جرير :أجدَّ اليومَ جيرتكَ ارتحالا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
جرير :أجدَّ اليومَ جيرتكَ ارتحالا
أجدَّ اليومَ جيرتكَ ارتحالا | و لا تهوى بذي العشرِ الزيالا |
قفا عوجا على َ دمنٍ برهبي | فحيوا رسمهنَّ وانْ أحالا |
وَشَبّهْتُ الحُدوجِ غَداة َ قَوٍّ، | سَفِينَ الهِنْدِ رَوّحَ مِنْ أَوَالا |
جَعَلنَ القَصْدَ عَن شَطِبٍ يميناً، | و عن أجمادِ ذي بقرٍ شمالا |
جمعنْ لنا مواعدَ معجباتٍ | و بخلاً دونَ سؤلكَ واعتلالا |
أوَانِيسُ لم يَعِشْنَ بعَيشِ سَوْءٍ | يجددنَ المواعدَ والمطالا |
فَقَد أفنَينَ عُمرَكَ، كلَّ يَوْمٍ، | بِوَعْدٍ ما جَزَينَ بِهِ قِبالا |
و لة يهوينَ ذاكَ سقينَ عذباً | على العلاتِ آونة ً زلالا |
و لكنَّ الحماة َ حموكَ عنهُ | فَما تُسْقَى على ظمَإٍ بِلالا |
ألا تَجْزِينَ وُدّي في لَيَالٍ، | وَأيّامٍ، وَصَلْتُ بِهِ طِوَالا |
أحبُّ الظاعنينَ غداة َ قوٍّ | و لا اهوى المقيمَ بهِ الحلالا |
لَقد ذرَفَتْ دُموعُكَ يَوْمَ رَدّوا | لِبَينِ الحَيّ فاحتَمَلُوا الجِمالا |
و في الأظعانِ مثلُ مهى رماحٍ | نصبنَ لهُ المصايدَ والحبالا |
فَمَا أشّوَينَ حِينَ رَمَينَ قَلْبي | سِهَاماً لَمْ يَرِشْنَ لهَا نِبَالا |
ووَلَكِنْ بالعُيُونِ وَكُلّ خَدٍّ، | تَخَالُ بهِ، لبَهجَتِهِ، صِقالا |
لَعَمْرُكَ ما يَزِيدُكَ قُرْبُ هِنْدٍ، | إذا مَا زُرْتَهَا، إلاّ خَبَالا |
و قد قالَ الوشاة ُ فأفزعونا | ببَعْضِ القَوْلِ نَكْرَهُ أنْ يُقالا |
رأيتكَ يا أخيطلُ إذْ جرينا | و جربتِ الفراسة ُ كنتَ فالا |
و قدْ نخسَ الفرزدقُ بعدَ جهدٍ | فألقَى القَوْسَ إذْ سَئمَ النّضَالا |
وَنَحنُ الأفضَلونَ، فأيَّ يَوْمَ، | تقولُ التغلبيُّ رجا الفضالا |
ألمْ ترَ أنَّ عزَّ بني تميمٍ | بناهُ اللهُ يومَ بنيَ الجبالا |
بَني لَهُمُ رَوَاسيَ شَامِخَاتٍ، | و عاليَ اللهِ ذروتهُ فطالا |
بَنَى لي كُلُّ أزْهَرَ خِنْدِفِيٌّ، | يُبَارِي، في سُرَادِقِهِ، الشَّمالا |
تنصفهُ البرية ُ وهوَ سامٍ | و يمسي العالمونَ لهُ عيالا |
تواضعتِ القرومُ لخندفيّ | اذا شئنا تخمط ثمَّ صالا |
وَيَسْعَى التْغلِبيُّ، إذا اجتَبْينَا، | بحزيتهِ وينتظرُ الهلالا |
لَقيتُمْ، بالجَزِيرَة ِ، خَيْلَ قَيْسٍ | فقلتمْ مارَ سرجسَ لا قتالا |
فلا خيلٌ لكمْ صبرتْ لخيلٍ | و لا أغنتْ رجالكمُ رجالا |
و أسلتمْ شعيثَ بني مليلٍ | أصابَ السيفُ عاتقهُ فمالا |
شَرِبْتَ الخَمْرَ بَعدَ أبي غُوَيْث | فَلا نَعِمَتْ لَكَ النَّشَوَاتُ بَالا |
تسوفُ التغلبية ُ وهيَ سكرى | قَفَا الخِنْزِيرِ، تَحْسِبُهُ غَزَالا |
تظلُّ الخمرُ تخلجُ أخدعيها | وَتَشكو في قَوَائِمِهَا امْذِلالا |
أتحسبُ فلسَ أمكَ كانَ مجدا | و جدكمُ عنْ النقدِ الجفالا |
تَنَاوَلْ مَا وَجدْتَ أباكَ يَبْني، | فأما الخندفيَّ فلنْ تنالا |
ألَيْسَ أبو الأخَيْطِلِ تَغْلِبيّاً؟ | فبئسَ التغلبيُّ أباً وخالا |
إذا ما كانَ خالكَ تغلبياً | فبادلْ إنْ وجدتَ لهُ بدالا |
وَيَرْبُوعٌ تَحُلّ ذرَى الرّوَابي، | و تبني فوقها عمداً طوالا |
وَقد عَلق الأخَيطلُ حَبلَ سَوْءٍ، | فأبرحَ يومهنَّ بهِ وطالاً |
ألمْ ترَ يا اخيطلُ حربَ قيسٍ | تَمرّ إذا ابتَغٍيْتَ لهَا العِلالا |
إذا لمْ تصحُ نشوتكمْ فذوقوا | سيوفَ الهندْ والأسلَ النهالا |
مواضيع مماثلة
» جرير :لا تدعواني اليومَ إلاَّ باسمي
» المتنبي : بقائي شاء ليس هم ارتحالا
» زهير بن أبي سلمى : إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا
» جميل بثينة:خلِيليّ، عوجا اليومَ حتى تُسَلّما
» جرير :
» المتنبي : بقائي شاء ليس هم ارتحالا
» زهير بن أبي سلمى : إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا
» جميل بثينة:خلِيليّ، عوجا اليومَ حتى تُسَلّما
» جرير :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى