ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية Empty إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية

مُساهمة من طرف zaara الإثنين 12 يناير - 12:59:00

إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية: بعد مقتل عروج وأخيه إسحاق بقي خير الدين وحيدا والأخطار تهدده من كل جانب, ففي الداخل كثر مناوئوه فتمرد عليه أحمد بن القاضي حاكم جبل كوكو, كما تمرددت شرشال وتنس وتواطأ بنو زيان مع الأسبان وتراجع أمير بني حفص بتونس عن مد يد المساعدة له, ربما كان يطمح لضم خير الدين تحت سلطته, ويتضح ذلك عندما لم يقدم المساعدة لعروج أثناء حصاره لبجاية سنة 1515م. بينما في الخارج يزداد طمع الأسبان شيئا فشيئا خاصة وأنهم يتمركزون في الأماكن الإستراتيجية مثل وهران وبجاية, بل حتى التدخل في شؤون الإمارة الزيانية بتلمسان.


كل تلك الظروف لم تكن في صالحه فقرر الرحيل ليواصل مشواره الجهادي في البحر, لكن أعيان الجزائر طلبوا منه البقاء بها فأستشارهم في أمر إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية القادرة آنذاك على مواجهة الخطر الإسباني, وذلك بمدهم بالعدة والعتاد فاستحسن الجزائريون تلك الفكرة, فأرسل خير الدين إلى السلطان العثماني  سليم الأول 1512-1520م وفدا يطلب دخول الجزائر تحت راية العثمانيين فاستجاب السلطان لذلك العرض وأرسل لخير الدين تعيينا بلقب بايلرباي مع مجموعة من الجنود الإنكشاريين  وعدد من المدافع والذخيرة وأعطاه سلطة التعيين. وبهذا دخلت الجزائر تحت راية الخلافة العثمانية وأصبحت ضمن ايالاتها وأكسبها ذلك حماية تبعد عنها خطر الأسبان الذين طالوها باعتداءات سافرة, كما أصبحت قوة سياسية وعسكرية في الحوض الغربي للمتوسط مهابة الجانب.


وبهذا ستبدأ دولة الجزائر الحديثة بغرب المتوسط وقد أكسبها موقعها الإستراتيجي مكانة دولية, لاسيما بعد أن أصبحت تمتلك أسطولا بحريا يتمتع بعدته وعتاده يشرف عليه خيرة القادة البحريين الذين لم يدخروا جهدا ومالا في نصرة إخوانهم الأندلسيين المضطهدين من طرف الأسبان, فضلا عن مساهمته الفعالة في الاقتصاد الوطني وفرض هيبته في المتوسط طيلة ثلاثة قرون.
وعليه فإن الحكم العثماني بالجزائر مر بأربع مراحل, كل منها تميزت بخصائص ومميزات وبالرغم من تبعيتها للدولة العثمانية, إلا أنه تبين بأن الجزائر ستصبح دولة ذات شأن كبير في غرب المتوسط, لاسيما الدعم الذي قدمته للمضطهدين الأندلسيين أو مشاركتها للدولة العثمانية في حروبها, بل مساهمتها المالية وكل ذلك ينم عن مدى قدرة الجزائر إلى أن أصبحت مكتملة السيادة في عهد الدايات. وعليه فإن المراحل التي مر بها الحكم العثماني كالتالي:


عهد البايلربايات من 1518م إلى1587م.
عهد الباشاوات من 1587 -إلى1659م.
عهد الآغاوات من 1659م إلى 1671م. عهد الدايات من 1671م إلى 1830م.


أولا: عهد البايلربايات:        
يبدأ هذا العصر بإلحاق الجزائر بالدولة العثمانية سنة 1518م, حيث تم تعيين خير الدين بربوس بايلربايا على الجزائر-باي البايات, حاكم الحكام- من قبل السلطان العثماني سليم الأول-1512م-1520م- و تم تزويده بالقوة العسكرية والذخيرة, حيث إتخذ خير الدين مدينة الجزائر مقرا له, كما عين أحمد بن القاضي الغبريني حاكما على بلاد القبائل والناحية الشرقية, وبهذا أحس المرينيون حكام المغرب الأقصى والحفصيون حكام تونس بالخطر, لذا بدأوا يدبرون المكائد لخير الدين. كما الإسبان لم يرتاحوا لذلك , إذ أنهم شنوا هجوما على الجزائر من الجهة الشرقية-الحراش- في شهر أوت 1519م,لكنهم انهزموا. وبتواطؤ الحفصيين والمرينيين ثار ابن القاضي ومن سانده على خير الدين مما دفع به للانسحاب إلى جيجيل حيث استقر بها ست سنوات 1521م-1527م, خلال تلك الفترة حارب الإسبان وبقي يراقب عن كثب مستغلا ظروف الجزائر خاصة وأن ابن القاضي أثقل كاهل السكان بالضرائب فثاروا ضده وراسلوا خير الدين كما راسله سكان القبائل فعاد إلى مدينة إلى الجزائر سنة 1527م واستعاد سلطته بها وتمكن من القضاء على حصن الفنار في 16ماي 1529م الذي بناه الأسبان  مقابلا للعاصمة من جهة البحر. ولهذا قام الأسبان بحملة على شرشال انتقاما منه سنة 1531م, فتصدى لهم خير الدين وسانده سكان المدينة, ونتيجة لخبرته الحربية استدعاه السلطان العثماني سليمان الأول المعروف بسليمان القانوني سنة 1535م ليعينه وزيرا للحربية فخلفه ابنه حسن آغا. وبهذا استغل الأسبان رحيل خير الدين وأعدوا العدة وتجهزوا لضرب الجزائر, فخرج ملكهم شارلكان-شارل الخامس- في 23اكتوبر1541م لكن حملته باءت بالفشل,فأستغل حسن آغا الظروف ووسع نفوذه نحو بسكرة ومنطقة الزيبان. كما حول الإسبان جهودهم إلى جهة الغرب وخاصة في الإمارة الزيانية وإثارة الخلاف بين الأخوين عبد الله واحمد ولكنهم فشلوا 1543م فأعادوا الكرة سنة 1544م فنهبوا ودمروا ونصبوا حليفهم عبد الله بتلمسان. لكن وجوده لم يدم طويلا إذ أن السكان طردوه وأعادوا أخاه احمد. كما أن المرينيين بالمغرب ازداد طمعهم في الإمارة الزيانية, لكن حسن بن خير الدين أوقع بقواتهم هزيمة قرب مستغانم وطرد القوات المتمركزة بتلمسان وعين الحسن الزياني على المدينة سنة 1552م. غير ان الدولة الزيانية كانت في أسوأ حالات ضعفها مما جعل الأتراك يفكرون في غنهائها وإلحاقها بالجزائر. ولهذا بادر البايلرباي الجديد صالح رايس-1552م-1556م- بهذه المهمة إذ أنه بعد عودته التوسعية نحو الجنوب-ورقلة-تقرت- عرج على تلمسان وعزل أميرها سنة 1554م وضمها إلى السلطة التركية, كما قام بتحرير بجاية سنة 1555م.


 التقسيم الإداري التركي للجزائر-نواة الإدارة التركية- لقد كان لصالح رايس دورا كبيرا في مد نفوذ السلطة العثمانية إلى مناطق عديدة شرقا وغربا وجنوبا, كان أثرها ايجابيا على الجزائر. وبهذا قام البايلرباي حسن باشا بن خير الدين في ولايته الثانية-1556م-1568م- بتنظيم إدارتها وقسمها إلى أربعة بايليكات- مقاطعات إقليمية كبرى-


دار السلطان ومقره الجزائر العاصمة.
بايليك الشرق ومقره قسنطينة.
بايليك الغرب ومقره مازونة ثم معسكر فوهران بعد تحريرها من الأسبان سنة 1792م.
بايليك التيطري-الوسط- مقره المدية.


 وبدأت شخصية الجزائر الدولية تتشكل ولعب أسطولها دورا رياديا في غرب المتوسط وعندما استدعى السلطان العثماني سليم الثاني-1566م-1574م حسن باشا خلفه العلج علي 1568م-1571م كان هذا الأخير من الذين شهدوا معركة ليبانتو باليونان 1571م  وكان الوحيد الذي نجا بجيشه فكلفه السلطان بإعادة تنظيم الجيش ,كما ساعم في طرد الأسبان من تونس سنة 1574م. 


سلاطين الدولة العثمانية أثناء حكم البايلربايات في إيالة الجزائر:


1-  سليم الأول: 1512م-1520م
2-  سليمان الأول الملقب بالقانوني: 1520م-1566م
3-  سليم الثاني: 1566م- 1574م
4-  مراد الثالث: 1574م-1595م  


 بايلربايات الجزائر وأهم أعمالهم:
 1- خير الدين بربروس- ذو اللحية الحمراء- 1518م-1535م        
تم تعيين خير الدين بربوس بايلربايا على الجزائر-باي البايات, حاكم الحكام- من قبل السلطان العثماني سليم الأول-1512م-1520م- و تم تزويده بالقوة العسكرية والذخيرة, حيث اتخذ خير الدين مدينة الجزائر مقرا له, كما عين أحمد بن القاضي الغبريني حاكما على بلاد القبائل والناحية الشرقية, وبهذا أحس المرينيون حكام المغرب الأقصى والحفصيون حكام تونس بالخطر, لذا بدأوا يدبرون المكائد ضده. كما أن الأسبان لم يرتاحوا لذلك , إذ أنهم شنوا هجوما على الجزائر من الجهة الشرقية-الحراش- في شهر أوت 1519م, لكنهم انهزموا. وبتواطؤ الحفصيين والمرينيين ثار ابن القاضي ومن سانده على خير الدين, مما دفعه للانسحاب إلى جيجل قاعدته القديمة, حيث أستقر بها ست سنوات 1521م-1527م, خلال تلك الفترة حارب الأسبان وبقي يراقب عن كثب مستغلا ظروف الجزائر, خاصة وأن ابن القاضي أثقل كاهل السكان بالضرائب فثاروا ضده وراسلوا خير الدين, كما راسله سكان القبائل فعاد إلى مدينة إلى الجزائر سنة 1527م واستعاد سلطته بها وتمكن من القضاء على حصن الفنار في 16ماي 1529م الذي بناه الأسبان  مقابلا للعاصمة من جهة البحر. ولهذا قام الأسبان بحملة على شرشال انتقاما منه سنة 1531م, فتصدى لهم خير الدين وسانده سكان المدينة, ونتيجة لخبرته الحربية استدعاه السلطان العثماني سليمان الأول المعروف بالقانوني سنة 1535م ليعينه وزيرا للحربية فخلفه ابنه  بالتبني حسن آغا.


2- حسن آغا ابن خير الدين بالتبني 1535-1544م      
 استغل الأسبان رحيل خير الدين وأعدوا العدة وتجهزوا لضرب الجزائر, فخرج ملكهم شارلكان-شارل الخامس- في 23اكتوبر1541م مع خيرة قادته أمثال أندري دوريا وهرناندو كورتاز بقوة عسكرية مسيحية من أبناء أوربا قدر عددها بـ: 12330 بحارا و451 سفينة, لكن حملته باءت بالفشل, وكبدتهم خسارة 10000 أسباني وتدمير 150سفينة. أستغل حسن آغا خليفة خير الدين الظروف ووسع نفوذه نحو بسكرة ومنطقة الزيبان. كما أن حول الأسبان جهودهم إلى جهة الغرب وخاصة في الإمارة الزيانية وإثارة الخلاف بين الأخوين عبد الله وأحمد ولكنهم فشلوا 1543م فأعادوا الكرة سنة 1544م فنهبوا ودمروا ونصبوا حليفهم عبد الله بتلمسان, لكن وجوده لم يدم طويلا, إذ أن السكان طردوه وأعادوا أخاه أحمد.  


3- حسن باشا بن خير الدين 1544-1551م        
وفي ولاية حسن باشا بن خير الدين ازداد طمع المرينيين في الإمارة الزيانية, ولكن هذا البايلرباي أوقع هزيمة بقواتهم قرب مستغانم وطرد القوات المتمركزة بتلمسان وعين الحسن الزياني على المدينة سنة 1552م, غير أن الدولة الزيانية كانت في أسوأ حالات ضعفها مما جعل الأتراك يفكرون في إنهائها وإلحاقها بالجزائر. وفعلا هذا ما تحقق في عهد البايلرباي الجديد.


4- صالح رايس 1552-1556م        
كان همه مد نفوذ السلطة التركية في الجزائر, وإرساء قواعد الايالة الناشئة وإنهاء مناوئيها في المنطقة  وأعدائها من الخارج, إذ أنه في جولته نحو الجنوب توسع على حساب منطقتي تقرت وورقلة, وفي عودته عرج على تلمسان وعزل أميرها سنة 1554م وضمها إلى السلطة التركية, كما قام بتحرير بجاية من الأسبان في 28 سبتمبر سنة 1555م. وبعد هذا النصر أرسل له السلطان العثماني سليمان القانوني 40 سفينة حربية و6000 جندي وأمره بتحرير وهران فأضاف لها صالح رايس 30 سفينة جزائرية و4000 يولداش-رفيق الطريق- بالإضافة إلى الجزائريين المتطوعين, لكن توفي فجأة بالطاعون سنة 1556م.


5- حسن قورصو 1556-1557م      
 ضرب حصارا على مدينة وهران التي كادت أن تسقط, لولا تدخل الباب العالي الذي طلب من قورصو إرسال السفن الحربية لصد هجوم القائد الأسباني أندري دوريا على شواطئ البوسفور. وأثناء عودته تفاجأ بتعيين جلبي كرداو مكانه فثار ضده حسن قورصو ولم يسمح له بالدخول, لكن طائفة الرياس البحرية أدخلوه وقاموا بإلقاء القبض على حسن وإعدامه. في تلك الفوضى قام ملك المغرب الشريف السعدي بالاستيلاء على تلمسان.


6-  حسن بن خير الدين في ولايته الثانية 1557-1561م
 بعد الفوضى التي حدثت نتيجة مقتل حسن قورصو قام الباب العالي بتعيين حسن بن خير للمرة الثانية, وأول عمل قام به استرجاع تلمسان والتصدي للهجوم الذي قام به حاكم وهران الأسباني الكونت كوديت ضد مستغانم سنة 1558م, حيث قتل كوديت وأسر ابنه الدون مارتان. وفي سنة1561م حاك الجنود الأتراك ضد حسن بن خير الدين مؤامرة واتهامه بخطة الاستقلال بالجزائر, لذا قام الباب العالي بتعيين بايلرباي آخر وهو أحمد باشا لكن حكمه لم يدم فقام السلطان العثماني مرة أخرى بتعيين حسن بن خير الدين بايلربايا على الجزائر, نتيجة سمعته الطيبة بين الناسوكفاءته.حاول هذا البايلرباي إدماج العنصر الجزائري والكرغلي في الجيش النظامي, لكن فرقة اليولداش تخوفت من فقدان امتيازاتها فرفضت ذلك. بعد ذلك تم استدعاء حسن إلى اسطنبول وتعيينه قائدا عاما للبحرية العثمانية.


7-  محمد بن صالح رايس 1567-1568م    
في فترة توليه الحكم قام أحد القراصنة وهو جوان غاسكون بالهجوم على ميناء الجزائر محاولا إحراق سفنها, لكنه فشل وتم إلقاء القبض عليه وإعدامه, كما أن هذا البايلرباي حاول إخماد تمرد سكان قسنطينة ضد الأتراك وقتلهم للبعض منهم, والذي كان سببه باي تونس ولهذا انتقم البايلرباي من السكان مما زاد من سخطهم على الأتراك, لذا قام الباب العالي بعزله وتعيين العلج علي سنة 1568م.


8- العلج علي 1568-1572م      
 من قادة الأتراك الكبار شارك في الحروب ضد المسيحيين, وفي عهده ثار الأندلسيون المسلمون ضد الحكم الأسباني, فأمدهم بالعدة والعتاد. له تدخلات في تونس أثناء الصراع بين أمرائها, حيث ترك بها حامية تركية تحت قيادة القائد رمضان, عينه السلطان العثماني سليم الثاني قائدا عاما للبحرية مع احتفاظه بلقب بايلرباي افريقيا, شارك بأسطوله إلى جانب العثمانيين في معركة ليبانتو باليونان سنة 1571م وكان من بين الناجين بأسطوله. وبعد مغادرته الجزائر خلفه أحمد عرب.


9-  أحمد عرب 1572-1574م      
في عهده بدأت فرنسا تطالب الدولة العثمانية بحق حماية الجزائر قصد المحافظة على تجارتها, والتصدي للأطماع الأسبانية, لكن الباب العالي رفض ذلك. وقام الأسطول العثماني والجزائري بالهجوم على الأسبان في تونس وتحريرها سنة 1574م.


10- القائد رمضان 1574-1577م      
في فترة توليته عرفت المملكة المغربية صراعا على السلطة, فقام مولاي عبد الملك بمراسلة العلج علي طالبا مساعدته في خلع أخيه مولاي أبي عبد الله محمد المتوكل, مقابل مساعدة الأتراك في تحرير وهران, ولهذا تحرك الجيش العثماني باتجاه الغرب ودخل فاس سنة 1575م, لكن الملك الجديد سرعان ما تم قتله, وبالتالي لم يتحقق التعاون المغربي الجزائري لتحرير وهران. 
 
11-  حسن فنزيانو 1578-1580        
كان حاكما صارما قام بتحصين مدينة الجزائر, وفرض الضرائب على السكان فرفضوا ذلك لسبب معاناتهم من المجاعة, فاستدعاه العلج علي ليكون إلى جانبه, وتم تعيين جعفر باشا وسرعان تم استدعاءه وتعيين القائد رمضان للمرة الثانية.


12-  القائد رمضان في ولايته الثانية 1582-1583م    
 حينها كانت البحرية الجزائرية تقوم بالغارات على السواحل الفرنسية للحصول على الغنائم والأسرى, كما أن انجازات القائد رمضان لم تكن كبيرة فتمرد الجنود الأتراك عليه فهرب باتجاه طرابلس.


13- حسن فنزيانو 1583-1587م.      
تولى هذا المنصب وللمرة الثانية, تم استدعاءه ليخلف العلج علي قائدا عاما للبحرية العثمانية الذي توفي سنة 1587م. لينتهي بهذا عهد البايلربايات الذي تميز عهدهم بالقوة والانتصارات. ورسم خط  سير الإيالة الجزائرية لتكون دولة ذات سيادة ومكانة عالمية.


 خصائص عهد البايلر بايات: معظم ولاة هذه الفترة تميزوا بالقوة والنفوذ, كما أعطيت لهم مهمة تعيين باشاوات تونس طرابلس, بل حتى تعيين من يخلفهم على الجزائر, ولعبوا دورا بارزا في الصراع مع الإسبان ومن أشهر هؤلاء خير الدين بربروس وابنه حسن باشا وصالح رايس والعلج علي وحسن فنزيانو.
- غالبيتهم من طائفة الرياس البحريين. يعينهم السلطان ويتلقون تعليماته وينفذون أوامره وكلهم تميزوا بالكفاءة الحربية.     
 - تركزت جهودهم في مواجهة النصارى الإسبان وتصفيتهم في المناطق الساحلية خاصة وتقديم يد المساعدة للأندلسيين الضين يتعرضون للاضطهاد ى الإسباني المسيحي.              
- توحيد الجزائر إقليميا وسياسيا لان البايلربابات كان همهم مد نفوذهم ويظهر ذلك في فترة حكم صالح رايس الذي توسع جنوبا وتمكن من القضاء على الزيانيين في الغرب.              


- استطاع البايلربايات تأمين الجهة الغربية وخاصة تلمسان حيث كان للسلطة المغربية أطماع فيها, بل أنهم شنوا حملات عسكرية ضد سلاطين الدولة السعدية. إذ أنه سنة 1550م قام الشريف محمد المهدي مؤسس الدولة السعدية بالمغرب بحملة ضد تلمسان واحتلها كما احتل مستغانم, لكن حسن بن خير الدين  تصدى له. وفي سنة 1554م قام صالح رايس بحملة على المغرب الأقصى بصحبة أبي حسون الوطاسي الذي حاول استرجاع عرش أجداده الوطاسيين من السعديين ووصل صالح رايس إلى مدينة فاس وأجبر الشريف المهدي على الفرار, كما أنه نصب أبا حسون أميرا على عرش المغرب. وفي عهد البايلرباي قائد رمضان 1574م-1577م كانت محاولة لضم المغرب الأقصى لكم لم تنجح.
كما حاول جعفر باشا 1585م-1587م بمساعدة العلج علي ضم المغرب, لكن السلطان العثماني مراد الثالث-1574م-1595م- استجاب لمراسلات حكومة فاس بالمغرب لرفع الحصار.              


- الدور الريادي الذي لعبته الجزائر نتيجة موقعها في الصراع الدولي لاسيما بين الدولة العثمانية والأسبان وفرنسا وطبعا ذلك أدى إلى التقارب الفرنسي العثماني الجزائري ضد الأسبان, كما تعززت العلاقات الفرنسية الجزائرية في عدة مواضع, حيث قاد الجزائريون أسطولا لقمع الثورة الداخلية بمرسيليا ورد هجوم الإسبان على الجنوب الفرنسي وحملة خير الدين ضد شارلكان ملك اسبانيا سنة 1543م. كما أجذور العلاقات الفرنسية الجزائرية ترجع إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني لما أعطى الامتيازات لملك فرنسا فرانسوا الأول سنة1535م في ولايات الدولة العثمانية.
- أصبحت الجزائر تمتلك أسطولا قويا يجوب البحر الأبيض المتوسط يشارك في معاركه واقتصاده وحماية السفن من القرصنة مقابل الأتاوى-مبالغ مالية-.
- بداية التغلغل الفرنسي في الجزائر نتيجة العلاقات الطيبة لفرنسا مع الدولة العثمانية فمثلا سنة 1561م  سمحت لفرنسا بإنشاء مركز تجارية في القل والقالة وعنابة لصيد المرجان وبيع البضائع الفرنسية وشراء السلع الجزائرية, لكن سرعان ما تبينت نية الفرنسيين حيت طلبوا من السلطان العثماني اعلان الحماية الفرنسية على الجزائر كما قاموا بتحصين مراكز القالة وتسليحها وبهذا أصبحت نقاط توتر في العلاقات الجزائرية الفرنسية.


 الجانب الحضاري: كان عهد البايلربايات في الجزائر يمثل عصر القوة العسكرية والسياسية, كما كانت لهم مساهمتهم الحضارية. ويظهر ذلك في:


 إداريا: يظهر خاصة في التقسيم الإداري الذي جعله حسن بن خير وهو عبارة عن يايليكات-أنظر ما سبق-


العمران: بناء الحصون- القصور- المساجد- الحمامات- المدارس- الموانيء. وتظهر العمارة خاصة في الجزائر العاصمة حيث شيدت القصور المزخرفة بالرخام, كما تم توصيل قنوات المياه إلى مختلف الأحياء, وإنشاء الحمامات العمومية المجانية والمستشفيات للمرضى وقد كان لمهاجري الأندلس دورا كبيرا خاصة في العمران والزخرفة.



zaara
zaara
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 6998

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى