وجل: ( أُذِنَ
لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى
نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) ، قال أبو بكر، رضي الله تعالى عنه: فعرفت أنه
سيكون قتال.
ورواه الإمام أحمد، عن إسحاق بن يوسف الأزرق، به الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP وزاد: قال ابن عباس: وهي أول آية نـزلت في القتال.
ورواه الترمذي، والنسائي في التفسير من سننيهما، وابن أبي حاتم الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
من حديث إسحاق بن يوسف -زاد الترمذي: ووَكِيع، كلاهما عن سفيان الثوري،
به. وقال الترمذي: حديث حسن، وقد رواه غير واحد، عن الثوري، وليس فيه ابن
عباس الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
وقوله: ( وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) أي: هو قادر على
نصر عباده المؤمنين من غير قتال، ولكن هو يريد من عباده أن يبلوا الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP جهدهم في طاعته، كما قال: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 فَإِذَا
لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا
أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا
فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ
اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ
وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ محمد: 4 -6 ]، وقال تعالى: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ التوبة : 14 ، 15 ]، وقال: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 أَمْ
حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ
جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ
وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ التوبة: 16 ]، وقال: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ [اللَّهُ] الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ آل عمران: 142 ]، وقال: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ محمد: 31 ].
والآيات في هذا كثيرة؛ ولهذا قال ابن عباس في قوله: ( وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) وقد فعل.
وإنما شرع [الله] الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
تعالى الجهاد في الوقت الأليق به؛ لأنهم لما كانوا بمكة كان المشركون أكثر
عددًا، فلو أمرَ المسلمين، وهم أقل من العشر، بقتال الباقين الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
لشَقَّ عليهم؛ ولهذا لما بايع أهلُ يثرب ليلة العقبة رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وكانوا نيفا وثمانين، قالوا: يا رسول الله، ألا نميل على أهل
الوادي -يعنون أهل مِنَى-ليالي مِنى فنقتلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم "إني لم أومر بهذا". فلما بَغَى المشركون، وأخرجوا النبي صلى الله
عليه وسلم من بين أظهرهم، وهموا بقتله، وشردوا أصحابه شَذرَ مَذَر، فذهب الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
منهم طائفة إلى الحبشة، وآخرون إلى المدينة. فلما استقروا بالمدينة،
ووافاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، واجتمعوا عليه، وقاموا بنصره وصارت
لهم دار إسلام ومَعْقلا يلجؤون إليه -شرع الله جهاد الأعداء، فكانت هذه
الآية أول ما نـزل في ذلك، فقال تعالى: ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ *
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقّ )
قال العَوْفي، عن ابن عباس: أخرجوا من مكة إلى المدينة بغير حق، يعني: محمدًا وأصحابه.
( إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) أي: ما كان لهم إلى قومهم إساءة، ولا كان لهم ذنب إلا أنهم عبدوا الله الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP وحده لا شريك له. وهذا استثناء منقطع بالنسبة إلى ما في نفس الأمر، وأما عند المشركين فهو أكبر الذنوب، كما قال تعالى: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ الممتحنة: 1 ]، وقال تعالى في قصة أصحاب الأخدود: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ البروج: 8 ]. ولهذا لما كان المسلمون يرتجزون في بناء الخندق، ويقولون:

لا هُــمّ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP لَــولا أنتَ مــا اهتَدَينا


وَلا تَصَدّقْـَـنــــا وَلا صَلَّينَـــا

فَــأنـزلَــنْ سَـكينَــةً عَلَـينَـا


وَثَبّـــت الأقْـــدَامَ إنْ لاقَـينَــا

إنّ الألَـى قـــد بَغَـــوا عَلَيـنَـا


إذَا أرَادوا فتْــنَـــــةً أبَـيْنَـــا الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
فيوافقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول معهم آخر كل قافية، فإذا
قالوا: "إذا أرادوا فتنة أبينا" ، يقول: "أبينا" ، يمد بها صوته.
ثم قال تعالى: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ )
أي: لولا أنه يدفع عن قوم بقوم، ويكشفُ شَرّ أناس عن غيرهم، بما يخلقه
ويقدره من الأسباب، لفسدت الأرض، وأهلك القوي الضعيف.
( لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ ) وهي المعابد الصغار للرهبان، قاله ابن عباس، ومجاهد، وأبو العالية، وعكرمة، والضحاك، وغيرهم.
وقال قتادة: هي معابد الصابئين. وفي رواية عنه: صوامع المجوس.
وقال مقاتل بن حَيَّان: هي البيوت التي على الطرق.
( وَبِيَعٌ ) : وهي أوسع منها، وأكثر عابدين فيها. وهي للنصارى أيضًا. قاله أبو العالية، وقتادة، والضحاك، وابن الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP صخر، ومقاتل بن حيان، وخُصَيف، وغيرهم.
وحكى ابن جبير عن مجاهد وغيره: أنها كنائس اليهود. وحكى السدي، عمن
حَدّثه، عن ابن عباس: أنها كنائس اليهود، ومجاهد إنما قال: هي الكنائس،
والله أعلم.
وقوله: ( وَصَلَوَاتٌ ) : قال العوفي، عن ابن عباس: الصلوات: الكنائس.
وكذا قال عكرمة، والضحاك، وقتادة: إنها كنائس اليهود. وهم يسمونها صَلُوتا.

وحكى السدي، عمن حدثه، عن ابن عباس: أنها كنائس النصارى.
وقال أبو العالية، وغيره: الصلوات: معابد الصابئين.
وقال ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد: الصلوات: مساجد لأهل الكتاب ولأهل الإسلام بالطرق. وأما المساجد فهي للمسلمين.
وقوله: ( يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ) فقد قيل: الضمير في
قوله: ( يُذْكَرَ فِيهَا ) عائد إلى المساجد؛ لأنها أقرب المذكورات.
وقال الضحاك: الجميع يذكر فيها اسم الله كثيرا.
وقال ابن جرير: الصوابُ: لهدمت صوامع الرهبان وبِيعُ النصارى وصلوات
اليهود، وهي كنائسهم، ومساجد المسلمين التي يذكر فيها اسم الله كثيرا؛ لأن
هذا هو المستعمل المعروف في كلام العرب.
وقال بعض العلماء: هذا تَرَقٍّ من الأقل إلى الأكثر إلى أن ينتهي إلى
المساجد، وهي أكثر عُمَّارا وأكثر عبادا، وهم ذوو القصد الصحيح.
وقوله: ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ) كقوله الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP تعالى: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ محمد: 7 ، 8 ].
وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) وَصَف نفسه بالقوة والعزة،
فبقوته خلق كل شيء فقدره تقديرا، وبعزته لا يقهره قاهر، ولا يغلبه غالب، بل
كل شيء ذليل لديه، فقير إليه. ومن كان القويّ العزيز ناصرَه فهو المنصور،
وعدوه هو المقهور، قال الله تعالى: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ الصافات: 171 -173 ] وقال [الله] الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP تعالى: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ المجادلة: 21 ].
الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 الَّذِينَ
إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ
عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41) الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 .
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو الربيع الزَّهْرَاني، حدثنا
حماد بن زيد، عن أيوب وهشام، عن محمد قال: قال عثمان بن عفان: فينا نـزلت: (
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا
الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ) ،
فأخرجنا من ديارنا بغير حق، إلا أن قلنا: "ربنا الله" ، ثم مُكنّا في
الأرض، فأقمنا الصلاة، وآتينا الزكاة، وأمرنا بالمعروف، ونهينا عن المنكر،
ولله عاقبة الأمور، فهي لي ولأصحابي.
وقال أبو العالية: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال الصباح بن سوادة الكندي: سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب وهو يقول: (
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ ) الآية، ثم قال: إلا أنها ليست
على الوالي وحده، ولكنها على الوالي والمولى عليه، ألا أنبئكم بما لكم على
الوالي من ذَلكم، وبما للوالي عليكم منه؟ إن لكم على الوالي من ذلكم أن
يؤاخذكم بحقوق الله عليكم، وأن يأخذ لبعضكم من بعض، وأن يهديكم للتي هي
أقوم ما استطاع، وإن عليكم من ذلك الطاعة غير المبزوزة ولا المستكرهة، ولا
المخالف سرها علانيتها.
وقال عطية العوفي: هذه الآية كقوله: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ [كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ] الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ النور: 55 ].
وقوله: ( وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ ) ، كقوله تعالى الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ القصص: 83 ].
وقال زيد بن أسلم: ( وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ ) : وعند الله ثواب ما صنعوا.
الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) فَكَأَيِّنْ
مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى
عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) أَفَلَمْ
يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ
آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ
تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 .
يقول تعالى مسليا نبيَّه محمدا صلى الله عليه وسلم في تكذيب من خالفه من
قومه: ( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ )
إلى أن قال الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP : ( وَكُذِّبَ مُوسَى ) أي: مع ما جاء به من الآيات البينات والدلائل الواضحات.
(فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ) أي: أنظرتهم وأخرتهم، ( ثُمَّ
أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ) أي: فكيف كان إنكاري عليهم،
ومعاقبتي لهم؟!
ذكر بعض السلف أنه كان بين قول فرعون لقومه: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ النازعات: 24 ]، وبين إهلاك الله له أربعون سنة.
وفي الصحيحين عن أبي موسى، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه"، ثم قرأ: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ هود: 102 ] الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
ثم قال تعالى: ( فَكَأَيِّنْ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ) أي: كم من قرية أهلكتها [( وَهِيَ ظَالِمَةٌ )] الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP أي: مكذبة لرسولها، ( فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ) قال الضحاك: سقوفها، أي: قد خربت منازلها وتعطلت حواضرها.
( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ) أي: لا يستقى منها، ولا يَرِدُها أحد بعد كثرة وارديها والازدحام عليها.
( وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) قال عكرمة: يعني المُبَيّض بالجص.
وروي عن علي بن أبي طالب، ومجاهد، وعطاء، وسعيد بن جبير، وأبي المَلِيح، والضحاك، نحو ذلك.
وقال آخرون: هو المُنيف المرتفع.
وقال آخرون: الشديد المنيع الحصين.
وكل هذه الأقوال متقاربة، ولا منافاة بينها، فإنه لم يَحْمِ أهله شدة
بنائه ولا ارتفاعه، ولا إحكامه ولا حصانته، عن حلول بأس الله بهم، كما قال
تعالى: الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B2 أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  B1 [ النساء: 78 ].
وقوله: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ ) أي: بأبدانهم وبفكرهم أيضا،
وذلك كاف، كما قال ابن أبي الدنيا في كتاب "التفكر والاعتبار" :
حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا سَيَّار، حدثنا الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
جعفر، حدثنا مالك بن دينار قال: أوحى الله تعالى إلى موسى، عليه السلام،
أن يا موسى، اتخذ نعلين من حديد وعصا، ثم سِحْ في الأرض، واطلب الآثار
والعبر، حتى تتخرق النعلان الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP وتكسر العصا.
وقال ابن أبي الدنيا: قال بعض الحكماء: أحْيِ قلبك بالمواعظ، ونَوِّره
بالفِكْر، ومَوِّته بالزهد، وقَوِّه باليقين، وذَلِّلْـهُ بالموت الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP ، وقرِّره بالفناء الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP ، وبَصِّره فجائع الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP الدنيا، وحَذِّره صولةَ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP الدهر وفحش تَقَلُّب الأيام، واعرض عليه أخبار الماضين، وذكره ما أصاب الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP من كان قبله، وسِرْ في ديارهم وآثارهم، وانظر ما فعلوا، وأين حَلُّوا، وعَمَّ انقلبوا.
أي: فانظروا الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP ما حل بالأمم المكذبة من النقم والنكال ( فَتَكُونَ الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ) أي:
فيعتبرون بها، ( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى
الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) أي: ليس العمى عمى البصر، وإنما العمى
عمى البصيرة، وإن كانت القوة الباصرة سليمة فإنها لا تنفذ إلى العبر، ولا
تدري ما الخبر. وما أحسن ما قاله بعض الشعراء في هذا المعنى -وهو أبو محمد
عبد الله بن محمد بن سارة الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP الأندلسي الشَّنْتَريني، وقد كانت وفاته سنة سبع عشرة وخمسمائة:




يـا مَـن يُصيخُ إلى دَاعي الشَقَاء, وقَد


نَـادَى بـه الناعيَان: الشـيبُ والكـبَرُ

إن كُـنتَ لا تَسْـمَع الذكْرَى, ففيم تُرَى


فـي رَأسـك الوَاعيان: السمعُ والبَصَرُ?

ليسَ الأصَـمّ ولا الأعمَى سـوَى رَجُل


لـم يَهْــده الـهَاديان: الـعَينُ والأثَرُ

لا الدّهر يَبْـقَى وَلا الدنيا, وَلا الفَلَك الـ


أعـلى ولا النَّـيّران: الشَّـمْسُ وَالقَمَرُ

لَيَرْحَـلَنّ عَـن الـدنيـا, وَإن كَرِهـا الجزء السادس من تفسير سورة الحج  MARGNTIP


فرَاقهـا, الثاويـان: البَـدْو والحَـضَرُ



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس من تفسير سورة الحج  Empty رد: الجزء السادس من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف الزعيم الجمعة 27 مايو - 15:35:42

شكرا جزيلا على الموضوع




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس من تفسير سورة الحج  Empty رد: الجزء السادس من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 27 مايو - 15:43:48

نورتم
الموضوع بردكم شكرا جزيلا




اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس من تفسير سورة الحج  Empty رد: الجزء السادس من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 23:01:20

جزاك الله خيرا على الموضوع




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 40

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى