ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون Empty الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون

مُساهمة من طرف اعصار السبت 28 مايو - 13:20:48

الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 .
وقوله: ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) أي: يعطون العطاء الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP وهم خائفون الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP ألا يتقبل منهم، لخوفهم الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء. وهذا من باب الإشفاق والاحتياط، كما قال الإمام أحمد:
حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا مالك بن مِغْوَل، حدثنا عبد الرحمن بن سعيد بن
وهب، عن عائشة؛ أنها قالت: يا رسول الله، ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا
آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) ، هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو
يخاف الله عز وجل؟ قال: "لا يا بنت أبي بكر، يا بنت الصديق، ولكنه الذي
يصلي ويصوم ويتصدق، وهو يخاف الله عز وجل".
وهكذا رواه الترمذي وابن أبي حاتم، من حديث مالك بن مِغْوَل، به بنحوه الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
. وقال: "لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون، وهم
يخافون ألا يقبل منهم، ( أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ) قال
الترمذي: ورُوي هذا الحديث من حديث عبد الرحمن بن سعيد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP .
وهكذا قال ابن عباس، ومحمد بن كعب القرظي، والحسن البصري في تفسير هذه الآية.
وقد قرأ آخرون هذه الآية: "والذين يأتون ما أتوا وقلوبهم وجلة" أي:
يفعلون ما يفعلون وهم خائفون، وروي هذا مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قرأ كذلك.
قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا صخر بن جُوَيْرِية، حدثنا إسماعيل
المكي، حدثني أبو خلف مولى بني جُمَح: أنه دخل مع عُبَيد بن عُمَيْر على الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
عائشة، رضي الله عنها، فقالت: مرحبًا بأبي عاصم، ما يمنعك أن تزورنا -أو:
تُلِمّ بنا؟ -فقال: أخشى أن أمُلَّك. فقالت: ما كنت لتفعل؟ قال: جئت لأسأل الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
عن آية في كتاب الله عز وجل، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقرؤها؟ قالت: أيَّة آية؟ فقال: ( الَّذِينَ يَأْتُونَ مَا أَتَوْا ) أو (
الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا ) ؟ فقالت: أيتهما الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP أحب إليك؟ فقلت: والذي نفسي بيده، لإحداهما أحب إلي من الدنيا جميعًا الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
-أو: الدنيا وما فيها-قالت: وما هي؟ فقلت: ( الَّذِينَ يَأْتُونَ مَا
أَتَوْا ) فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها،
وكذلك أنـزلت، ولكن الهجاء حرف الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP .
إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف.
والمعنى على القراءة الأولى -وهي قراءة الجمهور: السبعة وغيرهم-أظهر؛
لأنه قال: ( أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا
سَابِقُونَ ) ، فجعلهم من السابقين. ولو كان المعنى على القراءة الأخرى
لأوشك ألا يكونوا من السابقين، بل من المقتصدين أو المقصرين، والله تعالى
أعلم.
الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (62) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63) حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67) الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 .
يقول تعالى مخبرًا عن عدله في شرعه على عباده في الدنيا: أنه لا يكلف
نفسًا إلا وسعها، أي: إلا ما تطيق حمله والقيام به، وأنه يوم القيامة
يحاسبهم بأعمالهم التي كتبها عليهم في كتاب مسطور لا يضيع منه شيء؛ ولهذا
قال: ( وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ ) يعني: كتاب الأعمال، (
وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) أي: لا يبخسون من الخير شيئا، وأما السيئات فيعفو
ويصفح عن كثير منها لعباده المؤمنين.
ثم قال منكرًا على الكفار والمشركين من قريش: ( بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي
غَمْرَةٍ ) أي: غفلة وضلالة ( مِنْ هَذَا ) أي: القرآن الذي أنـزله [الله
تعالى] الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP على رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: ( وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ) : قال الحكم الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس: ( وَلَهُمْ أَعْمَالٌ ) أي: سيئة من دون
ذلك، يعني: الشرك، ( هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ) قال: لا بد أن يعملوها. وكذا
روي عن مجاهد، والحسن، وغير واحد.
وقال آخرون: ( وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا
عَامِلُونَ ) أي: قد كتب عليهم أعمال سيئة لا بد أن يعملوها قبل موتهم لا
محالة، لتحق عليهم كلمة العذاب. ورُوِي نَحو هذا عن مقاتل بن حيَّان
والسُّدِّيّ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وهو ظاهر قوي حسن. وقد قدمنا في
حديث ابن مسعود: "فوالذي لا إله غيره، إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى
ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار،
فيدخلها".
وقوله: ( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ
يَجْأَرُونَ ) يعني: حتى إذا جاء مترفيهم -وهم السعداء المنعمون في
الدنيا-عذابُ الله وبأسه ونقمته بهم ( إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ ) أي: يصرخون
ويستغيثون، كما قال تعالى: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلا * إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 [المزمل: 11-13] ، وقال تعالى: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 [ص: 3] .
وقوله: ( لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ ) أي: لا نجيركم الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP مما حل بكم، سواء جأرتم أو سكتُّم، لا محيد ولا مناص ولا وَزَرَ لزم الأمر ووجب العذاب.
ثم ذكر أكبر ذنوبهم فقال: ( قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ
فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ ) أي: إذا دعيتم أبيتم، وإن الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP طُلبتم امتنعتم؛ الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 ذَلِكُمْ
بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ
تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 [غافر: 12] .
وقوله: ( مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ) : في تفسيره
قولان، أحدهما: أن مستكبرين حال منهم حين نكوصهم عن الحق وإبائهم إياه،
استكبارًا عليه واحتقارًا له ولأهله، فعلى هذا الضمير في ( بِهِ ) فيه
ثلاثة أقوال:
أحدهما الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP : أنه الحرم بمكة، ذموا لأنهم كانوا يسمرون بالهُجْر الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP من الكلام.
والثاني: أنه الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP ضمير القرآن، كانوا يسمرون ويذكرون القرآن بالهجر من الكلام: "إنه سحر، إنه شعر، إنه كهانة" إلى غير ذلك من الأقوال الباطلة.
والثالث: أنه محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا يذكرونه في سمرهم بالأقوال
الفاسدة، ويضربون له الأمثال الباطلة، من أنه شاعر، أو كاهن، أو ساحر، أو
كذاب، أو مجنون. وكل ذلك باطل، بل هو عبد الله ورسوله، الذي أظهره الله
عليهم، وأخرجهم من الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP الحرم صاغرين أذلاء.
وقيل: المراد بقوله: ( مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ ) أي: بالبيت، يفتخرون به ويعتقدون أنهم الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP أولياؤه، وليسوا الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP بهم، كما قال النسائي في التفسير الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP من سننه:
أخبرنا أحمد بن سليمان، أخبرنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن عبد الأعلى،
أنه سمع سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس أنه قال: إنما كره السمر حين نـزلت
هذه الآية: ( مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ) ، فقال:
مستكبرين بالبيت، يقولون: نحن أهله، ( سَامِرًا ) قال: يتكبرون [ويسمرون
فيه، ولا] الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP يعمرونه، ويهجرونه الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP .
وقد أطنب ابن أبي حاتم هاهنا بما ذا الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP حاصله.
الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70) وَلَوِ
اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ
مُعْرِضُونَ (71) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74) الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1
يقول تعالى منكرًا على المشركين في عدم تفهمهم للقرآن العظيم، وتدبرهم
له وإعراضهم عنه، مع أنهم قد خصوا بهذا الكتاب الذي لم ينـزل الله على رسول
أكمل منه ولا أشرف، لا سيما وآباؤهم الذين ماتوا في الجاهلية، حيث لم
يبلغهم كتاب ولا أتاهم نذير، فكان اللائق بهؤلاء أن يقابلوا النعمة التي
أسداها الله إليهم بقبولها، والقيام بشكرها وتفهمها، والعمل بمقتضاها آناء
الليل وأطراف النهار، كما فعله النجباء منهم ممن أسلم واتبع الرسول، صلوات
الله وسلامه عليه، ورضي عنهم.
وقال قتادة: ( أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ ) إذًا والله يجدون الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP في القرآن زاجرًا عن معصية الله لو تدبره القوم وعقلوه، ولكنهم أخذوا بما تشابه، فهلكوا عند ذلك.
ثم قال منكرا على الكافرين من قريش: ( أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ) أي: أَفَهُمْ الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP لا يعرفون محمدًا وصدقه وأمانته وصيانته التي نشأ بها فيهم، أفيقدرون الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
على إنكار ذلك والمباهتة فيه؟ ولهذا قال جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنه،
للنجاشي ملك الحبشة: أيها الملك، إن الله بعث إلينا رسولا نعرف نسبه وصدقه
وأمانته. وهكذا قال المغيرة بن شعبة لنائب كسرى حين بارزهم وكذلك قال أبو
سفيان صخر بن حرب لملك الروم هرقل، حين سأله وأصحابه عن صفات النبي صلى
الله عليه وسلم ونسبه وصدقه وأمانته، وكانوا بعد كفارًا لم يسلموا، ومع هذا
ما أمكنهم إلا الصدق فاعترفوا بذلك.
وقوله: ( أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ) يحكي قول المشركين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تقوَّل الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
القرآن، أي: افتراه من عنده، أو أن به جنونا لا يدري ما يقول. وأخبر عنهم
أن قلوبهم لا تؤمن به، وهم يعلمون بطلان ما يقولونه في القرآن، فإنه قد
أتاهم من كلام الله ما لا يُطاق ولا يُدافع، وقد تحداهم وجميع أهل الأرض أن
يأتوا بمثله، فما استطاعوا ولا يستطيعون أبد الآبدين؛ ولهذا قال: ( بَلْ
جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) يحتمل أن تكون
هذه جملة حالية، أي: في حال كراهة الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP أكثرهم للحق، ويحتمل أن تكون خبرية مستأنفة، والله أعلم.
وقال قتادة: ذُكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لقي رجلا فقال له:
"أسلم" فقال الرجل: إنك لتدعوني إلى أمر أنا له كاره. فقال نبي الله صلى
الله عليه وسلم: "وإن كنت كارها". وذُكِر لنا أنه لقي رجلا فقال له: "أسلم"
فَتَصَعَّده الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
ذلك وكبر عليه، فقال له نبي الله: "أرأيت لو كنتَ في طريق وَعْر وَعْث،
فلقيت رجلا تعرف وجهه، وتعرف نسبه، فدعاك إلى طريق واسع سهل، أكنت متبعه الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP ؟" قال: نعم. فقال: "فوالذي الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
نفس محمد بيده، إنك لفي أوعر من ذلك الطريق لو قد كنت عليه، وإني لأدعوك
إلى أسهل من ذلك لو دعيت إليه". وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم
لقي رجلا فقال له: "أسلم" فَتَصَعَّدَه ذلك، فقال له نبي الله صلى الله
عليه وسلم: "أرأيت فتييك، أحدهما إذا حدثك صدقك، وإذا الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP ائتمنته أدى إليك أهو أحب إليك، أم فتاك الذي إذا حدثك كذبك وإذا الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP ائتمنته خانك؟" . قال: بل فتاي الذي إذا حدثني صدقني، وإذا ائتمنته أدى إلي. فقال النبي الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP صلى الله عليه وسلم: "كذاكم أنتم عند ربكم".
وقوله: ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ
السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ) قال مجاهد، وأبو صالح والسدي:
الحق هو الله عز وجل، والمراد: لو أجابهم الله إلى ما في أنفسهم من الهوى،
وشرع الأمور على وفق ذلك ( لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP وَمَنْ فِيهِنَّ ) أي: لفساد أهوائهم واختلافها، كما أخبر عنهم في قولهم: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 ثم قال : الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 [الزخرف: 31، 32] وقال تعالى: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًا الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 [الإسراء:100] وقال: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 [النساء: 53] ، ففي
هذا كله تبيين عجز العباد واختلاف آرائهم وأهوائهم، وأنه تعالى هو الكامل
في جميع صفاته وأقواله وأفعاله، وشرعه وقدره، وتدبيره لخلقه الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP تعالى وتقدس، فلا إله غيره، ولا رب سواه.
ثم قال: ( بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ ) يعني: القرآن، ( فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ) .
وقوله: ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا ) : قال الحسن: أجرا. وقال قتادة:
جعلا ( فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ ) أي أنت لا تسألهم أجرة ولا جعلا ولا
شيئا على دعوتك إياهم إلى الهدى، بل أنت في ذلك تحتسب عند الله جزيل ثوابه،
كما قال: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 [سبأ: 47] ، وقال: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 [ص: 86] ، وقال: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 [الشورى: 23] ، وقال تعالى: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B2 وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون B1 [يس: 20، 21] .
وقوله: ( وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ) قال
الإمام أحمد:
حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جُدْعَان، عن
يوسف بن مِهْران، عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه -فيما
يرى النائم-ملكان، فقعد أحدهما عند رجليه، والآخر عند رأسه، فقال الذي عند
رجليه للذي عند رأسه: اضرب مَثَل هذا ومثل أمته. فقال: إن مَثَلَه ومثل
أمته، كمثل قوم سُفْر انتهوا إلى رأس مَفَازة، فلم يكن معهم من الزاد ما
يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به، فبينا الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
هم كذلك إذ أتاهم رجل في حلة حبرة، فقال: أرأيتم إن وردت بكم رياضا معشبة،
وحياضا رواء تتبعوني؟ فقالوا: نعم . قال: فانطلق، فأوردهم رياضا معشبة
وحياضا رواء، فأكلوا وشربوا وسمنوا فقال لهم: ألم ألفكم على تلك الحال،
فجعلتم لي إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رواء أن تتبعوني؟ قالوا الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
: بلى، قال: فإن بين أيديكم رياضا أعشب من هذه، وحياضا هي أروى من هذه،
فاتبعوني. قال: فقالت طائفة: صدق والله، لنتبعنه. وقالت طائفة: قد رضينا
بهذا نقيم عليه الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP .
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا زهير، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا
يعقوب بن عبد الله الأشعري، حدثنا حفص بن حميد، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني
ممسك بحجزكم: هَلُمَّ عن النار، هلم عن النار، وتغلبوني وتقاحمون فيها
تَقَاحُم الفراش والجنادب، فأوشك أن أرسل حجزكم وأنا فَرَطكم على الحوض،
فتردون علي معا وأشتاتا، أعرفكم بسيماكم وأسمائكم، كما يعرف الرجل الغريب
من الإبل في إبله، فيُذْهَب بكم ذات اليمين وذات الشمال، فأناشد فيكم رب
العالمين: أي رب، قومي، أي رب أمتي.
فيقال: يا محمد، إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم كانوا يمشون بعدك
القهقرى على أعقابهم، فلأعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء،
ينادي: يا محمد، يا محمد. فأقول: لا أملك لك شيئا. قد بلغت، ولأعرفن أحدكم
يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رُغَاء، ينادي: يا محمد، يا محمد. فأقول:
لا أملك الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP
شيئا، قد بلغت، ولأعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا لها حمحمة،
فينادي: يا محمد، يا محمد، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد بلغت، ولأعرفن أحدكم
يأتي يوم القيامة يحمل سقاء من أدم، ينادي: يا محمد، يا محمد: فأقول: لا
أملك لك شيئا قد بلغت" الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون MARGNTIP2 .
وقال علي بن المديني: هذا حديث حسن الإسناد، إلا أن حفص بن حميد مجهول، لا أعلم روى عنه غير يعقوب بن عبد الله الأشعري القمي.
قلت: بل قد روى عنه أيضا أشعث بن إسحاق، وقال فيه يحيى بن معين: صالح. ووثقه النسائي وابن حبان.
وقوله: ( وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ
لَنَاكِبُونَ ) أي: لعادلون جائرون منحرفون. تقول العرب: نكب فلان عن
الطريق: إذا زاغ عنها.



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون Empty رد: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون

مُساهمة من طرف الزعيم السبت 28 مايو - 17:06:28

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا





الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون Empty رد: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون

مُساهمة من طرف اعصار الأحد 29 مايو - 15:28:08

جزاك الله خيرا على المرور نورت الموضوع



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون Empty رد: الجزء الخامس من تفسير سورة المؤمنون

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 23:05:19

جزاك الله خيرا على الموضوع




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 40

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى