ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في سابقة بعد 69 عاما عن سقوط 45 ألف شهيد: فرنسا تستذكر ضحايا أفران 8 ماي 1945

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

 في سابقة بعد 69 عاما عن سقوط 45 ألف شهيد: فرنسا تستذكر ضحايا أفران 8 ماي 1945  Empty في سابقة بعد 69 عاما عن سقوط 45 ألف شهيد: فرنسا تستذكر ضحايا أفران 8 ماي 1945

مُساهمة من طرف zaara الجمعة 20 يونيو - 10:19:44

 في سابقة بعد 69 عاما عن سقوط 45 ألف شهيد: فرنسا تستذكر ضحايا أفران 8 ماي 1945  10379722_10203068422166522_5628466187019012820_o_104978893
استذكرت فعاليات فرنسية، الخميس، ضحايا أفران 8 ماي 1945، حينما سقط 45 ألف جزائري قبل 69 سنة، في محرقة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الفرنسي ضدّ مدنيين عزل في الثامن ماي 1945، عندما خرج الجزائريون في مناطق سطيف، قالمة وخرّاطة في مظاهرات سلمية مطالبين بالاستقلال وجلاء القوات الفرنسية عن الجزائر، بعد فوز الحلفاء على النازية، لكن القيادة الفرنسية آنذاك أصدرت أوامر صريحة بقتل المتظاهرين، ما تمخض عن ارتكاب جريمة مدوية لا تزال كثير من آثارها ماثلة إلى اليوم، على نحو جعل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يشبّه الذي حدث في ذاك اليوم الأسود بما اقترفته "أفران النازية".
في سابقة تزامنت مع الاجتماع الثاني للجنة البرلمانية الكبرى الفرنسية الجزائرية بباريس برئاسة كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة و نظيره الفرنسي جون كلود بارتولون، شهدت مدينة مارسيليا تدشين نصب تذكاري لضحايا مجازر 8 ماي 1945، كما جرى وضع إكليل من الزهور ترحما على أرواح الضحايا، وهو ما يشكّل سابقة أولى من الجانب الفرنسي الذي يستمر مسؤولوه في محاولاتهم لـ"تحييد" رهان الذاكرة" عن مسار العلاقات بين الدولتين.
وبالعودة لما حصل في الثامن ماي 1945، اتخذت الادارة الاستعمارية الفرنسية مقتل اثنين من شرطييها في العاصمة، لتبدأ سلسلة من الاعتقالات والضرب وجرح الكثير من الجزائريين، بينما تكثفت المظاهرات الشعبية الحاشدة في مدينة سطيف، لتشتدّ وطأة الرد الفرنسي باقدام عسكرييها على انتهاج أسلوب القمع والتقتيل الجماعي، في مخطط إبادة شاملة استخدمت فيه القوات البرية والجوية والبحرية، ما أسفر خلال يومي الثامن والتاسع ماي 1945، عن مقتل 45 ألف جزائري وتدمير أكثر من ثمانية آلاف قرية بأكملها، ووصلت تقديرات أخرى إلى الحديث عن سقوط بين 50 إلى 70 ألف شهيد في مجازر بشعة عرّت مستوى التحضر والحرية والإنسانية الذي طالما تفاخر الفرنسيون بتعاليمها .
ويقول المجاهد المخضرم إبراهيم عليوش إنّ الكشّاف بوزيد سعال أول من استشهد في تلك المجازر عندما رفض إنزال العلم الجزائري فأطلقت الشرطة النار عليه، وأعقب تلك الإبادة فرضا للأحكام العرفية في كامل المنطقة واعتقال أربعة آلاف شخص حكم على 99 منهم بالإعدام، كما جرى إحراق المزيد من البلدات.
وفيما وصف الكاتب الفرنسي رانسيس زانمبوني مجازر الثامن ماي في الجزائر بكونها تضاهي تلك المجازر المرتكبة ضد الهنود الحمر، قال الحقوقي الفرنسي جيل مونسرون، إنّ المجازر المرتكبة كانت فظيعة للغاية، وارتكب فيها السفاح "أندري آسياري" وميليشياته جرائم عديدة، حيث جرى التنكيل بجثث آلاف الشهداء، غالبيتهم من الأطفال والرضع والنساء، وتمّ استخدام غاز "الكلورفوروم" الذي أدى إلى وضع كثير من المدنيين العزل في أكياس وحرقهم أحياء وهم مخدرين، علما إنّ الغاز المذكور يؤدي إلى تنويم الناس وشل أعضائهم وتعطيل نشاط الدماغ.
وأبرز شهود عيان، همجية جنود الاحتلال الفرنسي وقتئذ، حيث هاجم هؤلاء ضحاياهم في صباح ذاك اليوم الأسود، مستعملين مدفعيات محشوة بمادة الكلورفوروم¬ ، قبل وضع ما يربو عن 2500 شهيد في أكياس وحرقهم أحياء، وهي جريمة دفعت المؤرخ الفرنسي جان لوي بلانش  إلى وصف مجاز الثامن ماي بـ"إرهاب دولة"، وأوضح بلانش الأستاذ بجامعة باريس، أنّ مصالح المخابرات الأميركية التي عرفت آنذاك باسم" أو اس اس" والتي تم حلها في سبتمبر 45 لتستخلفها المصالح المعروفة اليوم بـ"السي أي إيه"، أشارت في تقاريرها إلى أن ما حدث قبل 63 سنة "يعدّ إرهابا مباشرا ارتكب في حق الجزائريين".
وروى عبد الله يلس الذي لا زال على قيد الحياة، بعدما أصيب في رجله اليمنى وكان سنه وقتها لا يتجاوز الـ20 ربيعا، أنّ عناصر شرطة الاحتلال كانوا في حالة سعار غريب، حيث راحوا يهجمون على المتظاهرين العٌزل كـ"الوحوش الضارية"، وتعالت بحسبه "الطلقات الهمجية" مخلفة وراءها بركانا من الدماء، ويروي يلس عبد الله بلهجة دامعة:"رأيت بأمّ عيني جثثا مرمية في الخلاء".
 
وكشف "لكحل ربيع" (76 عاما) متأثرا أنّ ما خفي من الجريمة كان أدهى وأعظم، إذ قام المحتلون ببقر بطون عشرات النساء وتحويل جثث الأبرياء إلى رماد، ويحكي أنّ 14 امرأة جرى بقر بطونهنّ في ليلة واحدة من طرف السفاح المدعو "أشمول"، ويضيف العجوز باكيا أنّ المحتل ترك جثث الضحايا متراكمة لترهيب السكان المحليين.
المثير، أنّه بعد سماع الإدارة الكولونيالية بقدوم لجنة تحقيق أوروبية للتحري بشأن ما وقع في المجازر، سارع الجنود الفرنسيين إلى حرق الجثث لمحو آثار التقتيل والتنكيل الهمجي'' !.
ويقول الوجه الثوري الجزائري المخضرم الأخضر بورقعة، إنّ الوضع العام قبيل تلك المجازر، طبعته جهود حثيثة من مختلف ناشطي الحركة الوطنية التحررية في الجزائر لتحرير كبار القيادات على غرار أب الحركة الوطنية "مصالي الحاج"، بجانب سعيهم لتحرير الجزائر من ربقة احتلال بدأ في جويلية 1830.
وبحسب الراحل "أحمد محساس"، فإنّ المظاهرات سعت بشكل ما إلى ممارسة ضغط على الفرنسيين من خلال إظهار قوة الحركة الجزائرية ووعي جماهيرها بمطلب الاستقلال، ويضيف محساس أنّ المظاهرات عمت كل القطر الجزائري في الفاتح ماي 1945، ورُفعت خلالها الراية الجزائرية، كما جرى فيها استنكار الاضطهاد الفرنسي للجزائريين.
[rtl]ويتطلع متابعون أن يؤشر ما حصل الخميس في مارسيليا على تداعيات إيجابية تدفع باتجاه وفاء الفرنسيين خلال الشوط القادم بمطلبي الاعتراف والاعتذار عما فعله المحتل القديم خلال 132 سنة في الجزائر، والذهاب بعيدا في تجريم الاستعمار، ووضع شروط لمسار الصداقة الذي سعى إليه زعيم الإليزيه السابق "جاك شيراك" وأحبطه خلفه "أنا لا أستحيولا ساركوزي"، بما ينتج تزكية باريس لمطالب الجزائر المتضمنة اعتراف فرنسا الرسمية بخطايا فرنسا الكولونيالية، وتقديم اعتذار رسمي، مع إقرار تعويضات مادية لضحايا الاحتلال، ناهيك عن دفعها للتراجع عن "قانون العار" ويتعلق الأمر بالقانون الممجد للاستعمار الذي أصدرته فرنسا سنة 2005، والقائل بمعاقبة أي شكل من أشكال القذف في حق الحركى الذين خانوا وطنهم الأصلي، " نظير ما قدموه للأمة الفرنسية"، علما أنّ باريس تبنت ما سمته "ميثاق حقوق الحركى".[/rtl]



zaara
zaara
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 6998

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى