ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر Empty الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر

مُساهمة من طرف اعصار السبت 28 مايو - 15:44:16

الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B2 ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(4) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ(5)الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B1 وقوله:
( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) أي :إنما فَعلَ الله
بهم ذلك وسَلَّط عليهم رسوله وعباده المؤمنين؛ لأنهم خالفوا الله ورسوله،
وكذبوا بما أنـزل الله على رسله المتقدمين في الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهم يعرفون ذلك كما يعرفون أبناءهم، ثم
قال: ( وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .وقوله
تعالى: ( مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً
عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ) اللين:
نوع من التمر، وهو جيد.قال: أبو عبيدة: وهو ما خالف العجوة والبَرْنِيّ من التمر.وقال كثيرون الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP من المفسرين: اللينة: ألوان التمر سوى العجوة.قال:
ابن جرير: هو جميع النخل. ونقله عن مجاهد: وهو البُوَيرة أيضًا؛ وذلك أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حاصرهم أمر بقطع نخيلهم الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP إهانة لهم، وإرهابًا وإرعابًا لقلوبهم. فروى محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان، وقتادة، ومقاتل بن حيان أنهم قالوا: [فبعث بنو النضير]الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك تنهى عن الفساد، فما بالك تأمر
بقطع الأشجار؟ فأنـزل الله هذه الآية الكريمة، أي: ما قطعتم وما تركتم من
الأشجار، فالجميع بإذن الله ومشيئته وقدرته الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP ورضاه، وفيه نكاية بالعدو الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP وخزي لهم، وإرغام لأنوفهم.وقال مجاهد: نهى بعض المهاجرين بعضًا عن قطع النخل، وقالوا: إنما هي مغانم المسلمين. فنـزل الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
القرآن بتصديق من نهى عن قطعه، وتحليل من قطعه من الإثم، وإنما قطعه وتركه
بإذنه. وقد روي نحو هذا مرفوعًا، فقال النسائي: أخبرنا الحسن بن محمد، عن الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
عفان، حدثنا حفص بن غياث، حدثنا حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن
ابن عباس، في قوله: ( مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا
قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
) قال: يستنـزلونهم من حصونهم وأمروا بقطع النخل، فحاك في صدورهم، فقال
المسلمون: قطعنا بعضًا وتركنا بعضًا، فلنسألن رسول الله صلى الله عليه
وسلم: هل لنا فيما قطعنا من أجر؟ وهل علينا فيما تركنا من وزر؟ فأنـزل
الله: ( مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP < 8-62 > وقال
الحافظ أبو يعلى في مسنده: حدثنا سفيان بن وَكِيع، حدثنا حفص، عن ابن
جريج، عن سليمان بن موسى، عن جابر -وعن أبي الزبير، عن جابر-قال: رخص لهم
في قطع النخل، ثم شدد عليهم فأتوا الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، علينا إثم فيما قطعنا؟ أو
علينا وزر فيما تركنا؟ فأنـزل الله، عز وجل: ( مَا قَطَعْتُمْ مِنْ
لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ
اللَّهِ ) الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP2 . وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن موسى بن عقبة، عن
نافع، عن ابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير
وحَرّق.وأخرجه صاحبا الصحيح من رواية موسى بن عقبة، بنحوه الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP ولفظ البخاري من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال: حاربت الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP النضيرُ وقريظة، فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومَنّ عليهم حتى حاربت قريظة فقتل من رجالهم وقسم الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلا بعضهم لحقوا بالنبي صلى الله
عليه وسلم فأمَّنهم وأسلموا، وأجلى يهود المدينة كلهم بني قينقاع، وهم رهط
عبد الله بن سلام، ويهود بني حارثة، وكلّ يهود بالمدينة.ولهما أيضًا
عن قتيبة، عن الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم حَرّق نخل بني النضير وقطع -وهي البُوَيرةُ-فأنـزل الله، عز وجل
فيه: ( مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى
أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ) الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وللبخاري،
رحمه الله، من رواية جُوَيْرية بن أسماء عن نافع، عن عبد الله بن عمر؛ أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حَرّق نخل بني النضير الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP2 . ولها يقول حسان بن ثابت، رضي الله عنه:

وَهَــان عَــلى سَـراة بنـي لُـؤيّ


حَـــريق بـــالبُوَيْرة مُسْــتَطيرُ
فأجابه أبو سفيان بن الحارث يقول:

أدَام اللــهُ ذلــكَ مــن صَنيــع


وَحَــرّق فــي نَوَاحيهــا السَّـعير

سَـــتَعلم أيُّنــا منْهــا بِــنـزهٍ


وَتَعْلـــمُ أيّ أرْضينَـــا نَضِــيرُ
< 8-63 > كذا رواه البخاري الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP ولم يذكره ابن إسحاق.وقال محمد ابن إسحاق: وقال كعب بن مالك يذكر إجلاء بني النضير وقتل ابن الأشرف:

لَقَــــد خَــزيتالجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIPبغَدْرَتِها الحُبُور


كَــذَاكَ الدهـرُ ذو صَـرْف يَـدُورُ

وَذَلـــك أنَّهــم كفَــرُوا بِــرَبّ


عَظيـــم أمــرُهُ أمــرٌ كَبِــيرُ

وقَــد أوتــوا معًـا فَهمًـا وعلمـا


وَجَــاءهُمُ مــن اللــه النَّذيــرُ

نَذيــر صَــــادق أدّىالجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP كتــابا


وآيــــات مُبَيَّنَــــةً تُنـــيرُ

فقـــالالجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP ما أتيت بــأمر صـدق


وأنـــت بمنكــر منــا جَــديرُ

فقــال: بَــلى لقــد أديـتُ حقًـا


يُصَــدّقني بــه الفَهــم الخَــبيرُ

فَمــن يَتْبعــه يُهــدَ لِكُـل رُشـد


وَمَــن يَكفُــر بـه يُجـزَ الكَفُـورُ

فَلَمَّــا أْشــربُوا غَــدْرًا وكُفْــرًا


وَجَــدّ بهــم عـن الحَـقّ النّفـورُ

أرَى اللــه النبـيّ بِــرَأي صـدْق


وكــانَ اللــه يَحــكُم لا يَجُــورُ

فَــــأيَّدَهُ وَسَـــلَّطَه عَلَيهـــم


وكــانَ نَصــيرهُ نعْـــم النَّصـيرُ

فَغُــودرَ منْهمُــو كَـعـب صريعًـا


فَــذَلَّتْ بعــدَ مَصْرَعـة النَّضــيرُ

عَــلى الكَــفَّين ثــمَّ وقَـدْ عَلَتْـهُ


بأيدينــــا مُشَـــهَّرة ذكُـــورُ

بـــأمْر مُحَـــمَّد إذ دَس لَيـــلا


إلــى كَــعـب أخَـا كَـعب يَسـيرُ

فَمَـــا كَــرَه فَأنـزلَــه بِمَكْــر


وَمحــمودُ أخُــو ثقَــة جَسُــورُ

فَتلْــك بَنُـو النَّضـير بـدار سَـوء


أبَــارَهُمُ بمــا اجــترموا المُبـيرُ

غَــداة أتـاهُمُ فـي الزّحْـف رَهـوًا


رَسُــولُ اللــه وَهـوَ بهـم بَصـيرُ

وَغَسَّـــانُ الحمـــاةُ مُــوازرُوه


عَــلَى الأعـداء وهـو لهـم وَزيـرُ

فَقَــالَ: الســلم ويحــكمُ فَصَـدّوا


وَحَــالفَ أمْـــرَهم كَــذبٌ وَزُورُ

فَذَاقُــوا غــبّ أمْــرهم دَبَــالا


لكُـــلّ ثَلاثَـــة منهُــم بَعــيرُ

وَأجــلوا عَـــامدين لقَينُقَـــاع


وَغُـــودرَ مِنْهُـــم نَخْــل ودُورُالجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
قال: وكان مما الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP قيل من الأشعار في بني النضير قولُ ابن لُقَيم العَبْسيّ -ويقال: قالها قيس < 8-64 > بن بحر بن طريف، قال ابن هشام الأشجعي:

أهــلي فـدَاءٌ لامـرئ غَـير هَـالك


أحَــلّالجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP اليهودَ بالحَسِـي الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP المُزَنَّم

يَقيلُـونَ فـي جَـمْر الغَضـاة وبُدّلُـوا


أهَيضــبَ عــودا بـالوَدي المُكَـمَّم

فــإن يَـكُ ظَنـي صَادقًـا بمُحَــمد


يَـرَوا خَيلَـه بيـنَ الصّـلا وَيَرمْـرَمالجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP

يَـؤمّ بهـا عَمـرو بـنُ بُهثَـةَ إنَّهُـمْ


عَـــدُو مـا حَـيّ صَـديق كمُجْـرم

عَلَيهـنّ أبطـالُ مَسـاعيرُ في الـوَغَى


يَهُــزّونَ أطـرافَ الوَشـيج المُقَـوّم

وكُــلّ رَقيــق الشَّــفرتَين مُهَنَّـدٍ


تُـورثْنَ مـن أزْمـان عـاد وَجُـرْهُمِ

فَمَــن مُبلـغٌ عَنـي قُرَيشًـا رسَـالة


فَهَـلْ بَعـدَهُم فـي المجْـد من مُتَكرّم

بــأنّ أخــاكمُ فــاعلَمنّ مُحَــمَّدًا


تَليـدُ النَّـدى بيـنَ الحَجُـون وزَمْـزَم

فَدينُـوا لـه بـالحقّ تَجْسُـمْ أمُـورُكم


وتَسْـمُوا مـنَ الدنْيـا إلـى كُل مُعْظَم

نبــي تلافَتــه مـنَ اللـه رَحَمـةٌ


ولا تَسْــألُوهُ أمْــرَ غَيـب مُرَجَّـم

فَقَـدْ كـانَ فـي بَـدْر لَعَمْـري عِبرَةٌ


لَكُــم يـا قُـرَيش والقَليـب المُلَمَّـم

غَـدَاة أتَـى فـي الخَزْرَجيَّـةِ عـامِدًا


إليكُــم مُطيعًــا للعَظيــمِ المُكَـرّم

مُعَانًـا بـرُوح القُـدْس يَنْكـي عَـدوه


رَسُـولا مِـنَ الرّحـمن حَقّـا بِمَعْلـم

رَسُـولا مِـنَ الرّحـمن يَتْلُـو كِتابَـهُ


فَلَمّــا أنــارَ الحَــقّ لـم يَتَلعْثَـم

أرَى أمْــرَهُ يَـزْدَادُ فـي كُـلّ مَوْطن


عُلُــوّا لأمــرْ حَمَّـه اللـهُ مُحْـكَمالجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
وقد
أورد ابن إسحاق، رحمه الله، هاهنا أشعارًا كثيرة، فيها آداب ومواعظ وحكم،
وتفاصيل للقصة، تركنا باقيها اختصارًا واكتفاء بما ذكرناه، ولله الحمد
والمنة.قال ابن إسحاق: كانت وقعة بني النضير بعد وقعة أحد وبعد بئر
معونة. وحكى البخاري، عن الزهري، عن عروة أنه قال: كانت وقعة بني النضير
بعد بدر بستة أشهر الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B2
وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ
عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ
عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(6)
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ
السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ
< 8-65 >
الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ
(7)الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B1 يقول تعالى مبينًا لمال الفيء وما صفته؟ وما حكمه؟ فالفيء: كلّ مال أخذ من الكفار بغير الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP قتال ولا إيجاف خيل ولا ركاب، كأموال بني النضير هذه، فإنها مما لم يُوجف المسلمون عليه الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
بخيل ولا ركاب، أي: لم يقاتلوا الأعداء فيها بالمبارزة والمصاولة، بل نـزل
أولئك من الرعب الذي ألقى الله في قلوبهم من هيبة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فأفاءه الله على رسوله؛ ولهذا تصرف فيه كما شاء، فردّه على المسلمين
في وجوه البر والمصالح التي ذكرها الله، عز وجل، في هذه الآيات، فقال: (
وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ ) أي: من بني النضير (
فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ ) يعني: الإبل، (
وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) أي: هو قدير لا يغالب ولا يمانع، بل هو القاهر لكل
شيء.ثم قال: ( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ
الْقُرَى ) أي: جميع البلدان التي تُفتَح هكذا، فحكمها حكم أموال بني
النضير؛ ولهذا قال: ( فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ) إلى آخرها والتي بعدها. فهذه مصارفُ أموال
الفيء ووجوهه.قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن عمرو ومَعْمَر، عن
الزهري، عن مالك بن أوس بن الحَدَثان، عن عمر، رضي الله عنه، قال: كانت
أموال بني النضير مما أفاء الله إلى رسوله مما لم يُوجف المسلمون عليه بخيل
ولا ركاب، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP فكان ينفق على أهله منها نفقة سنته الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP -وقال مَرّة: قوت الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP سنته-وما بقي جعله في الكُرَاع والسلاح في سبيل الله، عز وجل.هكذا أخرجه أحمد هاهنا مختصرًا، وقد أخرجه الجماعة في كتبهم -إلا ابن ماجة-من حديث سفيان، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، به الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP2 وقد رويناه مطولا فقال أبو داود، رحمه الله:حدثنا
الحسن بن علي ومحمد بن يحيى بن فارس -المعنى واحد-قالا حدثنا بشرِ بن
عُمَر الزهراني، حدثني مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن مالك بن أوس قال: أرسل
إليَّ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حين تعالى النهار، فجئته فوجدته
جالسًا على سرير مُفضيًا إلى رُماله، فقال حين دخلت عليه: يا مال، إنه قد
دَفّ أهل أبيات الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP من قومك، وقد أمرت فيهم بشيء، فاقسم فيهم. قلت: لو أمرتَ غيري بذلك؟ فقال: خذه. فجاءه الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP يرفا، فقال: يا أمير < 8-66 >
المؤمنين، هل لك في عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن
العوام، وسعد بن أبي وقاص؟ فقال: نعم. فأذن لهم فدخلوا، ثم جاءه يرفا فقال:
يا أمير المؤمنين، هل لك في العباس وعلي؟ قال: نعم. فأذن لهم فدخلوا، فقال
العباس: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا -يعني: عليًا-فقال بعضهم:
أجل يا أمير المؤمنين، اقض بينهما وأرحهما. قال مالك بن أوس: خُيّل إليَّ
أنهما قَدّما أولئك النفر لذلك. فقال عمر، رضي الله عنه: اتئدا. ثم أقبل
على أولئك الرهط فقال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل
تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا نُورَث، ما تركنا صدقة".
قالوا: نعم. ثم أقبل على عليّ والعباس فقال: أنشدُكُما بالله الذي بإذنه
تقوم السماء والأرض، هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا
نورث، ما تركنا صدقة". فقالا نعم. فقال: فإن الله خص رسوله بخاصة لم يخص
بها أحدًا من الناس، فقال: ( وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ
مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ
اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فكان الله أفاء إلى رسوله أموال بني النضير، فوالله ما
استأثر بها عليكم ولا أحرزها دونكم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأخذ منها نفقة سنة -أو: نفقته ونفقة أهله سنة-ويجعل ما بقي أسوة المال. ثم
أقبل على أولئك الرهط فقال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض:
هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم. ثم أقبل على عليٍّ والعباس فقال: أنشدُكما
بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض: هل تعلمان ذلك؟ قالا نعم. فلما تُوفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: "أنا وليّ رسول الله"، فجئت
أنتَ وهذا إلى أبي بكر، تطلب أنت ميراثك عن ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث
امرأته من أبيها، فقال أبو بكر، رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "لا نورث، ما تركنا صدقة". والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع
للحق. فوليها أبو بكر، فلما توفي قلتُ: أنا وَلِيّ رسول الله صلى الله عليه
وسلم ووليّ أبي بكر، فَوليتها ما شاء الله أن أليها، فجئت أنت وهذا،
وأنتما جَميع وأمركما واحد، فسألتمانيها، فقلت: إن شئتما فأنا أدفعها
إليكما على أنّ عليكما عهد الله أن تلياها بالذي كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يليها، فأخذتماها مني على ذلك، ثم جئتماني لأقضي بينكما بغير
ذلك. والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عَجَزتُما عنها
فَرُدّاها إلي.أخرجوه من حديث الزهري، به الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP2 . وقال الإمام أحمد:حدثنا
عارم وعفان قالا حدثنا معتمر، سمعت أبي يقول: حدثنا أنس بن مالك، عن نبيّ
الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل كان يجعل له من ماله النخلات، أو كما شاء
الله، حتى فُتحَت عليه قريظة والنضير. قال: فجعل يَرُدّ بعد ذلك، قال: وإن
أهلي أمروني أن آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله الذي كان أهله أعطوه
أو بعضه، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم قد أعطاه أمّ أيمن، أو كما شاء
الله، قال: فسألتُ النبي صلى الله عليه وسلم فأعطانيهن، فجاءت أم أيمن
فجعلت الثوبَ في عنقي وجعلت تقول: كلا والله الذي لا إله إلا هو لا
يُعطيكَهُنّ وقد أعطانيهن، أو كما قالت، فقال نبي الله: "لك كذا وكذا".
قال: وتقول: < 8-67 >
كلا والله. قال ويقول: "لك كذا وكذا". قال: وتقول: كلا والله. قال:
"ويقول: لك كذا وكذا". قال: حتى أعطاها، حسبت أنه قال: عشرة أمثال أو قال
قريبًا من عشرة أمثاله، أو كما قال.رواه البخاري ومسلم من طُرُق عن معتمر، به الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وهذه
المصارف المذكورة في هذه الآية هي المصارف المذكورة في خُمس الغَنيمة. وقد
قدمنا الكلام عليها في سورة "الأنفال" بما أغنى عن إعادته هاهنا، ولله
الحمد الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وقوله:
( كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ) أي: جعلنا هذه
المصارف لمال الفيء لئلا يبقى مأكلة يتغلب عليها الأغنياء ويتصرفون فيها،
بمحض الشهوات والآراء، ولا يصرفون منه شيئًا إلى الفقراء.وقوله: (
وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )
أي: مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمر
بخير وإنما ينهى عن شر.قال ابن أبي حاتم: حدثنا يحيى بن أبي طالب،
حدثنا عبد الوهاب، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن العوفي، عن يحيى بن
الجزار، عن مسروق قال: جاءت امرأة إلى ابن مسعود فقالت: بلغني أنك تنهى عن
الواشمة والواصلة، أشيء وجدته في كتاب الله أو عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم؟ قال: بلى، شيء وجدته في كتاب الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: والله لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف فما وجدت فيه الذي تقول!. قال:
فما وجدت فيه: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ؟ قالت: بلى. قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ينهى عن الواصلة والواشمة والنامصة. قالت: فلعله في بعض أهلك. قال:
فادخلي فانظري. فدخلت فَنَظرت ثم خرجَت، قالت: ما رأيتُ بأسا. فقال لها:
أما حفظت وصية العبد الصالح: الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B2 وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B1 وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن منصور، [عن إبراهيم]الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
عن علقمة، عن عبد الله -هو ابن مسعود-قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات،
والمتنمصات، والمُتفَلجات للحُسْن، المغيرات خلق الله، عز وجل. قال: فبلغ
امرأة في البيت يقال لها: "أم يعقوب"، فجاءت إليه فقالت: بلغني أنك قلت
كيتَ وكيتَ. قال: ما لي لا ألعن من لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وفي
كتاب الله. فقالت: إني لأقرأ ما بين لوحيه فما وجدته. فقال: إن كنت قرأتيه
فقد وجدتيه. أما قرأت: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ؟ قالت: بلى. قال: فإن النبي صلى الله عليه
وسلم نهى عنه. قالت: [إني]الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP لأظن أهلك يفعلونه. قال: اذهبي فانظري. < 8-68 > فذهَبت فلم تر من حاجتها شيئا، فجاءت فقالت: ما رأيتُ شيئًا. قال: لو كانت كذلك لم تُجَامعنا.أخرجاه في الصحيحين، من حديث سفيان الثوري الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وقد
ثبت في الصحيحين أيضًا عن أبي هُرَيرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: "إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه". الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وقال
النسائي: أخبرنا أحمد بن سعيد، حدثنا يزيد، حدثنا منصور بن حيان، عن سعيد
بن جُبير، عن ابن عُمَر وابن عباس: أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنه نهى عن الدُّباء والحَنْتَم والنَّقير والمزَفَّت، ثم تلا رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وقوله:
( وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) أي: اتقوه في
امتثال أوامره وترك زواجره؛ فإنه شديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره وأباه،
وارتكب ما عنه زجره ونهاه. الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B2
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ
وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
(Cool
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ
حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ
بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ
(9)الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B1 يقول
تعالى مبينًا حال الفقراء المستحقين لمال الفيء أنهم ( الَّذِينَ
أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ
اللَّهِ وَرِضْوَانًا ) أي: خرجوا من ديارهم وخالفوا قومهم ابتغاء مرضاة
الله ورضوانه ( وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ
الصَّادِقُونَ ) أي: هؤلاء الذين صَدَقوا قولهم بفعلهم، وهؤلاء هم سادات
المهاجرين.ثم قال تعالى مادحًا للأنصار، ومبينًا فضلهم وشرفهم
وكرمهم وعدم حَسَدهم، وإيثارهم مع الحاجة، فقال: ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا
الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) أي: سكنوا دار الهجرة من قبل
المهاجرين وآمنوا قبل كثير منهم.قال عمر: وأوصي الخليفة [من]الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم كرامتهم. وأوصيه
بالأنصار خيرًا الذين تَبوّءوا الدار والإيمان من قبل، أن يقبل من محسنهم، < 8-69 > وأن يعفو الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP عن مسيئهم. رواه البخاري هاهنا أيضًا الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وقوله: ( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ) أي: مِنْ كَرَمهم وشرف أنفسهم، يُحبّون المهاجرين الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP ويواسونهم بأموالهم.قال
الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا حميد، عن أنس قال: قال المهاجرون: يا رسول
الله، ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن مواساةً في قليل ولا أحسن بذلا
في كثير، لقد كَفَونا المؤنة، وأشركونا في المهنأ، حتى لقد خشينا أن يذهبوا
بالأجر كله! قال: "لا ما أثنيتم عليهم ودَعَوتُمُ الله لهم" الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . لم أره في الكتب من هذا الوجه.وقال
البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، سمع أنس
بن مالك حين خرج معه إلى الوليد قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار
أن يُقطع لهم البحرين، قالوا: لا إلا أن تُقطع لإخواننا من المهاجرين
مثلها. قال: "إما لا فاصبروا حتى تلقوني، فإنه سيصيبكم [بعدي]الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP أثرة".تفرد به البخاري من هذا الوجه الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP قال
البخاري: حدثنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج،
عن أبي هريرة قال: قالت الأنصار: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل. قال:
لا. فقالوا: تكفونا المؤنَةَ ونَشرككُم في الثمرة؟ قالوا: سمعنا وأطعنا.
تفرد به دون مسلم الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . ( وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا ) أي: ولا يجدون
في أنفسهم حسدًا للمهاجرين فيما فضلهم الله به من المنـزلة والشرف،
والتقديم في الذكر والرتبة.قال: الحسن البصري: ( وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً ) يعني: الحسد. ( مِمَّا أُوتُوا ) قال قتادة: يعني فيما أعطي إخوانهم. وكذا قال ابن زيد.
ومما يستدل به على هذا المعنى ما رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا عبد
الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن أنس قال: كنا جُلوسًا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة". فطلع رجل من
الأنصار تَنظُف الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP لحيته من وضوئه، قد تَعَلَّق الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
نعليه بيده الشمال، فلما كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل
ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى. فلما كان اليوم الثالث قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم مثل مقالته الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP أيضًا، فطلع < 8-70 > ذلك الرجل على مثل حالته الأولى الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص،
فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP إليك حتى تمضي فعلت. قال: نعم. قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
فلم يره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه إذا تَعارّ تقلب على فراشه، ذكر
الله وكبر، حتى يقوم لصلاة الفجر. قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا
خيرًا، فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله، لم
يكن بيني وبين أبي غَضَب ولا هَجْر الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرَار الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة". فطلعت أنت الثلاث المرار الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملكَ فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو
إلا ما رأيت. فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجدُ في
نفسي لأحد من المسلمين غِشّا، ولا أحسدُ أحدًا على خير أعطاه الله إياه.
قال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا تطاق الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . ورواه النسائي في اليوم والليلة، عن سُوَيد بن نصر، عن ابن المبارك، عن معمر به الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP وهذا إسناد صحيح على شرط الصحيحين، لكن رواه عقيل وغيره عن الزهري، عن رجل، عن أنس الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . فالله أعلم.وقال
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: ( وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ
حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا ) يعني ( مِمَّا أُوتُوا ) المهاجرون. قال: وتكلم
في أموال بني النضير بعض من تكلم من الأنصار، فعاتبهم الله في ذلك، فقال: الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B2
وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ
عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ
عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B1
قال: وقال رسول الله: "إن إخوانكم قد تركوا الأموال والأولاد وخرجوا
إليكم". فقالوا: أموالنا بيننا قطائع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أو غير ذلك؟". قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: "هم قوم لا يعرفون
العمل، فتكفونهم وتقاسمونهم الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP الثمر". فقالوا: نعم يا رسول الله الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP وقوله: ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP يعني: حاجة، أي: يقدمون المحاويج على حاجة أنفسهم، ويبدءون بالناس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك.وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أفضلُ الصدقة جُهْدُ المُقِلّ". وهذا المقام < 8-71 > أعلى من حال الذين وَصَف اللهُ بقوله: الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B2 وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B1 الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP [الإنسان : 8]. وقوله: الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B2 وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر B1 [البقرة : 177] .فإن
هؤلاء يتصدقون وهم يحبون ما تصدقوا به، وقد لا يكون لهم حاجة إليه ولا
ضرورة به، وهؤلاء آثروا على أنفسهم مع خصاصتهم وحاجتهم إلى ما أنفقوه. ومن
هذا المقام تصدق الصديق، رضي الله عنه، بجميع ماله، فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟". فقال: أبقيت لهم الله ورسوله. وهذا الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP الماء الذي عُرض الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
على عكرمة وأصحابه يوم اليرموك، فكل منهم يأمر بدفعه إلى صاحبه، وهو جريح
مثقل أحوجَ ما يكون إلى الماء، فرده الآخر إلى الثالث، فما وصل إلى الثالث
حتى ماتوا عن آخرهم ولم يشربه أحد منهم، رضي الله عنهم وأرضاهم.وقال
البخاري: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير، حدثنا أبو أسامة، حدثنا فُضيل
بن غَزوان، حدثنا أبو حازم الأشجعي، عن أبي هُرَيرة قال: أتى رجل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أصابني الجهدُ، فأرسل إلى نسائه
فلم يجد عندهن شيئًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا رجل يُضَيّفُ
هذا الليلة، رحمه الله؟". فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله.
فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضَيفُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
تَدّخريه شيئًا. فقالت: والله ما عندي إلا قوتُ الصبية. قال: فإذا أراد
الصبيةُ العَشَاء فنوّميهم وتعالى فأطفئي السراج ونَطوي بطوننا الليلة.
ففعلَت، ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "لقد عجب
الله، عز وجل -أو: ضحك-من فلان وفلانة". وأنـزل الله عز وجل: (
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وكذا رواه البخاري في موضع آخر، ومسلم والترمذي والنسائي من طرق، عن فضيل بن غزوان، به نحوه الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وفي رواية لمسلم تسمية هذا الأنصاري بأبي طلحة، رضي الله عنه.وقوله: ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) أي: من سلم من الشح فقد أفلح وأنجح.قال
أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا داود بن قيس الفراء، عن عُبَيد الله بن
مِقْسَم، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم
والظلّم، فإن الظُّلم ظلماتٌ يوم القيامة، واتقوا الشُحَّ، فإن الشّحَّ
أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سَفَكُوا دماءهم واستَحلُّوا محارمهم".انفرد بإخراجه مسلم، فرواه عن القَعْنَبِيّ، عن داود بن قيس، به الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وقال
الأعمش وشعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر،
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا
الظُّلْم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الفُحْش، فإن الله لا يحب
الفحش ولا التَّفَحُّشَ، وإياكم والشُّحَّ؛ فإنه أهلكَ من كان قبلكم، أمرهم
بالظلم فظلموا، وأمرهم بالفجور ففجروا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا". < 8-72 > ورواه أحمد وأبو داود من طريق شعبة، والنسائي من طريق الأعمش، كلاهما عن عمرو بن مُرّة، به الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وقال الليث، عن يزيد [بن الهاد]الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP عن سُهَيل بن أبي صالح، عن صفوان بن أبي يزيد، عن القعقاع بن اللجلاج الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP
عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يجتمع غبار
في سبيل الله ودخانُ جهنم في جوف عبد أبدًا، ولا يجتمع الشح والإيمان في
قلب عبد أبدًا" الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP . وقال
ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبدة بن سليمان، أخبرنا ابن المبارك،
حدثنا المسعودي، عن جامع بن شداد، عن الأسود بن هلال قال: جاء رجل إلى عبد
الله فقال: يا أبا عبد الرحمن، إني أخاف أن أكون قد هلكت فقال له عبد الله:
وما ذاك؟ قال: سمعت الله يقول: ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) وأنا رجل شحيح، لا أكاد أن أخرج من يدي شيئًا! فقال
عبد الله: "ليس ذلك الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP بالشح الذي ذكر الله في القرآن، إنما الشح الذي ذكر الله في القرآن أن تأكل مال أخيك ظلمًا، ولكن ذلك الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP البخل، وبئس الشيء البخل" الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP وقال
سفيان الثوري، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن أبي الهياج
الأسدي قال: كنت أطوف بالبيت، فرأيت رجلا يقول: "اللهم قني شح نفسي". لا
يزيد على ذلك، فقلت له، فقال: "إني إذا وقيت شح نفسي لم أسرق ولم أزن ولم
أفعل"، وإذا الرجل عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه، رواه ابن جرير الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر MARGNTIP وقال
ابن جرير: حدثني محمد بن إسحاق، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي،
حدثنا إسماعيل بن عَيّاش، حدثنا مُجَمع بن جارية الأنصاري، عن عمه يزيد بن
جارية، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بَرِئ من
الشح مَن أدى الزكاة، وقَرَى الضيف، وأعطى في النائبة"



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر

مُساهمة من طرف الزعيم السبت 28 مايو - 18:02:42

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر

مُساهمة من طرف اعصار الأحد 29 مايو - 16:09:32

جزاك الله خيرا على المرور نورت الموضوع



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 15:00:40

شكرا على الموضوع




أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 27

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر

مُساهمة من طرف اعصار الأحد 12 يونيو - 17:23:11

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد

هنا



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة الحشر

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 21:10:36

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 40

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى