ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القشابية والبرنوس يعودان بقوة .... صناعة لم تندثر وأسعار تسابق الريح

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

القشابية والبرنوس يعودان بقوة .... صناعة لم تندثر وأسعار تسابق الريح Empty القشابية والبرنوس يعودان بقوة .... صناعة لم تندثر وأسعار تسابق الريح

مُساهمة من طرف الزعيم الجمعة 27 يناير - 16:03:19

كانت ظاهرة ارتداء البرنوس أو القشابية منذ زمن بعيد معروفة في أوساط المناطق ذات الطابع الفلاحي والريفي وفي وقت مضى ليس ببعيد تلاشت وأصبح يرتدي القشابية إلا الفلاح أو السكان القاطنين بالمناطق أو المشاتي الريفية، أما البرنوس فقد كان يرتديه إلا القليل من الموالين أو الفلاحين كبار السن، لكن الآية إنقلبت في السنوات الأخيرة حيث أصبح أمر ارتداء القشابية والبرنوس من العادات المتحضرة وعادت ظاهرة التهافت عليهما إلى الواجهة خاصة من قبل الشباب، بل أن بعضهم يرسل في طلب النوع الغالي الثمن منها والمصنوع بطريقة جيدة من بلاد بعيدة حتى أن الأطفال الصغار أصبح والديهما يختارون لهم القشابية الصغير بدلا من المعاطف، أما البرنوس فأصبح يلبس في المناسبات فوق البذلة أو"الكوستيم" خاصة في الأعراس كنوع من التباهي، نظرا لغلائه وقد ذكر العديد من ممتهني هذه الحرفة أن ثمن القشابية يصل إلى 10 ملايين سنتيم أما البرنوس فحدث ولا حرج فسعره يصل أحيانا إلى 15 مليون سنتيم وذلك راجع إلى غلاء الوبر الذي يجلب أحيانا من دول الخليج، لذلك فقد لقبوا بأغلى الملبوسات العربية.
وعلى الرغم من تراجع عدة صناعات حرفية بتبسة المعروفة بتمسكها بتقاليدها إلا أن حرفة صناعة القشابية والبرنوس لازالت قائمة على اختلاف أنواعها، ألوانها ومواد صنعها، إلا أن بعض الحرفيين الكثير من مناطق الولاية عملوا على تطويرها وتجديدها مرة أخرى وذلك من أجل الحفاظ عليها من الزوال وتواجدها الدائم خاصة عودة أفراد المجتمع التبسي عامة والشباب خاصة إلى ارتدائها وبكثرة،حيث يعمل الكثير من الحرفيين على استقطاب عدد هائل من محبي البرنوس والقشابية من خلال جلب أو تشجيع اليد العاملة من الشباب في هذا. الميدان لمنع زوال هذا النوع من الحرف أو اندثارها.
وقد أكد لنا أحد الحرفيين من منطقة الشريعة أن لصناعة القشابية طرق منها القديمة ومنها المبتكرة، كما لها أنواع كثيرة منها الصوفية المصنوعة من مادة الصوف والتي تصنع بالمناطق الفلاحية والوبرية المصنوعة من وبر الجمل التي يتم صنعها بالمناطق الصحراوية والحريرية وهم أنواع موجهة لميسوري الحال لأن ثمنها باهظا جدا والعادية التي غالبا ما تكون مصنوعة من قماش سميك فقط وثمنها ليس غاليا يقتنيها الكثيرون.... وغيرها من الأنواع، وعن كيفية تطويرها فقد أوضح حرفي آخر يزاول نفس الحرفة ويتخذها كمهنة يعيل بها عائلته انه والكثيرين من محبي صناعة القشابية والبرنوس، وبغية تطويرها وتحديثها وإنقاذها من الاندثار والزوال عمدوا إلى الاستعانة بالشباب الراغب في تعلم حرفة خاصة مثل هذه، ومنهم من يستعين بالعاملين في مجال الخياطة لتكون القشابية أو البرنوس مصنوعة بطريقة صحيحة ومتقنة وجيدة تسر الناظرين كشيء من التنويع والحديث إضافة إلى أن ذلك سيمكن من خلق فرص عمل في هذا المجال خاصة بعد عودة توافد الكثيرين على اقتناء البرنوس والقشابية وارتدائها من جديد.
وقد ارتأينا أن نتحادث مع بعض الشباب لمعرفة رأيهم في الموضوع وسر عودة القشابية والبرنوس إلى الأفق، أين أكد لنا فتحي وهو شاب يبلغ من العمر 28 سنة أن ارتداء القشابية والبرنوس أحسن من المعاطف في فصل الشتاء، نظرا لما يحس به مرتديهما من دفء خاصة إذا كانت القشابية مصنوعة من الصوف الحقيقي أو وبر الجمل، إضافة إلى أن منظرها جيد وهي متينة مضيفا أنها مكلفة لكنها في حقيقة توفر أحسن لأنها تدوم لسنوات وليست كالمعاطف والألبسة الشتوية الخارجية الأخرى التي لا تدوم إلا لوقت قصير سنتين على الأكثر.
محمد متزوج وله طفل صغير وكان اختيارنا للحديث معه أنه يرتدي قشابية وابنه ذو 04 سنوات أيضا يرتدي قشابية والتي زادته جمالا وأناقة، فكان سؤالنا أن لماذا اختار ارتداء القشابية له ولأبنه فرد أن أمر ارتداء هذا النوع من اللباس "القشابية" يعود لزمن بعيد لكنها غابت عن الساحة وعادت مؤخرا، مشيرا أن أمر ارتدائها منها ما يعود للأصالة والتمسك بالتقاليد لأنه كما يقول ينتمي لأب كان يحبذ ارتداء القشابية دوما والبرنوس بالمناسبات وقد غرس في أبناءه حب ارتدائهما وسوف يقوم هو كذلك بغرسها في نفوس أبناءه لأنها تعبر عن أصالة وعراقة المجتمع التبسي وليست في المجتمع التبسي فقط بل بالكثير من الشرائح والمناطق عبر ربوع الوطن.
وهذا توفيق في ريعان شبابه يبلغ من العمر 20 سنة، أكد أنه يرتدي القشابية ولأنه تاجر يبيعها أيضا نظرا لكثرة الإقبال عليها في الوقت الحالي خاصة من قبل الشباب وإقبال الكثيرين لاقتنائها للأطفال الصغار أنها تزيدهم جمالا مضيفا عملية بيع القشابية والبرنوس كانت غير مجدية أو مفيدة قديما، لكنها أصبحت في الوقت الحالي تدر فائدة كبيرة لمن يبيعها.
بقي أن نقول أن التمسك بالعادات والتقاليد من أجمل ما يكون وأن ارتداء القشابية أو البرنوس يعود إلى زمن طويل، لكن ازدهارها الآن ساهم أولا في خلق يد عاملة، خاصة بعد إقبال الكثيرين على تعلم صنعها وثانيا في تحريك دواليب منتوجاتها وموادها والمتمثلة أساسا في الصوف والخيوط وغيرها لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا لا نتخذ من صناعة القشابية والبرنوس والزرابي وغيرها مشاريع خاصة بالمرأة الريفية الماكثة بالبيت، خاصة وأن الكثير من النسوة يخترن الصناعات التقليدية عن الصناعات الأخرى ويتفنن في طرق صنعها وتزيينها وهو أمر يجب على أصحاب الشأن التفكير فيه بجدية لأنه سيساهم حتما في انتعاش هذا النوع من الصناعات الحرفية واقتصاد الوطني عموما.





الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى