ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف Empty الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 20 مايو - 15:16:27

الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B2 وَجَاوَزْنَا
بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى
أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ
آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B1
يخبر تعالى عما قاله جهلة بني إسرائيل لموسى، عليه السلام، حين جاوزوا
البحر، وقد رأوا من آيات الله وعظيم سلطانه ما رأوا، ( فَأَتَوْا ) أي:
فمروا ( عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ ) قال بعض
المفسرين: كانوا من الكنعانيين. وقيل: كانوا من لخم.
قال ابن جريج: وكانوا يعبدون أصناما على صور البقر، فلهذا أثار الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
ذلك شبهة لهم في عبادتهم العجل بعد ذلك، فقالوا: ( يَا مُوسَى اجْعَلْ
لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ )
أي: تجهلون عظمة الله وجلاله، وما يجب أن ينـزه الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP عنه من الشريك والمثيل.
( إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ ) أي: هالك ( وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
وروى الإمام أبو جعفر بن جرير [رحمه الله] الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
تفسير هذه الآية من حديث محمد بن إسحاق وعَقِيل، ومعمر كلهم، عن الزهري،
عن سنان بن أبي سنان، عن أبي واقد الليثي: أنهم خرجوا من مكة مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى حنين، قال: وكان للكفار سدرة الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
يعكفون عندها، ويعلقون بها أسلحتهم، يقال لها: "ذات أنواط"، قال: فمررنا
بسدرة خضراء عظيمة، قال: فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم
ذات أنواط. فقال: "قلتم والذي نفسي بيده، كما قال قوم موسى لموسى: (
اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ
تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن سنان
بن أبي سنان الدِّيلي، عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم قبل حنين، فمررنا بسدرة، فقلت: يا نبي الله الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
اجعل لنا هذه "ذات أنواط"، كما للكفار ذات أنواط، وكان الكفار ينوطون
سلاحهم بسدرة، ويعكفون حولها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر،
هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ( اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ
آلِهَةٌ [ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ] ) الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP إنكم تركبون الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP سنن من قبلكم" الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP2
ورواه ابن أبي حاتم، من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه عن جده مرفوعا الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP2

الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B2 قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) وَإِذْ
أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ
يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ
بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B1
يذكِّرهم موسى، عليه السلام، بنعمة الله عليهم، من إنقاذهم من أسر فرعون
وقهره، وما كانوا فيه من الهوان والذلة، وما صاروا إليه من العزة
والاشتفاء من عدوهم، والنظر إليه في حال هوانه وهلاكه، وغرقه ودماره. وقد
تقدم تفسيرها في [سورة] الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP البقرة.
الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B2 وَوَاعَدْنَا
مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ
رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي
فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B1
يقول تعالى ممتنا على بني إسرائيل، بما حصل لهم من الهداية، بتكليمه
موسى، عليه السلام، وإعطائه التوراة، وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم، فذكر
تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة.
قال المفسرون: فصامها موسى، عليه السلام، فلما تم الميقات استاك بلحاء شجرة، فأمره الله تعالى أن يكمل بعشر الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP أربعين.
وقد اختلف المفسرون في هذه العشر ما هي؟ فالأكثرون على أن الثلاثين هي
ذو القعدة، والعشر عشر ذي الحجة. قاله مجاهد، ومسروق، وابن جريج. وروي عن
ابن عباس. فعلى هذا يكون قد كمل الميقات يوم النحر، وحصل فيه التكليم
لموسى، عليه السلام، وفيه أكمل الله الدين لمحمد صلى الله عليه وسلم، كما
قال تعالى: الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B2 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B1 [المائدة:3]
فلما تم الميقات عزم الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP موسى على الذهاب إلى الطور، كما قال تعالى: الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B2 يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B1
الآية [طه : 80]، فحينئذ استخلف موسى على بني إسرائيل أخاه هارون، وأوصاه
بالإصلاح وعدم الإفساد. وهذا تنبيه وتذكير، وإلا فهارون، عليه السلام، نبي
شريف كريم على الله، وله وجاهة وجلالة، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى سائر
الأنبياء الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B2 وَلَمَّا
جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي
أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ
فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ
لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ
سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B1
يخبر تعالى عن موسى، عليه السلام، أنه لما جاء لميقات الله تعالى، وحصل له التكليم من الله [تعالى] الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP سأل الله تعالى أن ينظر إليه فقال: ( رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي )

وقد أشكل حرف "لن" هاهنا على كثير من العلماء؛ لأنها موضوعة لنفي
التأبيد، فاستدل به المعتزلة على نفي الرؤية في الدنيا والآخرة. وهذا أضعف
الأقوال؛ لأنه قد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن
المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة، كما سنوردها عند قوله تعالى: الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B2 وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B1 [القيامة:22 ، 24] .
وقوله تعالى إخبارًا عن الكفار: الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B2 كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B1 [المطففين:15]
وقيل: إنها لنفي التأبيد في الدنيا، جمعا بين هذه الآية، وبين الدليل القاطع على صحة الرؤية في الدار الآخرة.
وقيل: إن هذا الكلام في هذا المقام كالكلام في قوله تعالى: الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B2 لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B1 وقد تقدم ذلك في الأنعام [الآية:103].
وفي الكتب المتقدمة أن الله تعالى قال لموسى، عليه السلام: "يا موسى،
إنه لا يراني حي إلا مات، ولا يابس إلا تدهده"؛ ولهذا قال تعالى: (
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى
صَعِقًا )
قال أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسير هذه الآية: حدثنا أحمد بن سُهَيْل
الواسطي، حدثنا قُرَّة بن عيسى، حدثنا الأعمش، عن رجل، عن أنس، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: "لما تجلى ربه للجبل، أشار بإصبعه فجعله دكًا"
وأرانا أبو إسماعيل بإصبعه السبابة الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
هذا الإسناد فيه رجل مبهم لم يسم، ثم قال الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
حدثني المثنى، حدثنا حجَّاج بن مِنْهال، حدثنا حَمَّاد، عن لَيْث، عن
أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: ( فَلَمَّا تَجَلَّى
رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ) قال: "هكذا بإصبعه -ووضع النبي صلى
الله عليه وسلم إصبعه الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر-فساخ الجبل" الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
هكذا وقع في هذه الرواية "حماد بن سلمة، عن ليث، عن أنس". والمشهور: "حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس"، كما قال ابن جرير:
حدثني المثنى، حدثنا هُدْبَة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن
أنس قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال ( فَلَمَّا تَجَلَّى
رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ) قال: وضع الإبهام قريبًا من طرف
خنصره، قال: فساخ الجبل -قال حميد لثابت: تقول هذا؟ فرفع ثابت يده فضرب صدر
حميد، وقال: يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقوله أنس وأنا أكتمه؟ الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
وهكذا رواه الإمام أحمد في مسنده: حدثنا أبو المثنى، معاذ بن معاذ العنبري، حدثنا حماد بن سلمة،
حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم في
قوله: ( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ [ جَعَلَهُ دَكًّا ] ) الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
قال: قال هكذا -يعني أنه خرج طرف الخنصر -قال أحمد: أرانا معاذ، فقال له
حميد الطويل: ما تريد إلى هذا يا أبا محمد؟ قال: فضرب صدره ضربة شديدة
وقال: من أنت يا حميد؟! وما أنت يا حميد؟! يحدثني به أنس بن مالك عن النبي
صلى الله عليه وسلم، فتقول أنت: ما تريد إليه؟!
وهكذا رواه الترمذي في تفسير هذه الآية عن عبد الوهاب بن الحكم الوراق،
عن معاذ بن معاذ به. وعن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن سليمان بن
حرب، عن حماد [بن سلمة] الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP به الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP ثم قال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد.
وهكذا رواه الحاكم في مستدركه من طرق، عن حماد بن سلمة، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP2
ورواه أبو محمد الحسن الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
بن محمد الخلال، عن محمد بن علي بن سُوَيْد، عن أبي القاسم البغوي، عن
هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، فذكره وقال: هذا إسناد صحيح لا علة فيه.
وقد رواه داود بن المحبر، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا [وهذا ليس
بشيء، لأن داود ابن المحبر كذاب ورواه الحافظان أبو القاسم الطبراني وأبو
بكر] الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP بنحوه الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
وأسنده ابن مردويه من طريقين، عن سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قتادة، عن أنس مرفوعا الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP2 بنحوه، وأسنده ابن مردويه من طريق ابن البيْلِمِاني، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعا، ولا يصح أيضًا.
وقال السُّدِّي، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس في قول الله تعالى: (
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ ) قال: ما تجلى منه إلا قدر الخنصر (
جَعَلَهُ دَكًّا ) قال: ترابا ( وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ) قال: مغشيًا
عليه. رواه ابن جرير.
وقال قتادة: ( وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ) قال: ميتًا.
وقال سفيان الثوري: ساخ الجبل في الأرض، حتى وقع في البحر فهو يذهب معه الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
وقال سُنَيْد، عن حجاج بن محمد الأعور، عن أبي بكر الهذلي: ( فَلَمَّا
تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ) انقعر فدخل تحت الأرض، فلا
يظهر إلى يوم القيامة.
وجاء في بعض الأخبار أنه ساخ في الأرض، فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة، رواه ابن مردويه.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عمر بن شَبَّة، حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان
الكناني، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن معاوية بن عبد الله، عن الجلد بن
أيوب، عن معاوية بن قُرَّة، عن أنس بن مالك؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: "لما تجلى الله للجبال الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP طارت لعظمته ستة أجبل، فوقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة، بالمدينة: أحد، وورقان، ورضوى. ووقع بمكة: حراء، وثَبِير، وثور".
وهذا حديث غريب، بل منكر الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP2
وقال ابن أبي حاتم: ذكر عن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، حدثنا
الهَيْثَم بن خارجة، حدثنا عثمان بن حُصَين بن عَلاق، عن عُرْوة بن رُوَيم
قال: كانت الجبال قبل أن يتجلى الله لموسى على الطور صُمًا مُلْسا، فلما
تجلى الله لموسى على الطور دك الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP وتفطرت الجبال فصارت الشقوق والكهوف.
وقال الربيع بن أنس: ( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ
دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ) وذلك أن الجبل حين كشف الغطاء ورأى النور،
صار مثل دك من الدكاك. وقال بعضهم: ( جَعَلَهُ دَكًّا ) أي: فتته.
وقال مجاهد في قوله: ( وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ
اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ) فإنه أكبر منك وأشد خلقا، (
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ ) فنظر إلى الجبل لا يتمالك، وأقبل
الجبل فدك على أوله، ورأى موسى ما يصنع الجبل، فخر صعقًا.
وقال عكرمة: ( جَعَلَهُ دَكًّا ) قال: نظر الله إلى الجبل، فصار صحراء ترابًا.
وقد قرأ بهذه القراءة بعض القراء، واختارها ابن جرير، وقد ورد فيها حديث مرفوع، رواه بن مردويه.
والمعروف أن "الصَّعْق" هو الغشي هاهنا، كما فسره ابن عباس وغيره، لا
كما فسره قتادة بالموت، وإن كان ذلك صحيحًا في اللغة، كقوله تعالى: الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B2 وَنُفِخَ
فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا
مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ
يَنْظُرُونَ الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف B1 [الزمر:68] فإن هناك قرينة تدل على الموت كما أن هنا قرينة تدل على الغشي، وهي قوله: ( فَلَمَّا أَفَاقَ ) والإفاقة إنما تكون من الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP غشي.
( قَالَ سُبْحَانَكَ ) تنـزيها وتعظيما وإجلالا أن يراه أحد من الدنيا إلا مات.
وقوله: ( تُبْتُ إِلَيْكَ ) قال مجاهد: أن أسألك الرؤية.

( وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) قال ابن عباس ومجاهد: من بني
إسرائيل. واختاره ابن جرير. وفي رواية أخرى عن ابن عباس: ( وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُؤْمِنِينَ ) أنه لا يراك أحد. وكذا قال أبو العالية: قد كان قبله
مؤمنون، ولكن يقول: أنا أول من آمن بك أنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم
القيامة.
وهذا قول حسن له اتجاه. وقد ذكر محمد بن جرير في تفسيره هاهنا أثرًا طويلا فيه غرائب وعجائب، عن محمد بن إسحاق بن يسار [رحمه الله] الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP وكأنه تلقاه من الإسرائيليات الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP والله [تعالى] الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP أعلم.
وقوله: ( وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ) فيه أبو سعيد وأبي هريرة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم فأما حديث أبي سعيد، فأسنده البخاري في صحيحه هاهنا،
فقال:
حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن
أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى
الله عليه وسلم قد لطم وجهه، فقال: يا محمد، إن رجلا من أصحابك من الأنصار
لطم وجهي. قال: "ادعوه" فدعوه، قال: "لم لطمت وجهه؟" قال: يا رسول الله،
إني مررت باليهودي فسمعته يقول: والذي اصطفى موسى على البشر.
قال: قلت: وعلى محمد؟ فأخذتني غضبة الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
فلطمته، قال: "لا تخيروني من بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة،
فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري
أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور".
وقد رواه البخاري في أماكن كثيرة من صحيحه، ومسلم في أحاديث الأنبياء من
صحيحه، وأبو داود في كتاب "السنة" من سننه من طرق، عن عمرو بن يحيى بن
عمارة بن أبي الحسن المازني الأنصاري المدني، عن أبيه، عن أبي سعيد سعد بن
مالك بن سنان الخدري، به الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP2
وأما حديث أبي هريرة فقال الإمام أحمد في مسنده:
حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: استب
رجلان: رجل من المسلمين، ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدًا
على العالمين. وقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فغضب المسلم
على اليهودي فلطمه، فأتى اليهودي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله
فأخبره، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعترف بذلك، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "لا تخيروني على موسى؛ فإن الناس يصعقون يوم القيامة،
فأكون أول من يفيق، فأجد موسى ممسكًا بجانب العرش، فلا أدري أكان ممن صعق
فأفاق قبلي، أم كان ممن استثناه الله، عز وجل". أخرجاه في الصحيحين، من
حديث الزهري، به الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP
وقد روى الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا، رحمه الله: أن الذي لطم اليهودي في هذه القضية هو أبو بكر الصديق، رضي الله عنه الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP2 ولكن تقدم في الصحيحين أنه رجل من الأنصار، وهذا هو أصح وأصرح، والله أعلم.
والكلام في قوله، عليه السلام: "لا تخيروني على موسى"، كالكلام على
قوله: "لا تفضلوني على الأنبياء ولا على يونس بن متى"، قيل: من باب
التواضع. وقيل: قبل أن يعلم بذلك. وقيل: نهى أن يفضل بينهم على وجه الغضب
والتعصب. وقيل: على وجه القول بمجرد الرأي والتشهي، والله أعلم.
وقوله: "فإن الناس يصعقون يوم القيامة"، الظاهر أن هذا الصعق يكون في
عرصات القيامة، يحصل أمر يصعقون منه، والله أعلم به. وقد يكون ذلك إذا جاء
الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء، وتجلى للخلائق الملك الديان، كما صعق موسى
من تجلي الرب، عز وجل، ولهذا قال، عليه السلام: "فلا أدري أفاق قبلي أم
جوزي بصعقة الطور" ؟
وقد روى القاضي عياض في أوائل كتابه "الشفاء" بسنده عن محمد بن محمد بن
مرزوق: حدثنا قتادة، حدثنا الحسن، عن قتادة، عن يحيى بن وثاب، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما تجلى الله لموسى، عليه
السلام، كان يبصر النملة على الصفا في الليلة الظلماء، مسيرة عشرة فراسخ" الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف MARGNTIP ثم قال: "ولا يبعد على هذا أن يختص نبيا بما ذكرناه من هذا الباب، بعد الإسراء والحظوة بما رأى من آيات ربه الكبرى.
انتهى ما قاله، وكأنه صحح هذا الحديث، وفي صحته نظر، ولا يخلو رجال
إسناده من مجاهيل لا يعرفون، ومثل هذا إنما يقبل من رواية العدل الضابط عن
مثله، حتى ينتهي إلى منتهاه، والله أعلم.



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف Empty رد: الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف

مُساهمة من طرف الزعيم الجمعة 20 مايو - 17:46:31

جميل جدا ونشاط مميز شكرا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف Empty رد: الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 20 مايو - 18:14:17

منور الموضوع أخي لا تحرمنا ردودك



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف Empty رد: الجزء السابع عشر من تفسير سورة الأعراف

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 22:10:03

شكرا على الموضوع
لا تبخل علينا




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 40

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى