ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصيدة نزار قباني التي القاها في قمة جامعة الدول العربية المنعقدة آنذاك بتونس

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

قصيدة نزار قباني التي القاها في قمة جامعة الدول العربية المنعقدة آنذاك بتونس Empty قصيدة نزار قباني التي القاها في قمة جامعة الدول العربية المنعقدة آنذاك بتونس

مُساهمة من طرف achraf2612 الإثنين 11 أغسطس - 20:44:44

تونس الخضراء

ياتونس الخضراء جئتك عاشقاً *** وعلى جبيني وردة وكتابُ
إنّي الدّمشقيّ الذي احترف الهوى*** فاخضوضرتْ بغنائه الأعشابُ
أحرقت من خلفي جميع مراكبي *** إنّ الهوى ألا يكون إيابُ
أنا فوق أجفان النّساء مكسر*** قطع فعمري الموج والأخشابُ
لم أنسَ أسماء النساء وإنما *** للحسن أسباب ولي أسبابُ
ياساكنات البحر في قرطاجة *** جف الشذى وتفرق الأصحابُ
أين اللواتي حبهن عبادة *** وغيابهن وقربهن عذابُ
اللابسات قصائدي ومدامعي*** عاتبتهن فما أفاد عتابُ
أحببتهن وهن ما أحببنني*** وصدقتهن و وعدهن كذابُ
إني لأشعر بالدوار فناهد *** لي يطمئن وناهد يرتابُ
هل دولة الحب التي أسستها *** سقطت علي وسددت الأبوابُ
تبكي الكؤوس ، فبعد ثغر حبيبتي*** حلفت بألا تُسكر الأعنابُ
أيصدني نهد تعبت برسمه؟ *** وتخونني الأقراط والأثواب؟
ماذا جرى لممالكي وبيارقي *** أدعو رباب فلا تجيب رباب؟
أأحاسب امرأة على نسيانها *** ومتى استقام مع النساء حسابُ
ما تبت عن عشقي ولا استغفرته*** ما أسخف العشاق لو هم تابوا
قمر دمشقي يسافر في دمي*** وبلابل وسنابل وقبابُ
الفلّ يبدأ من دمشق بياضُه *** وبعطرها تتطيب الأطيابُ
والماء يبدأ من دمشق فحيثما *** أسندّتَ رأسك جدول ينسابُ
والشعر عصفور يمد جناحه *** فوق الشآم وشاعر جواّبُ
والحب يبدأ من دمشق فأهلنا *** عبدوا الجمال وذوبوه وذابوا
والخيل تبدأ من دمشق مسارها *** وتشد للفتح الكبير ركابُ
والدهر يبدأ من دمشق وعندها *** تبقى اللغات وتحفظ الأنسابُ
ودمشق تعطي للعروبة شكلها *** وبأرضها تتشكل الأحقابُ
بدأ الزفاف فمن تكون مضيفتي *** هذا المساء ومن هو العرّابُ
أأنا مغني القصر يا قرطاجة *** كيف الحضور وما عليّ ثيابُ
ماذا أقول ؟ فمي يفتش عن فمي *** والمفردات حجارة وترابُ
فمآدب عربية .. وقصائد *** همزية .. و وسائد وحبابُ
لا الكأس تنسينا مساحة حزننا *** يوماً ولا كلّ الشراب شرابُ
من أين يأتي الشعر يا قرطاجة *** والله مات وعادت الأنصابُ
من أين يأتي الشعر ؟حين نهارنا *** قمع وحين مساؤنا إرهابُ
سرقوا أصابعنا وعطر حروفنا *** فبأي شيء يكتب الكتّابُ
والحكم شرطي يسير وراءنا *** سراً فنكهة خبزنا استجوابُ
الشعر رغم سياطهم وسجونهم *** ملك وهم في بابه حجّابُ
من أين أدخل في القصيدة يا ترى*** وحدائق الشّعر الجميل خرابُ
لم يبقَ في دار البلابل بلبل*** لا البحتري هنا ولا زريابُ
شعراء هذا اليوم جنسٌ ثالثٌ *** فالقول فوضى والكلامُ ضبابُ
يتكلمون مع الفارغ فما همُ *** عجم إذا نطقوا ولا أعرابُ
اللاهثون على هوامش عمرنا *** سيّان إن حضروا وإن هم غابوا
يتهكمون على النبيذ معتقاً *** وهم على سطح النبيذ ذبابُ
الخمر تبقى إن تقادم عهدها*** خمرا وقد تتغير الأكواب
من أين أدخل في القصيدة ياترى*** والشّمس فوق رؤوسنا سردابُ
إنّ القصيدة ليس ما كتبت يدي *** لكنها ما تكتب الأهدابُ
نار الكتابة أحرقت أعمارنا *** فحياتنا الكبريت والأحطابُ
ما الشعر؟ ما وجع الكتابة ؟ ما الرؤى؟ *** أولى ضحايانا همُ الكتابُ
يعطوننا الفرح الجميل وحظهم *** حظ البغايا ما لهن ثوابُ
ياتونس الخضراء هذا عالم *** يثري به الأميّ والنّصّابُ
فمن الخليج إلى المحيط .. قبائل *** بَطِرَتْ فلا فكر ولا آدابُ
في عصر زيت الكاز يطلب شاعر*** ثوباً وترفل بالحرير ,,,ابُ!!
هل في العيون التونسية شاطىء *** ترتاح فوق رماله الأعصابُ
أنا يا صديقة متعب بعروبتي *** فهل العروبة لعنة وعقابُ؟
أمشي على ورق الخريطة خائفاً *** فعلى الخريطة كلنا أغرابُ
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي *** وأعيد .. لكن ما هناك جوابُ
لولا العباءات التي التفوا بها *** ما كنت أحسب أنهم أعرابُ
يتقاتلون على بقايا تمرة *** فخناجر مرفوعة وحرابُ
قبلاتهم عربية .. من ذا رأى *** فيما رأى قبلاً لها أنيابُ
ياتونس الخضراء كأسي علقم *** أعلى الهزيمة تشرب الأنخابُ؟
وخريطة الوطن الكبير فضيحة *** فحواجز ومخافر وكلابُ
والعالم العربي إما نعجة *** مذبوحة أو حاكم قصّابُ
والعالم العربي يرهن سيفه *** فحكاية الشرف الرفيع سرابُ
والعالم العربي يخزن نفطه *** في خصيتيه وربك الوهابُ
والناس قبل النفط أو من بعده *** مستنزفون فسادة ودوابُ
ياتونس الخضراء كيف خلاصنا *** لم يبقَ من كتب السماء كتاب؟
ماتت خيول بني أمية كلها *** خجلاً وظل الصرف والإعرابُ
فكأنما كتب التراث خرافة *** كبرى فلا عمر . . ولا خطّابُ
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها *** وعزيز مصر بالفصام مصابُ
من ذا يصدق أن مصر تهوّدتْ *** فمقام سيدنا الحسين يبابُ
ما هذه مصر فإن صلاتها *** عبريّة وإمامها كذّابُ
ما هذه مصر فإن سماءها *** صغرت وإن نساءها أسلابُ
إن جاء كافور فكم من حاكم *** قهر الشعوب وتاجه قبقابُ
بحرية العينين ياقرطاجة *** شاخ الزمان وأنت بعد شبابُ
هل لي بعض البحر نصف جزيرة *** أم أن حبي التونسيّ سرابُ
أنا متعب ودفاتري تعبت معي*** هل للدفاتر يا ترى أعصابُ؟
حزني بنفسجة يبللها الندى*** وضفاف جرحي روضة معشابُ
لا تعذليني إن كشفت مواجعي *** وجه الحقيقة ما عليه نقابُ
إن الجنون وراء نصف قصائدي *** أوليس في بعض الجنون صوابُ؟
فتحمّلي غضبي الجميل فربما *** ثارت على أمر السّماء هضابُ
فإذا صرخت بوجه من أحببتهم *** فلك يعيش الحبّ والأحبابُ
وإذا قسوت على العروبة مرة *** فلقد تضيق بكحلها الأهدابُ
فلربما تجد العروبة نفسها *** ويضيء في قلب الظلام شهابُ
ولقد تطير من العقال حمامة *** ومن العباءة تطلع الأعشابُ
قرطاجة ... قرطاجة.. قرطاجة *** هل لي لصدرك رجعة ومتابُ؟
لا تغضبي مني إذا غلب الهوى *** إنّ الهوى في طبعه غلاّبُ
فذنوب شعري كلها مغفورة *** والله جلّ جلاله التوّابُ

نزار قباني



achraf2612
achraf2612
عضو قيد النشاط
عضو   قيد النشاط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 23
تاريخ الميلاد : 26/12/1974
العمر : 49

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى