ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  Empty الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون

مُساهمة من طرف اعصار السبت 28 مايو - 13:18:46

مكية.
بسم الله الرحمن الرحيم



الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (Cool وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 .
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرني يونس بن سُلَيْم قال: أملى عليَّ يونس بن يزيد الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
الأيلي، عن ابن شهاب، عن عُرْوَة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عَبْدٍ
القاريّ قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نـزل على رسول الله صلى
الله عليه وسلم الوحيُ، يسمع عند وجهه كدَوِيّ النحل فَمَكثنا ساعة،
فاستقبل القبلة ورفع يديه، فقال:"اللهم، زدنا ولا تَنْقُصْنا، وأكرمنا ولا
تُهِنَّا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثِرْنا ولا تؤثر [علينا، وارض عنا] الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP وأرضِنا" ، ثم قال: "لقد أنـزلت علي عشر آيات، من أقامهن دخل الجنة"، ثم قرأ: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) حتى ختم العَشْر.
وكذا روى الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP الترمذي في تفسيره، والنسائي في الصلاة، من حديث عبد الرزاق، به الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقال الترمذي: منكر، لا نعرف أحدا رواه غير يونس بن سليم، ويونس لا نعرفه.
وقال النسائي في تفسيره: أنبأنا قُتَيْبَةَ بن سعيد، حدثنا جعفر، عن أبي
عمران عن يزيد بن بابَنُوس قال: قلنا لعائشة: يا أم المؤمنين، كيف كان الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان خلق رسول الله صلى الله
عليه وسلم القرآن، فقرأت: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) حتى انتهت إلى:
( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) ، قالت: هكذا كان
خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم . الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
وقد رُوي عن كعب الأحبار، ومجاهد، وأبي العالية، وغيرهم: لَمَّا خلق الله جنة عدن، وغرسها
بيده، نظر إليها وقال لها. تكلمي. فقالت: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ )
، قال كعب الأحبار: لِمَا أعدَّ لهم فيها من الكرامة. وقال أبو العالية:
فأنـزل الله ذلك في كتابه.
وقد رُوي ذلك عن أبي سعيد الخدري مرفوعا، فقال أبو بكر البزار: حدثنا
محمد بن المُثَنَّى، حدثنا المغيرة بن سلمة، حدثنا وُهَيْب، عن الجُرَيْري،
عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد قال: خلق الله الجنة، لَبِنَةً من ذهب ولبنة
من فضة، وغرسها، وقال لها: تكلمي. فقالت: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ )
، فدخلتها الملائكة فقالت: طوبى لك، منـزلَ الملوك! . الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP2
ثم قال الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
: وحدثنا بِشْر بن آدم، وحدثنا يونس بن عبيد الله العُمَري، حدثنا عَدِي
بن الفضل، حدثنا الجُرَيْرِي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: "خلق الله الجنة، لَبِنَةً من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP المسك" . قال أبو بكر: ورأيت في موضع آخر في الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
هذا الحديث: "حائط الجنة، لبنة ذهب ولبنة فضة، ومِلاطُها المسك. فقال لها:
تكلمي. فقالت: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) فقالت الملائكة: طوبى لك،
منـزل الملوك!".
ثم قال البزار: لا نعلم أحدًا رفعه إلا عَدِيّ بن الفضل، وليس هو بالحافظ، وهو شيخ متقدم الموت الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا أحمد بن علي، حدثنا هشام بن
خالد، حدثنا بَقِيَّة، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم: "لمّا خلق الله جنة عَدْن، خلق فيها ما لا عين
رأت، [ولا أذن سمعت] الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP ، ولا خطر على قلب بشر. ثم قال لها: تكلمي. فقالت: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
بَقِيًّة: عن الحجازيين ضعيف.
وقال الطبراني: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا مِنْجَابُ بن
الحارث، حدثنا حماد ابن عيسى العبسي، عن إسماعيل السُّدِّيّ، عن أبي صالح،
عن ابن عباس -يرفعه-: "لما خلق الله جنة عَدْن بيده، ودَلَّى فيها ثمارها،
وشق فيها أنهارها، ثم نظر إليها فقال: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) .
قال: وعزتي الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP لا يجاورني فيك بخيل" الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن المثنى البَزَّار، حدثنا
محمد بن زياد الكلبي، حدثنا يعيش بن حسين، عن سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن
قَتادة، عن أنس، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خلق الله جنة عدن بيده، لبنة من دُرَّة بيضاء، ولبنة من ياقوتة حمراء،
ولبنة من زَبَرْجَدَةَ خضراء، ملاطُها المسك، وحَصْباؤها اللؤلؤ، وحَشِيشها
الزعفران، ثم قال لها: انطقي. قالت: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) فقال الله: وعزتي، وجلالي لا يجاورني فيك بخيل". ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
[الحشر: 9] فقوله تعالى: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) أي: قد فازوا
وسُعِدُوا وحَصَلوا على الفلاح، وهم المؤمنون المتصفون بهذه الأوصاف.
(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) " قال علي بن أبي طلحة، عن
ابن عباس: ( خَاشِعُونَ ) : خائفون ساكنون. وكذا روي عن مجاهد، والحسن،
وقتادة، والزهري الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وعن علي بن أبي طالب، رَضِي الله عنه: الخشوعُ: خشوعُ القلبِ. وكذا قال إبراهيم النخعي.
وقال الحسن البصري: كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا بذلك أبصارهم، وخفضوا الجناح.
وقال محمد بن سيرين: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون
أبصارهم إلى السماء في الصلاة، فلما نـزلت هذه الآية: ( قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) خفضوا
أبصارهم إلى موضع سجودهم.
[و] الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP قال ابن سيرين: وكانوا يقولون: لا يجاوز بصره مُصَلاه، فإن كان قد اعتاد النظر فَلْيُغْمِضْ. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
ثم رَوَى الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP ابن جرير عنه، وعن عطاء بن أبي رَبَاح أيضًا مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، حتى نـزلت هذه الآية.
والخشوع في الصلاة إنما يحصل بمن فَرَّغ قلبه لها، واشتغل بها عما
عداها، وآثرها على غيرها، وحينئذ تكون راحة له وقُرَّة عين، كما قال النبي
صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والنسائي، عن أنس، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "حُبِّبَ إليَّ الطِّيب والنساء،
وجعلت قرة عيني في الصلاة" الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، حدثنا مِسْعَر، عن عمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن رجل من أسلَم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا بلال، أرحنا بالصلاة" الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقال الإمام أحمد أيضًا؛ حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدِي، حدثنا إسرائيل،
عن عثمان بن المغيرة، عن سالم ابن أبي الجعد، أن محمد بن الحنفية قال: دخلت
مع أبي على صهر لنا من الأنصار، فحَضَرت الصلاة، فقال: يا جارية، ائتني
بوَضُوء لعلي أصلي فأستريح. فرآنا الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP أنكرنا عليه ذلك الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP ، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قم يا بلال، فأرحنا بالصلاة" الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقال الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
: ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) أي: عن الباطل، وهو
يشمل: الشرك -كما قاله بعضهم-والمعاصي -كما قاله آخرون -وما لا فائدة فيه
من الأقوال والأفعال، كما قال تعالى: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [الفرقان: 72] .
قال قتادة: أتاهم والله من أمر الله ما وقَذَهم عن ذلك.
وقوله: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ) : الأكثرون على أن المراد بالزكاة هاهنا زكاة الأموال، مع أن هذه [الآية] الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
مكية، وإنما فرضت الزكاة بالمدينة في سنة اثنتين من الهجرة. والظاهر أن
التي فرضت بالمدينة إنما هي ذات النَّصَب والمقادير الخاصة، وإلا فالظاهر
أن أصل الزكاة كان واجبًا بمكة، كما قال تعالى في سورة الأنعام، وهي مكية: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [الأنعام: 141] .
وقد يحتمل أن يكون المراد بالزكاة هاهنا: زكاة النفس من الشرك والدنس، كقوله: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [الشمس: 9، 10] ، وكقوله: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [فصلت: 6، 7] ، على أحد القولين في تفسيرها.
وقد يحتمل أن يكون كلا الأمرين مرادا، وهو زكاة النفوس وزكاة الأموال؛
فإنه من جملة زكاة النفوس، والمؤمن الكامل هو الذي يتعاطى هذا وهذا، والله
أعلم.
وقوله: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى
أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ
) أي: والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه
من زنا أو لواط، ولا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم، وما ملكت
أيمانهم من السراري، ومن تعاطى ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج؛
ولهذا الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
قال: ( فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ )
أي: غير الأزواج والإماء، ( فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) أي: المعتدون.

وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن بَشَّار، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا سعيد، عن قتادة، أن امرأة اتخذت مملوكها، وقالت: تأَوّلْت آية من كتاب الله: ( أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) [قال] الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP : فأُتي بها عمر ابن الخطاب، فقال له ناس من أصحاب النبي الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP صلى الله عليه وسلم: تأولت آية من كتاب الله على غير وجهها. قال: فَغرب الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP العبد وجزّ رأسه: وقال: أنت بعده حرام على كل مسلم. هذا أثر غريب منقطع، ذكره الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP ابن جرير في أول تفسير سورة المائدة الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP ، وهو هاهنا أليق، وإنما حرمها على الرجال معاملة لها بنقيض قصدها، والله أعلم.
وقد استدل الإمام الشافعي، رحمه الله، ومن وافقه على تحريم الاستمناء
باليد بهذه الآية الكريمة ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *
إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) قال: فهذا
الصنيع خارج عن هذين القسمين، وقد قال: ( فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) وقد استأنسوا بحديث رواه الإمام الحسن بن
عَرَفَةَ في جزئه المشهور حيث قال:
حدثني علي بن ثابت الجَزَريّ، عن مسلمة بن جعفر، عن حسان بن حميد الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة لا ينظر الله
إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا يجمعهم مع العاملين، ويدخلهم النار أول
الداخلين، إلا أن يتوبوا، فمن تاب تاب الله عليه: ناكح يده الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP ، والفاعل، والمفعول به، ومدمن الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP الخمر، والضارب والديه حتى يستغيثا، والمؤذي جيرانه حتى يلعنوه، والناكح حليلة جاره" الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
هذا حديث غريب، وإسناده فيه من لا يعرف؛ لجهالته، والله أعلم.
وقوله: ( وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) أي:
إذا اؤتمنوا لم يخونوا، بل يؤدونها إلى أهلها، وإذا عاهدوا أو عاقدوا أوفوا
بذلك، لا كصفات المنافقين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"آية المنافق ثلاث: إذا حَدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
وقوله: ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) أي:
يواظبون عليها في مواقيتها، كما قال ابن مسعود: سألت النبي صلى الله عليه
وسلم فقلت: يا رسول الله، أيّ العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها"
. قلت: ثم أيّ؟ قال: "بِرُّ الوالدين" . قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل
الله".
أخرجاه في الصحيحين الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP . وفي مستدرك الحاكم قال: "الصلاة في أول وقتها" الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP2 .
وقال ابن مسعود، ومسروق في قوله: ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى
صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) يعني: مواقيت الصلاة. وكذا قال أبو الضُّحَى،
وعلقمة بن قيس، وسعيد بن جبير، وعكرمة.
وقال قتادة: على مواقيتها وركوعها وسجودها.
وقد افتتح الله ذكر هذه الصفات الحميدة بالصلاة، واختتمها بالصلاة، فدل
على أفضليتها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استقيموا ولن تحصوا،
واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP2 .
ولَما وَصَفَهم [الله] الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
تعالى بالقيام بهذه الصفات الحميدة والأفعال الرشيدة قال: ( أُولَئِكَ
هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ )
وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألتم الله
الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار
الجنة، وفوقه عرش الرحمن" الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سِنَان، حدثنا أبو معاوية، حدثنا
الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وله منـزلان: منـزل في الجنة ومنـزل
في النار، فإن مات فدخل النار وَرثَ أهل الجنة منـزله، فذلك قوله: (
أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ) الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP2 .
وقال ابن جُرَيْج، عن لَيْث، عن مجاهد: ( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ )
قال: ما من عبد إلا وله منـزلان: منـزل في الجنة، ومنـزل في النار، فأما
المؤمن فيُبنَى بيته الذي في الجنة، ويُهدّم بيته الذي في النار الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP ، وأما الكافر فيُهْدَم بيته الذي في الجنة، ويُبنى بيته الذي في النار. وروي عن سعيد بن جُبَيْر نحو ذلك.
فالمؤمنون يرثون منازل الكفار؛ لأنهم [كلهم] الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP خلقوا لعبادة الله تعالى الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP ، فلما قام هؤلاء المؤمنون بما وجب عليهم من العبادة، وترَكَ أولئك ما أمرُوا به مما خُلقوا له -أحرزَ هؤلاء نصيب أولئك لو كانوا أطاعوا ربهم عز وجل، بل أبلغ من هذا أيضًا، وهو ما ثبت في صحيح مسلم، عن أبي بُردَةَ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجيء يوم القيامة ناس من
المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضَعُها على اليهود
والنصارى" الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وفي لفظ له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة دَفَعَ الله لكل مسلم يهوديًّا أو نصرانيًّا، فيقال الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
: هذا فَكَاكُكَ من النار". فاستحلف عُمر بن عبد العزيز أبا بُردَةَ بالله
الذي لا إله إلا هو، ثلاث مرات، أن أباه حَدَّثه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال: فحلف له الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP . قلت: وهذه الآية كقوله تعالى: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [مريم: 63] ، وكقوله: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [الزخرف: 72] . وقد قال مجاهد، وسعيد بن جُبَيْر: الجنة بالرومية هي الفردوس.
وقال بعض السلف: لا يسمى البستان فردوسًا إلا إذا كان فيه عنب، فالله أعلم الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ
خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ
أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 .
يقول تعالى مخبرًا عن ابتداء خلق الإنسان من سلالة من طين، وهو آدم، عليه السلام، خلقه الله من صلصال من حمأ مسنون.
وقال الأعمش، عن المِنْهال بن عمرو، عن أبي يحيى، عن ابن عباس: ( مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) قال: صَفوةُ الماء.
وقال مجاهد: ( مِنْ سُلالَةٍ ) أي: من منيّ آدم.
قال ابن جرير: وإنما سمي آدم طينًا لأنه مخلوق منه.
وقال قتادة: استُلّ آدمُ من الطين. وهذا أظهر في المعنى، وأقرب إلى
السياق، فإنه آدم، عليه السلام، خلق من طين لازب، وهو الصلصال من الحمأ
المسنون، وذلك مخلوق من التراب، كما قال تعالى: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [الروم: 20] .
وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عَوْف، حدثنا قَسَامة بن
زُهَيْر، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق آدم
من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قَدْر الأرض، جاء منهم
الأحمر والأسود والأبيض، وبين ذلك، والخبيث والطيب، وبين ذلك".
وقد رواه أبو داود والترمذي، من طرق، عن عوف الأعرابي، به نحوه الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP . وقال الترمذي: حسن صحيح.
(ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً ) : هذا الضمير عائد على جنس الإنسان، كما قال في الآية الأخرى: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [السجدة: 7، 8] أي: ضعيف، كما قال: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 ، يعني: الرحمُ مُعَد لذلك مهيأ له، الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [المرسلات: 22، 23] ، أي: [إلى] الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
مدة معلومة وأجل معين حتى استحكم وتنَقَّل من حال إلى حال، وصفة إلى صفة؛
ولهذا قال هاهنا: ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ) أي: ثم
صَيَّرنا النطفة، وهي الماء الدافق الذي يخرج من صلب الرجل -وهو
ظهره-وترائب المرأة-وهي عظام صدرها ما بين الترقوة إلى الثندوة-فصارت علقة
حمراء على شكل العلقة مستطيلة. قال عكرمة: وهي دم.
(فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ) : وهي قطعة كالبَضعة من اللحم، لا
شكل فيها ولا تخطيط، ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ) يعني: شكلناها
ذات رأس ويدين ورجلين بعظامها وعصبها وعروقها.
وقرأ آخرون: ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP) .
قال ابن عباس: وهو عظم الصلب.
وفي الصحيح، من حديث أبي الزِّنَاد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل جسد ابن آدم يبلى إلا عَجْبُ الذَّنَب،
منه خلق ومنه الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP يركب" الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ) أي: وجعلنا على ذلك ما يستره ويشده
ويقويه، ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) أي: ثم نفخنا فيه الروح،
فتحرك وصار ( خَلْقًا آخَرَ ) ذا سمع وبصر وإدراك وحركة واضطراب (
فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا جعفر بن مُسافر، حدثنا
يحيى بن حسان، حدثنا النضر -يعني: ابن كثير، مولى بني هاشم-حدثنا زيد بن
علي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: إذا أتمت النطفة
أربعة أشهر، بُعِث إليها مَلك فنفخ فيها الروح في الظلمات الثلاث، فذلك قوله: ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) يعني: نفخنا فيه الروح الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
ورُوي عن أبي سعيد الخدري أنه نَفْخُ الروح.
قال ابن عباس: ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) يعني به: الروح الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP . وكذا قال مجاهد، وعكرمة، والشعبي، والحسن، وأبو العالية، والضحاك، والربيع بن أنس، والسدي، وابنُ زيد، واختاره ابنُ جرير الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقال العَوْفِيّ، عن ابن عباس: ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ )
يعني: ننقله من حال إلى حال، إلى أن خرج طفلا ثم نشأ صغيرًا، ثم احتلم، ثم
صار شابًّا، ثم كهلا ثم شيخًا، ثم هرما.
وعن قتادة، والضحاك نحو ذلك. ولا منافاة، فإنه من ابتداء الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP نفخ الروح [فيه] الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP شَرَع في هذه التنقلات والأحوال. والله أعلم.
قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن زيد بن
وهب، عن عبد الله -هو ابن مسعود-قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم ليُجمع خَلقُه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم
يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه
الروح، ويؤمر بأربع كلمات: رزقه، وأجله، وعمله، وهل هو شقي أو سعيد، فوالذي
لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا
ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها، وإن الرجل الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها".
أخرجاه من حديث سليمانَ بن مِهْرَان الأعمش الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سِنَان، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن خَيْثَمَة قال: قال عبد الله الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP -يعني: ابن مسعود-إن النطفة إذا وقعت في الرحم، طارت في كل شعر وظفر، فتمكث أربعين يوما، ثم تتحدّر الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP في الرحم فتكون علقة.
وقال الإمام أحمد أيضًا: حدثنا حسين بن الحسن، حدثنا أبو كُدَيْنة، عن
عطاء بن السائب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله قال: مَرَّ
يهوديّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه، فقالت قريش: يا
يهودي، إن هذا يَزعمُ أنه نبي. فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي.
قال: فجاءه حتى جلس، فقال: يا محمد، مِمَّ يخلق الإنسان؟ فقال: "يا يهودي،
من كلٍّ يُخْلَقُ، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة،
فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعَصَب، وأما نطفة المرأة فنطفة
رقيقة منها اللحم والدم" فقام اليهودي فقال: هكذا كان يقول من قبلك . الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن عمرو، عن أبي الطُّفَيْل، حُذَيْفَة
بن أُسَيْد الغفاري قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يدخل
المَلك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين ليلة، فيقول: يا رب،
ماذا؟ أشقي أم سعيد؟ أذكر أم أنثى؟ فيقول الله، فيكتبان الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
. فيقولان: ماذا؟ أذكر أم أنثى؟ فيقول الله عز وجل، فيكتبان ويُكْتَبُ
عمله، وأثره، ومصيبته، ورزقه، ثم تطوى الصحيفة، فلا يُزاد على ما فيها ولا
ينقص".
وقد رواه مسلم في صحيحه، من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو -وهو ابن دينار-به الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP نحوه. ومن طُرَق أخرَى، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد أبي سريحة الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP الغفاري بنحوه، والله أعلم الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا حماد بن زيد،
حدثنا عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله وكّل بالرحم مَلكًا فيقول: أي رب، نطفة. أيْ رب، علقة الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP أي رب، مضغة. فإذا أراد الله خلقها قال: يا رب، ذكر أو أنثى؟ شقي أو سعيد؟ فما الرزق والأجل؟" قال: "فذلك يكتب في بطن أمه".
أخرجاه في الصحيحين من حديث حماد بن زيد به الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقوله: ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) يعني: حين ذكر
قدرته ولطفه في خلق هذه النطفة من حال إلى حال، وشكل إلى شكل، حتى تصورت
إلى ما صارت إليه من الإنسان السَّوِيّ الكامل الخلق، قال: ( فَتَبَارَكَ
اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )
قال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا حماد بن
سلمة، حدثنا علي بن زيد، عن أنس، قال: قال عمر -يعني: ابن الخطاب رضي الله
عنه-: وافقت ربي ووافقني في أربع: نـزلت هذه الآية: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) الآية، قلت الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين. فنـزلت: ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )
وقال أيضًا: حدثنا أبي، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شَيْبَان، عن جابر
الجُعْفِي، عن عامر الشعبي، عن زيد بن ثابت الأنصاري قال: أملى عليَّ
رسولُ الله هذه الآية: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ
طِينٍ ) إلى قوله: ( خَلْقًا آخَرَ ) ، فقال معاذ: ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ
أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له
معاذ: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: "بها ختمت ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ
أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP2 .
جابر بن يزيد الجُعْفِي ضعيف جدًّا، وفي خبره هذا نَكَارة شَديدة، وذلك
أن هذه السورة مكية، وزيد بن ثابت إنما كتب الوحي بالمدينة، وكذلك الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP إسلام معاذ بن جبل إنما كان بالمدينة أيضًا، فالله أعلم الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP .
وقوله: ( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ) يعني: بعد هذه
النشأة الأولى من العدم تَصيرون إلى الموت، ( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ) يعني: النشأة الآخرة، الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [العنكبوت:20] يعني: يوم المعاد، وقيام الأرواح والأجساد، فيحاسب الخلائق، ويوفي كل عامل عمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17) الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 .
لما ذكر تعالى خَلْق الإنسان، عطف بذكر خلق السموات السبع، وكثيرًا ما يذكر تعالى خلق السموات والأرض الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP مع خلق الإنسان، كما قال تعالى: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [غافر:57] . وهكذا في أول ( الم ) السجدة، التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها [في] الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  MARGNTIP
صبيحة يوم الجمعة، في أولها خَلْقُ السموات والأرض، ثم بيان خلق الإنسان
من سلالة من طين، وفيها أمر المعاد والجزاء، وغير ذلك من المقاصد.
فقوله: ( سَبْعَ طَرَائِقَ ) : قال مجاهد: يعني السموات السبع، وهذه كقوله تعالى: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [الإسراء: 44] ، الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [نوح:15] ، الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 اللَّهُ
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ
يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1
[الطلاق:12] . وهكذا قال هاهنا: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ
طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ) أي: ويعلم ما يلج في
الأرض وما يخرج منها، وما ينـزل من السماء وما يعرُج
فيها، وهو معكم أينما كنتم، والله بما تعملون بصير. وهو -سبحانه-لا يَحجبُ
عنه سماء سماء، ولا أرض أرضًا، ولا جبل إلا يعلم ما في وَعْره، ولا بحر إلا
يعلم ما في قَعْره، يعلم عدد ما في الجبال والتلال والرمال، والبحار
والقفار والأشجار، الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B2 وَمَا
تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ
الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  B1 [الأنعام: 59]



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  Empty رد: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون

مُساهمة من طرف الزعيم السبت 28 مايو - 17:06:00

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا





الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  Empty رد: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون

مُساهمة من طرف اعصار الأحد 29 مايو - 15:13:01

اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  Empty رد: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 23:05:47

جزاك الله خيرا على الموضوع




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 40

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون  Empty رد: الجزء الأول من تفسير سورة المؤمنون

مُساهمة من طرف انور ابو البصل الأربعاء 23 مايو - 20:57:49


بآرك آلله فيكـم ونفع بكـم
اسأل الله العظيم
أن يرزقكم الفردوس الأعلى من الجنان
وأن يثيبكم البارئ على ما طرحتـم / خير الثواب
في انتظار جديدكم المميز



انور ابو البصل
انور ابو البصل
عضو قيد النشاط
عضو   قيد النشاط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 2
تاريخ الميلاد : 13/06/1981
العمر : 42

http://anwarbasal.alamuntada.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى