ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Empty الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف اعصار الثلاثاء 17 مايو - 16:11:50

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B2






يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ







(51)






فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ
يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ
يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا
أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ







(52)






وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ
جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ







(53) الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B1
ينهى تعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى، الذين هم أعداء الإسلام وأهله، قاتلهم الله، ثم أخبر الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
أن بعضهم أولياء بعض، ثم تهدد وتوعد من يتعاطى ذلك فقال: ( وَمَنْ
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ] ) الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
قال الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
ابن أبي حاتم: حدثنا كثير بن شهاب، حدثنا محمد -يعني ابن سعيد بن
سابق-حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن سِمَاك بن حَرْب، عن عِياض: أن عمر أمر أبا
موسى الأشعري أن يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أديم واحد، وكان له كاتب
نصراني، فرفع إليه ذلك، فعجب عمر [رضي الله عنه] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip وقال: إن هذا لحفيظ، هل أنت قارئ لنا كتابًا في المسجد جاء من الشام؟ فقال: إنه لا يستطيع [أن يدخل المسجد] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
فقال عمر: أجُنُبٌ هو؟ قال: لا بل نصراني. قال: فانتهرني وضرب فخذي، ثم
قال: أخرجوه، ثم قرأ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ [بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ] ) الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
ثم قال الحسن بن محمد بن الصباح: حدثنا عثمان بن عمر، أنبأنا ابن
عَوْن، عن محمد بن سِيرِين قال: قال عبد الله بن عتبة: ليتق أحدكم أن يكون
يهوديًا أو نصرانيًا، وهو لا يشعر. قال: فظنناه يريد هذه الآية: ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاءَ [بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ] ) الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip الآية . وحدثنا الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن فضيل، عن عاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنه سئل
عن ذبائح نصارى العرب، فقال: كُلْ، قال الله تعالى: ( وَمَنْ
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )
وروي عن أبي الزناد، نحو ذلك.
وقوله: ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) أي: شك، وريب،
ونفاق ( يُسَارِعُونَ فِيهِمْ ) أي: يبادرون إلى موالاتهم ومودتهم في
الباطن والظاهر، ( يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ) أي:
يتأولون في مودتهم وموالاتهم أنهم يخشون أن يقع أمر من ظفر الكفار
بالمسلمين، فتكون لهم أياد عند اليهود والنصارى، فينفعهم ذلك، عند ذلك قال
الله تعالى: ( فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ ) قال السُّدِّي:
يعني فتح مكة. وقال غيره: يعني القضاء والفصلِ ( أَوْ أَمْرٍ مِنْ
عِنْدِهِ ) قال السُّدِّي: يعني ضرب الجزية على < 3-133 >
اليهود والنصارى ( فَيُصْبِحُوا ) يعني: الذين والوا اليهود والنصارى من
المنافقين ( عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) من
الموالاة ( نَادِمِينَ ) أي: على ما كان منهم، مما لم يُجْد عنهم الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
شيئًا، ولا دفع عنهم محذورًا، بل كان عين المفسدة، فإنهم فضحوا، وأظهر
الله أمرهم في الدنيا لعباده المؤمنين، بعد أن كانوا مستورين لا يدرى كيف
حالهم. فلما انعقدت الأسباب الفاضحة لهم، تبين أمرهم لعباد الله المؤمنين،
فتعجبوا منهم كيف كانوا يظهرون أنهم من المؤمنين، ويحلفون على ذلك
ويتأولون، فبان كذبهم وافتراؤهم؛ ولهذا قال تعالى: ( وَيَقُولُ الَّذِينَ
آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ
إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ )
وقد اختلف القراء في هذا الحرف، فقرأه الجمهور بإثبات الواو في قوله: (
وَيَقُولُ الَّذِينَ ) ثم منهم من رفع ( وَيَقُولُ ) على الابتداء، ومنهم
من نصب عطفًا على قوله: ( فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ
أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ ) تقديره "أن يأتي"وأن يقول"، وقرأ أهل المدينة: (
يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا ) بغير واو، وكذلك هو في مصاحفهم على ما ذكره
ابن جرير، قال ابن جُرَيْج، عن مجاهد: ( فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ
بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ ) حينئذ ( وَيَقُولُ الَّذِينَ
آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ
إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ )
واختلف المفسرون في سبب نـزول هذه الآيات الكريمات، فذكر السُّدِّي
أنها نـزلت في رجلين، قال أحدهما لصاحبه بعد وقعة أحد: أما أنا فإني ذاهب
إلى ذلك اليهودي، فآوي إليه وأتهود معه، لعله ينفعني إذا وقع أمر أو حدث
حادث! وقال الآخر: وأما أنا فأذهب إلى فلان النصراني بالشام، فآوي إليه
وأتنصر معه، فأنـزل الله [عز وجل] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ) الآيات.
وقال عكرمة: نـزلت في أبي لُبَابة بن عبد المنذر، حين بعثه رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى بني قُرَيْظَة، فسألوه: ماذا هو صانع بنا؟ فأشار
بيده إلى حلقه، أي: إنه الذبح. رواه ابن جرير.
وقيل: نـزلت في عبد الله بن أبيّ بن سَلُول، كما قال ابن جرير:
حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا ابن إدريس قال: سمعت أبيّ، عن عطية بن سعد
قال: جاء عبادة بن الصامت، من بني الخزرج، إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي موالي من يهود كثير عددهم، وإني أبرأ إلى
الله ورسوله من ولاية يهود، وأتولى الله ورسوله. فقال عبد الله بن أبي: إني
رجل أخاف الدوائر، لا أبرأ من ولاية موالي. فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لعبد الله بن أبي: "يا أبا الحُباب، ما بَخِلْتَ به من ولاية يهود على
عبادة بن الصامت فهو لك دونه". قال: قد قبلت! فأنـزل الله عز وجل: ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاءَ [بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ] ) الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip إلى قوله: ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip . < 3-134 >

ثم قال ابن جرير: حدثنا هَنَّاد، حدثنا يونس بن بُكَيْر، حدثنا عثمان
بن عبد الرحمن، عن الزهري قال: لما انهزم أهل بدر قال المسلمون لأوليائهم
من يهود: آمنوا قبل أن يصيبكم الله بيوم مثل يوم بدر! فقال مالك بن الصيف:
أغركم أن أصبتم رهطًا من قريش لا علم لهم بالقتال!! أما لو أمْرَرْنا الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip العزيمة أن نستجمع عليكم، لم يكن لكم يَدٌ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip بقتالنا الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip فقال عبادة: يا رسول الله، إن أوليائي من اليهود كانت شديدة أنفسهم، كثيرًا سلاحهم، شديدة شوكتهم، وإني أبرأ إلى الله [تعالى] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip وإلى رسوله من ولاية يهود، ولا مولى لي إلا الله ورسوله. فقال عبد الله بن أبي: لكني لا أبرأ من ولاء يهود الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip أنا رجل لا بد لي منهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا الحباب أرأيت الذي نفست به من ولاء الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
يهود على عبادة بن الصامت، فهو لك دونه؟" فقال: إذا أقبلُ! قال: فأنـزل
الله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ
وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ [بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ] ) الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip إلى قوله:
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B2 وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B1
[المائدة: 67]. الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
وقال محمد بن إسحاق: فكانت أول قبيلة من اليهود نقضت ما بينها وبين
رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو قينقاع. فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة
قال: فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نـزلوا على حكمه، فقام إليه
عبد الله بن أبي بن سلول، حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمد، أحسن في
مَوَالي. وكانوا حلفاء الخزرج، قال: فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فقال: يا محمد، أحسن في موالي. قال: فأعرض عنه. فأدخل يده في جيب درع
رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"أرسلني". وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رُئِي لوجهه ظللا ثم قال:
"ويحك أرسلني". قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن في مَوَالي، أربعمائة
حاسر، وثلاثمائة دارع، قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip في غداة واحدة؟! إني امرؤ أخشى الدوائر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هُم لك." الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
قال محمد بن إسحاق: فحدثني أبو إسحاق بن يَسار، عن عبادة بن الوليد بن
عبادة بن الصامت قال: لما حاربت بنو قَيْنُقَاع رسول الله صلى الله عليه
وسلم، تشبث بأمرهم عبد الله بن أبيّ، وقام دونهم، ومشى

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip




عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أحد بني عَوْف بن
الخزرج، له من حلفهم مثل الذي لعبد الله بن أبي، فجعلهم إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من حلفهم، وقال:
يا رسول الله، أتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وأتولى الله ورسوله
والمؤمنين، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم. ففيه وفي عبد الله بن أبي نـزلت
الآيات في المائدة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) إلى
قوله: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B2 وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B1
[المائدة: 56]
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
.
وقال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن < 3-135 >
إسحاق، عن الزهري، عن عُرْوَة، عن أسامة بن زيد قال: دخلت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبيّ نعوده، فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم: "قد كنت أنهاك عن حُبّ يهود". فقال عبد الله: فقد أبغضهم أسعد
بن زرارة، فمات.
وكذا رواه أبو داود، من حديث محمد بن إسحاق. الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B2






يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ
يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ







(54)






إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ







(55)






وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ







(56)




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا
دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ





(57)

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B1
يقول تعالى مخبرا عن قدرته العظيمة أن من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته، فإن الله يستبدل به من هو خير لها منه الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip وأشد منعة وأقوم سبيلا كما قال تعالى:

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B2 وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B1
[محمد: 38] وقال تعالى:

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B2 إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B1
[النساء:133]، وقال تعالى:

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B2 إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B1
[إبراهيم:19 ، 20] أي: بممتنع ولا صعب. وقال تعالى هاهنا: ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ ) أي: يرجع عن
الحق إلى الباطل.
قال محمد بن كعب: نـزلت في الولاة من قريش. وقال الحسن البصري: نـزلت في أهل الردة أيام أبي بكر.
( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) قال الحسن: هو والله أبو بكر وأصحابه [رضي الله عنهم] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip رواه ابن أبي حاتم.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: سمعت أبا بكر بن عياش يقول في قوله الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) هم
أهل القادسية. وقال لَيْث بن أبي سليم، عن مجاهد: هم قوم من سبأ.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا عبد الله بن الأجلح،
عن محمد بن عمرو، عن سالم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله: ( فَسَوْفَ
يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) قال: ناس من أهل
اليمن، ثم من كِنْدَة، ثم من السَّكُون.
وحدثنا أبي، حدثنا محمد بن المصفى، حدثنا معاوية -يعني ابن حفص-عن أبي
زياد الحلفاني، عن محمد بن المُنْكَدر، عن جابر بن عبد الله قال: سُئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) قال: "هؤلاء قوم من أهل اليمن، ثم من كندة،
ثم من السكون، ثم من < 3-136 >
تجيب". الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip2 وهذا حديث غريب جدا.
وقال ابن أبى حاتم: حدثنا عمر بن شَبَّة، حدثنا عبد الصمد -يعني ابن
عبد الوارث-حدثنا شعبة، عن سِمَاك، سمعت عياضًا يحدث عن الأشعري قال: لما
نـزلت: ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم قوم هذا". ورواه ابن جرير من حديث
شعبة بنحوه. الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip2
وقوله تعالى: ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى
الْكَافِرِينَ ) هذه صفات المؤمنين الكُمَّل أن يكون أحدهم متواضعًا الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip لأخيه ووليه، متعززًا على خصمه وعدوه، كما قال تعالى:
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B2 مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B1
[الفتح: 29]. وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه: "الضحوك القتال" فهو ضحوك لأوليائه قتال لأعدائه.
وقوله [تعالى] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
( يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ )
أي: لا يردهم عما هم فيه من طاعة الله، وقتال أعدائه، وإقامة الحدود،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يردهم عن ذلك راد، ولا يصدهم عنه
صاد، ولا يحيك فيهم لوم الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip لائم ولا عذل عاذل.
قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا سلام أبو المنذر، عن محمد بن واسع، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: أمرني الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع، أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني
أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرحم وإن
أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا، وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرًا،
وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من قول: لا حول ولا
قوة إلا بالله، فإنهن من كنـز تحت العرش. الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
وقال الإمام أحمد أيضًا: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان عن أبي الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
المثنى؛ أن أبا ذر قال: بايعني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خمسا
وواثقني سبعًا، وأشهد الله على تسعًا، أني لا أخاف في الله لومة لائم. قال
أبو ذر: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هل لك إلى بيعة ولك
الجنة؟" قلت: نعم، قال: وبسطت يدي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو
يشترط: على ألا تسأل الناس شيئا؟ قلت: نعم قال: "ولا سوطك وإن < 3-137 >
سقط منك يعني الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip تنـزل إليه فتأخذه." الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن الحسن، حدثنا جعفر، عن المعلى القُرْدوسي، عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا لا يمنعن أحدكم رَهْبةُ
الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجل، ولا يُبَاعد من
رزق الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip أن يقول بحق أو يذكر الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip بعظيم". تفرد به أحمد. الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
وقال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن زُبَيْد عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَحْقِرَنَّ أحدكم نفسه أن
يرى أمرًا لله فيه مَقَال، فلا يقول فيه، فيقال له يوم القيامة: ما منعك أن
تكون قلت فيّ كذا وكذا؟ فيقول: مخافة الناس. فيقول: إياي أحق أن تخاف".
ورواه ابن ماجه من حديث الأعمش، عن عَمْرو بن مرة به. الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip وروى أحمد وابن ماجه، من حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي طُوَالة الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip عن نهار بن عبد الله العبدي المدني، عن أبي سعيد الخدري الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليسأل العبد يوم القيامة، حتى
إنه ليسأله يقول له: أيْ عبدي، رأيت منكرًا فلم تنكره؟ فإذا لَقَّن الله
عبدًا حجته، قال: أيْ رب، وثقت بك وخفت الناس". الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
وثبت في الصحيح: "ما ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه"، قالوا: وكيف يذلّ نفسه يا رسول الله؟ قال: "يتحمل من البلاء ما لا يطيق". الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip2
( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ) أي: من اتصف بهذه
الصفات، فإنما هو من فضل الله عليه، وتوفيقه له، ( وَاللَّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ ) أي: واسع الفضل، عليم بمن يستحق ذلك ممن يَحْرمه إياه.
وقوله: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ
آمَنُوا ) أي: ليس اليهود بأوليائكم، بل ولايتكم راجعة إلى الله ورسوله
والمؤمنين. < 3-138 >

وقوله: ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ [وَهُمْ رَاكِعُونَ] ) الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip أي: المؤمنون المتصفون بهذه الصفات، من إقام الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام، وهي له وحده الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip لا شريك له، وإيتاء الزكاة التي هي حق المخلوقين ومساعدة للمحتاجين من الضعفاء والمساكين.
وأما قوله ( وَهُمْ رَاكِعُونَ ) فقد توهم بعضهم أن هذه الجملة في موضع
الحال من قوله: ( وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) أي: في حال ركوعهم، ولو كان
هذا كذلك، لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره؛ لأنه ممدوح، وليس
الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى، وحتى إن بعضهم
ذكر في هذا أثرًا عن علي بن أبي طالب: أن هذه الآية نـزلت فيه: [ذلك] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip أنه مر به سائل في حال ركوعه، فأعطاه خاتمه.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا أيوب بن
سُوَيْد، عن عتبة بن أبي حكيم في قوله: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) قال: هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب. الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
وحدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا الفضل بن دُكَيْن أبو نعيم الأحول، حدثنا
موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كُهَيْل قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع،
فنـزلت: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
. وقال ابن جرير: حدثني الحارث، حدثنا عبد العزيز، حدثنا غالب بن
عبيد الله، سمعت مجاهدًا يقول في قوله: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ ) الآية: نـزلت في علي بن أبي طالب، تَصَّدَق وهو راكع الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
وقال عبد الرزاق: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس في
قوله: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) الآية: نـزلت في علي
بن أبي طالب.
عبد الوهاب بن مجاهد لا يحتج به.
ورواه ابن مَرْدُويه، من طريق سفيان الثوري، عن أبي سِنان، عن الضحاك،
عن ابن عباس قال: كان علي بن أبي طالب قائمًا يصلي، فمر سائل وهو راكع،
فأعطاه خاتمه، فنـزلت: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )
الآية.
الضحاك لم يلق ابن عباس.
وروى ابن مَرْدُويه أيضًا عن طريق محمد بن السائب الكلبي -وهو متروك-عن
أبي صالح، عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد،
والناس يصلون، بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أعطاك أحد شيئًا؟" قال: نعم. قال: "من؟"
قال: ذلك الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
الرجل القائم. قال: "على أي حال أعطاكه؟" قال: وهو راكع، قال: "وذلك علي
بن أبي طالب". قال: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، وهو يقول: (
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ
اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )
< 3-139 >

وهذا إسناد لا يفرح به.
ثم رواه ابن مردويه، من حديث علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، نفسه،
وعمار بن ياسر، وأبي رافع. وليس يصح شيء منها بالكلية، لضعف أسانيدها
وجهالة رجالها. ثم روى بسنده، عن ميمون بن مِهْران، عن ابن عباس في قوله: (
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) نـزلت في المؤمنين، وعلي بن
أبي طالب أولهم.
وقال ابن جرير: حدثنا هَن‍َّاد، حدثنا عبدة، عن عبد الملك، عن أبي جعفر قال: سألته عن هذه [الآية] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
قلنا: من الذين آمنوا؟ قال: الذين آمنوا! قلنا: بلغنا أنها نـزلت في علي
بن أبي طالب! قال: عَلِيٌّ من الذين آمنوا.
وقال أسباط، عن السُّدِّي: نـزلت هذه الآية في جميع المؤمنين، ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
وقال علي بن أبي طلحة الوالبي، عن ابن عباس: من أسلم فقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا. رواه ابن جرير.
وقد تقدم في الأحاديث التي أوردنا الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
أن هذه الآيات كلها نـزلت في عبادة بن الصامت، رضي الله عنه، حين تبرأ من
حلْف يَهُود، ورضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين؛ ولهذا قال تعالى بعد هذا
كله: ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ
حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) كما قال تعالى: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B2 كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ *
لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ
مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ
أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي
قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ
حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B1
[المجادلة: 21 ، 22]
فكل من رضي بولاية الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip الله ورسوله والمؤمنين فهو مفلح في الدنيا والآخرة [ومنصور في الدنيا والآخرة] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip ؛ ولهذا قال [الله] الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip
تعالى في هذه الآية الكريمة: ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )

< 3-140 >

وهذا تنفير من موالاة أعداء الإسلام وأهله، من الكتابيين والمشركين،
الذين يتخذون أفضل ما يعمله العاملون، وهي شرائع الإسلام المطهرة المحكمة
المشتملة على كل خير دنيوي وأخروي، يتخذونها ( هُزُوًا وَلَعِبًا )
يستهزئون الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip بها، ( وَلَعِبًا ) يعتقدون أنها نوع من اللعب في نظرهم الفاسد، وفكرهم البارد كما قال القائل: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Margntip

وَكَــمْ مِـنْ عَـائبٍ قَـولا صَحِيحًـا


وآفَتُـــهُ مِــن الْفَهــم السَّــقِيمِ
وقوله: ( مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ ) "من" ههنا لبيان الجنس، كقوله: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B2 فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B1
[الحج:30]، وقرأ بعضهم ( وَالْكُفَّارِ ) بالخفض عطفا، وقرأ آخرون بالنصب
على أنه معمول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ
اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلِكُمْ ) تقديره: ولا الكفار أولياء، أي: لا تتخذوا هؤلاء ولا
هؤلاء أولياء.
والمراد بالكفار ههنا المشركون، وكذا وقع في قراءة ابن مسعود، فيها
رواه ابن جرير: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ
اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ) .
وقوله: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) أي: اتقوا
الله أن تتخذوا هؤلاء الأعداء لكم ولدينكم أولياء ( إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ ) بشرع الله الذي اتخذه هؤلاء هزوًا ولعبًا، كما قال تعالى: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B2
لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ
إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  B1
[آل عمران: 28].



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف الزعيم الثلاثاء 17 مايو - 17:00:05

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  11111113

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف اعصار الثلاثاء 17 مايو - 17:31:14

نورت الموضوع مشكور



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34527

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 15:21:28

شكرا على الموضوع




أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 27

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء الرابع عشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 23:02:06

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 40

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى