ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريـــخ الهنـــــد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

تاريـــخ الهنـــــد Empty تاريـــخ الهنـــــد

مُساهمة من طرف zaara الإثنين 17 نوفمبر - 21:33:23

 تاريـــخ الهنـــــد Flag%20india

 تاريـــخ الهنـــــد India_map


الحقبــــة الفيديـــــــــــــة

إمتدت الحقبة الفيدية خلال الفترة من 1500 إلى 500 قبل الميلاد، وتتميز تلك الحقبة بامتداد الثقافة الهندو آرية وقد إرتبطت بصفة رئيسية بنصوص الفيدا المقدسة لدى الهندوس والتي تم صياغتها شفهيا باللغة السنكريتية، وتعتبر الفيدا من أقدم النصوص الدينية المعروفة والموجودة في الوقت الحالى تاليةً لنصوص الحضارات المصرية وبلاد ما بين النهرين، وقد إحتضنت تلك الفترة بين جنباتها نشأة الهندوسية والعديد من الجوانب الثقافية الأخرى التي عملت على تشكيل المجتمع الهندى في ذلك الحين، وهو ما إمتد أثره حتى العصر الحالى، وبالإضافة إلى تكون نصوص الفيدا خلال تلك الفترة، فقد نبتت أيضا خلال تلك الحقبة البذرة الرئيسية لأهم ملحمتين في تاريخ الهند والتي كتبتا بالسنكريتية وهما " الرامايانا " و" المهابهاراتا ".

وقد أنشأ الآريون الحضارة الفيدية في مناطق شمال الهند وبصفة خاصة ما يسمى بالسهل الشمالى أو سهل شمال نهر الهند (وهى حاليا تضم أغلب شمال وغرب الهند، ومعظم الأجزاء المأهولة من باكستان وأجزاء من جنوب نيبال ويكاد يكون كل بنجلاديش). وتألفت المجتمعات الفيدية الأولى بصفة عامة من مجتمعات رعوية، وبعد وقت " الريجيفيدا " (وهى أحد أجزاء الفيدا المقدسة) غلب على الشعوب الآرية الصفة الزراعية وتم في هذا الوقت تنظيمهم اجتماعياً في أربعة طبقات اجتماعية وهم : " البراهمة " وهى طبقة المعلمين، و" الكشتارية " وهى طبقة المحاربين و" الشودرا " وهم طبقة العمال ثم " الفيشيا " وهى طبقة المزارعين والحرفيين والتجار.

ومن وجهه النظر الأثرية، تدين مجتمعات الفيدا بوجودها إلى حقبات أقدم وهى ما أطلق عليه ثقافة الفخار الملون وهى التي إمتدت خلال أواخر العصر البرونزى في شمالى الهند حوالى الألف الثاني قبل الميلاد وأعقبت حضارة " وادى السند " ومن ثم أعقبها العصر الحديدى الذي إحتضن ثقافة " الآنية الحمراء والسوداء " و" الآنية الرمادية "

وقد نشات مملكة " كودو " خلال تلك الحقبة التالية لثقافة الفخار الملون بداية العصر الحديدى شمال غرب الهند حوالى الألفية الأولى قبل الميلاد، وإمتدت ثقافة المشغولات الرمادية في منطقة شمال الهند خلال الفترة من 1100 إلى 600 قبل الميلاد.

أيضاً تضمنت الحقبة الفيدية بعض الجمهوريات إن جاز لنا إطلاق التسمية مثل " الفيشالى " والتي ظهرت خلال القرن السادس قبل الميلاد وإستمرت في بعض المناطق حتى القرن الرابع قبل الميلاد وتميزت الفترة الأخيرة من هذه الحقبة بتحول متلاحق من النظام الرعوى إلى الممالك المستقرة وتم تسميتها فيما بعد بال " ماهاجانابادا " أى الممالك العظمى.


" ماهاجانادابا " الممالك العظمى

مع أواخر العصر الفيدى، كانت مجموعة من الممالك الصغيرة تغطى معظم شبه الجزيرة الهندية وقد ورد ذكر بعضها في نصوص الفيدا رجوعاً إلى عام 1000 قبل الميلاد، وبحلول العام 500 قبل الميلاد كانت هناك ستة عشر مملكة أو ولاية إصطلح على تسميتها بالـ " ماهاجانادابا " وهى كاسى، كوسالا، أنجا، ماجادا، فاجى، ماللا، تشيدى، فاتسا، كورو، بانشالا، ماتسيا، سوراسينا، أساكا، أفينتى، كاندهارا، وكامبوجا، وقد إمتدت تلك الممالك في شمال الهند بصفة عامة وقد شهدت تلك الفترة البزوغ الثاني الكبير لمدنية الهند بعد مدنية وادى السند خلال العصر البرونزى.

إضافة إلى تلك الممالك الكبرى، إنتشرت في باقى ربوع الهند العديد من العشائر الأخرى، أما عن نظام الحكم فقد إعتمد على التوريث في بعض الممالك والعشائر فيما إنتهجت أخرى أنظمة انتخابية، وكانت لغة التعليم خلال تلك الفترة هي السنكريتية فيما طغت لغة البراكيت على المعاملات اليومية للأغلبية العظمى من السكان في شمال الهند، وبحلول وقت جوتاما بوذا في 500 – 400 قبل الميلاد توحدت بعض تلك القبائل في أربعة رئيسية وهى فاتسا، أفانتى، كوسالا، وماجادا.

الطقوس الهندوسية خلال تلك الفترة كانت معقدة وكان يتم تطبيقها بواسطة الكهنة، ويعتقد أن " اليوباشاند " وهى النصوص المتأخرة للفيدا والتي تتعامل بصفة رئيسية مع القضايا الفلسفية تم صياغتها خلال فترة الممالك العظمى وكان لليوباشاند تلك تأثير عميق على العقلية الفلسفية الهندية بالتوازى مع تعاليم بوذا والتعاليم الجنتية (وهى الديانة الموازية لبوذية والتي تم الدعوة إليها بواسطة ماهافيرا)، وقد تم اعتبار تلك الفترة هي الفترة الذهبية للفكر الهندى خلال تلك الحقبة.

من المعتقد أنه بحلول العام 537 قبل الميلاد تحقق لجوتاما بوذا حالة التنوير ومن ثم إطلق عليه بوذا، وخلال نفس الفترة تقريباً كانت الهند على موعد مع لاهوت أخر تم تقديمه على يد ماهافيرا سيكون له أكبر الأثر على العقلية الهندية ألا وهو الجنتية، ومع ذلك فإن من يعتقدون أنهم يملكون الإيمان القويم للجنتية يذهبون إلى أنها وجدت سابقة لجميع الأزمنة المعروفة !، ويعتقد ان الفيدا قد أتت على ذكر مجموعة من المتنورين أو مراحل التنوير الجنتية وبعض طقوس الزهد المطبقة والمتشابهة مع حركة شرامانا، (وهم نوع من الرهبان الذين يمارسون طقوس الزهد)

وقد أظهرت كل من تعاليم البوذية والجنتية ميلا واضحا نحو صنوف الزهد المختلفة وقد تم الدعوة أو التبشير بهما باللغة الباكريتية واسعة الانتشار مما سوغ لهما القبول من جانب السواد الأعظم من الناس حتى من ليس لهم كبير حظ من العلم، وقد تفاعلت كلا من الديانتين بالقطع مع بعض الطقوس أو التقاليد الهندية الرئيسية في الهندوسية وأذكتها وشرعت في تطبيقها مثل النباتية وتحريم ذبح الحيوان والأهماس (نبذ العنف)، وفيما لم تتخط الديانة الجنية الحدود الهندية، نجح الرهبان البوذيون في نشر مذهبهم على مدى أوسع ليشمل أسيا الوسطى وجنوب شرق أسيا والتبت وسريلانكا وشرق آسيا.


الفتوحات الفارسية والإغريقية

وقعت معظم الأجزاء الواقعة شمال غرب شبه الجزيرة الهندية تحت يد الإمبراطورية الفارسية الأكادية بقيادة " داريوس العظيم " وذلك حوالى العام 520 قبل الميلاد، وإستمرت تلك السيطرة لقرنين من الزمان، وفى عام 326 قبل الميلاد قام الإسكندر المقدونى بغزو الإمبراطورية الفارسية وفتح آسيا الصغرى وصولا إلى الحدود الشمالية الغربية لشبة الجزيرة الهندية حيث هزم الملك " بوروس " في معركة هيداسبس وبذلك فتح معظم أجزاء إقليم البنجاب.

وقد وضع الزحف المتواصل للإسكندر نحو الشرق جيشه في مواجهه مباشرة مع مملكة " ناندا " (وهى إمبراطورية نشات من رحم إمبراطورية " ماجادا " في الهند القديمة خلال القرن الرابع والخامس قبل الميلاد) ومن ثم مملكة " جانجاريدا " وهو اسم منطقة البنغال خلال تلك الفترة، وتحت ضغط قوات الإسكندر المرهقة عليه لعدم خوض غمار الحرب داخل مجاهل الهند خوفا من جيوش أكبر قد يواجهونها، آثر الإسكندر الرجوع من حيث أتى.

وقد كان للفتوحات الفارسية والإغريقية تداعيات هامة على الحضارة الهندية، حيث أثرت نظم الحكم المتبعة في الدولة الفارسية على أنظمة الحكم والإدارة خلال الحقبات التاريخية التالية وبخاصة إمبراطورية " موريا "، وإضافة إلى ذلك فإن منطقة " كانداهارا " (حاليا شرق أفغانستان وشمال غرب باكستان) أصبحت بوتقة صهر للعديد من الثقافات الهندية والفارسية وآسيا الصغرى واليونانية والتي بدورها أعطت دفعة لثقافة هجينة جديدة وهى " البوذية الإغريقية " والتي نشأت بتفاعل البوذية مع الثقافة الهلينستية والتي استمرت حتى القرن الخامس الميلادى وأثرت على نشأة بوذية ماهايانا (إحد فرعى البوذية الرئيسيين، والأخر هي التيرافادا).
إمبراطورية موريا

إمتدت إمبارطورية موريا خلال الفترة من 322 إلى 185 قبل الميلاد تحت حكم أسرة موريا، وكانت بحق ذات رقعة جغرافية واسعة لم تمتد إلى مثلها أية إمبراطورية قبلها وكانت ذات تنظيم سياسى وعسكري قوى، وقد تم إنشاء إمبراطورية موريا على يد " تشاندرا جوبتا موريا " وبلغت أقصى أوجها تحت حكم " أشوكا "، وفى أوج انتشارها إمتدت تلك الإمبراطورية شمالا لحدود جبال الهيمالايا وللشرق فيما هو الآن " أسام " وللغرب لما هو الآن باكستان وأجزاء كبيرة من أفغانستان وبما يشمل مدن هرات وقندهار، كما إمتدت المملكة في وسط وجنوبى الهند على يد الملك " تشاندرا جوبتا " وخلفه " بندوسارا "، ولكن لم تمتد إلى اكتشافات بمناطق الغابات بالقرب من " كالينجا " والتي تم بعد ذلك فتحها على يد أشوكا، وقد كان أشوكا من أشد المناصرين للبوذية وعمل على نشرها بشتى الطرق وإنه لمن الحق أن انتشار البوذية داخل وخارج الهند إنما يعزو بصفة رئيسية إلى أشوكا. وقد قام وزير تشاندرا جوبتا الداهية " تشاناكا " بكتابة ما يسمى بالـ " أرساشاسترا " وهى تعد من أعظم المعاهدات في الاقتصاد والسياسة والعلاقات الخارجية والإدارة والفنون الحربية والدين التي تم كتابتها في آسيا قاطبة، وتعد هي ومراسيم أشوكا هي الوثائق الرئيسية لفترة حكم ملوك موريا.

الممالك الوسطى الأولى (العصر الذهبى)

تعتبر فترة العصور الوسطى الهندية، فترة ذات تغيرات ثقافية ملموسة، حكمت فيها أسرة " ساتافاهانا " مناطق كبيرة من وسط وجنوب الهند في الفترة ما بعد 230 قبل الميلاد، وقد قام ملكهم السادس " ساتا مارنى " بهزيمة إمبراطورية السونج في الشمال، ثم جاء من بعدها المحارب " كارافالى " من " كالينجا " ليحكم تلك المساحات الشاسعة، وقد عمل على نشر المذهب الجنتى في شبة القارة الهندية، وقد تملكت إمبراطوريته أسطول بحرى كبير عمل على خطوط تجارية مع سريلانكا وبورما وتايلاند وفييتنام وكمبوديا وبرنيا وبالى وسومطرة وجافا وقد إستقر المستعمرون من كالينجا في سريلانكا وبورما والمالديف وأرخبيل الملايو.

مملكة " كونيندا " كانت مدينة صغيرة في الهيمالايا وقد استمرت من القرن الثاني قبل الميلاد إلى تقريبا القرن الثالث بعد الميلاد، أما إمبراطورية " كوشان " (والتي نشأت من هجرات هذا الشعب من وسط آسيا إلى شمال غرب الهند في منتصف القرن الأول بعد الميلاد) فقد إمتدت من طاجكستان إلى منتصف الجانج، اما في الغرب فتحكم في زمام الأمور حكام " ساكا " الغربيون من 35 إلى 405 ميلادية في مناطق وسط وغربي الهند، وقد كانو معاصرين للكوشان الذين حكمو الجزء الشمالى من الهند والساتافاهانا الذين حكموا وسط وجنوب الهند.

العديد من الأسر الأخرى حكمت أجزاء من جنوب الهند ومنها بانديا وتشولا وتشيرا وكادامبا وغرب الجانج وبالافا وتشالوكيا خلال العديد من الأوقات المتفرقة، والعديد منها أنشأ إمبراطوريات فيما وراء البحار إمتدت إلى جنوب شرق آسيا، وقد قامت العديد من الحروب فيما بين تلك الممالك سيطر في بعضها ممالك الدكن على اجزاء جنوب الهند وازاحت اسرة كالابدا البوذية بساط النفوذ من اسر تشولا وتشيرا وبانديا في الجنوب.
فترة حكم أسرة جوبتا

تشير لفظة العصر الكلاسيكى للهند إلى الفترة التي آل الحكم فيها إلى أسرة أو إمبراطورية جوبتا خلال الفترة من 320 إلى 550 بعد الميلاد وقد تم إطلاق على تلك الفترة أيضا العصر الذهبى للهند ويعزو ذلك إلى تحقيق طفرات عظيمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والمنطق والجدل والأدب والرياضيات والفلك والديانات إضافة إلى الفلسفة والتي تم بلورتها فيما أطلق عليه الثقافة الهندية، وقد تم خلال تلك الفترة ظهور النظام العشرى وفكرة الصفر وقد ساهم المناخ العام للسلام والرفاهة التي وفرتها اسرة جوبتا للهند خلال تلك الفترة في ابداع هذه الطفرات في جميع المجالات وصولا إلى افاق جديدة خاصة في فنون النحت والمبانى المعمارية العظيمة والرسم، كما بزغ في تلك الفترة العديد من المعلمين العظماء من أمثال " كاليداسا " و" أريابهاتا " و" فاراهاميهيرا " و" فيشنو شارما " و" فاتسيايانا " والذين أثروا الحقل العلمى بالعديد من البحوث والإنجازات الغير مسبوقة، وكما هو الحال في العلوم والفنون وصلت الإدارة والسياسة إلى أفاق جديدة خلال تلك الفترة وكان للهند أيضاً علاقات تجارية قوية مع المناطق المحيطة مما جعلها ذات تأثير عليها مثل بورما وسريلانكا وأرخبيل الملاى الأمر الذي جعل من الهند ملتقاً للعديد من الثقافات المحيطة.

من جانب أخر كانت فترة حكم جوبتا حدا فاصلا في الثقافة الهندية حيث قامو بتقديم تضحيات فيدية لإضفاء الشرعية على حكمهم، ومن ناحية أخرى ساهموا في دعم البوذية والتي استمرت في أداء دورها كبديل للإيمان القويم للهندوسية، وقد ساهم الاستخدام العسكري للثلاث حكام الأوائل لهذه الأسرة وهم " تشاندرا جوبتا الأول " و" سامودرا جوبتا " و" تشاندرا جوبتا الثاني " في إخضاع الكثير من الأراضى الهندية تحت سيطرتهم وقاموا بنجاح بمقاومة الإمبراطوريات الشمالية الغربية حتى وقت وصول قبائل الهون والذين تمركزوا في أفغانستان حوالى منتصف القرن الخامس وعاصمتهم فيها " باميان "، وعلى الرغم من ذلك لم تتأثر الأجزاء الجنوبية من الهند (الدكن) بتلك الأحداث في الشمال.



zaara
zaara
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 6998

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى